*الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين هو (قريبنا) وذو علاقة خاصة بالأسرة.. *وكنت قد أشرت مرة إلى تواضعه الجم خلال عزاء والدنا عليه الرحمة.. *فقد كان يحمل أواني الماء والشاي والقهوة بنفسه إلى بعض المعزين.. *ورغم ذلك فإنني أحرص على أن تكون هنالك (مسافة) بيني وبينه.. *بل أحرص على المسافة هذه ذاتها بيني وبين أي مسؤول مهما تكن (صفة) العلاقة.. *ولو كان هو الصديق الزميل (الحبيب) حسن إسماعيل نفسه بعد أن غدا وزيراً.. *ولولا المسافة هذه – بيني وبين عبد الرحيم محمد حسين- لنصحته كفاحاً بعدم (التشمير).. *أي (كفكفة البنطلون) بغرض الخوض في مياه أمطار الخريف بين الأنقاض.. *فكذلك كان يفعل السابقون- من الولاة- مع التلويح بالعصي نحو الأعلى.. *وكتبنا كثيراً عن (عبثية) هذا المسلك من تلقائهم بما أنه غير ذي نفع للمواطنين.. *فما الذي يجنيه المنكوبون من خوض الوالي أمامهم ب(ساقين عاريتين)؟.. *بل ما الحكمة من هذا الفعل أصلاً وإن تواصل (الخوض) يوماً كاملاً مع التكبير والتهليل؟.. *فالناس يريدون حلولاً عملية فعالة وليس محض (جلبغة) كما الأطفال.. *وللأسف لم يجد الوالي من ينصحه بعدم تجريب المجرب كيلا يثير سخط الناس عليه.. *لم يجد حتى المقربين إليه من زملائنا أمثال الطاهر ساتي ومحمد لطيف.. *وليت الأمر اقتصر على السخط بل تعداه إلى السخرية كما نرى في مواقع التواصل هذه الأيام.. *ولو كان الوالي اطلع على الأرشيف الصحفي لمن سبقوه – من الولاة- لما (تشمر).. *فهو يضج بساخر الكلمات – والرسوم الكاريكاتورية- عن (هزلية) خوض الولاة في المياه.. *وكاتب هذه السطور يجزم بأنه صاحب النصيب الأكبر من السخرية المذكورة.. *والمعتمد نمر – تحديداً- كنا قد نصحناه ب(العمل) عوضاً عن (الكلام).. *فهو أكثر معتمدي الولاية كلاماً عن استعدادات الخريف لتفضحه الآن (مطيرة صغيرة).. *فهل الخريف صار هو الامتحان الذي يسقط فيه- بجدارة- كل ولاة الخرطوم ومعتمديها؟.. *فإن كانت الإجابة بنعم فليرحمونا -إذاً- من (مسخرة) الخوض في المياه كل عام.. *فآخر ما يود الناس رؤيته حينها هو (كرعين الوالي!!).