* الفنان المصري أحمد الصاوي يعيش أسوأ فترات حياته هذه الأيام.. * أو فلنقل آخر أيام حياته بظن أن نبوءة عالم الفلك أحمد شاهين ستتحقق فيه.. * فشاهين هذا سبق أن تنبأ بوفاة الكثيرين ليرحلوا عن دنيانا في الزمان الذي حدده.. * وآخر الذين تنبأ بوفاتهم الممثل المصري العالمي عمر الشريف.. * بل وتنبأ كذلك بوفاة نظام كل من مبارك والقذافي وبن علي.. * ومن قبل تنبأت عرافة بزوال نظام نميري – هنا في السودان- فور اكتمال مسجد النيلين.. * المسجد هذا الذي استغرق تشييده زمناً ليس بالقليل نظراً لتعقيدات تصميمه.. * وعقب فراغه من كلمة الافتتاح تعثر النميري لحظة هبوطه الدرج نحو مقعده.. * وقبل مغادرته المنصة كان قد (تعثر) في قراءة سورة العصر لينطق كلمة (خسر) بفتح الخاء.. * فهل أمثال العرافين هؤلاء ينطبق عليهم نص الحديث النبوي (كذب المنجمون ولو صدقوا)؟.. * أي الذين تتحقق نبوءاتهم على أرض الواقع في الزمان المحدد؟.. * طبعاً لا، وإلا لشاركوا رب العزة في الذي اختص به نفسه من علم الغيب.. * كل الذي يحدث – علمياً- هو شيء لا يخرج عن احتمالات ثلاثة: * إما أن العراف يتوصل إلى نتيجة موت شخص من مقدمات أشبه بما في علم المنطق.. * أي من (معطى) حالته الصحية الراهنة التي تشي بالنهاية.. * وإما وفقاً لاستقراءات سياسية تنبئ بوفاة نظام يحتضر أصلاً.. * وإما (خبط عشواء) رهاناً على قوة الإيحاء النفسي في إحداث الأثر المطلوب.. * وكمثال على الاحتمال الخير هذا حكاية (المريض وورقة الشجرة) التي قصصناها من قبل.. * فقد ظن أن روحه سوف (تصعد) فور (سقوط) آخر ورقة من شجرة مواجهة لنافذته.. *هكذا أوعز إليه (مستبصر) سبق أن تنبأ بالأمر ذاته تجاه مرضى آخرين.. * فهو قاتل محترف – بسلاح الإيحاء النفسي- لا تطاله يد القانون.. * ولم يكن له دافع للقتل هذا سوى إشباع رغبة نفسية (مريضة) بداخله.. * ويُدرك الطبيب الأمر بعد ملاحظته تدهور حالة مريضه دونما سبب (عضوي).. * وتنقذ ورقة شجر اصطناعية حياة مريض (غضروف) كاد أن يقتله جهله.. * وكذلك يمكن أن يموت الصاوي إن هو (صدق) نبوءة شاهين عنه.. * أما الإنقاذ فتبدو (مؤمنة) بنبوءة بلة الغائب عن طول عمرها.. * سيما وأن شاهين لم يتنبأ ب(وفاتها !!).