إيلون ماسك: لا نبغي تعليم الذكاء الاصطناعي الكذب    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    الرئيس التركي يستقبل رئيس مجلس السيادة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"غندور" والانسحاب من المفاوضات المتعثرة مع التمرد
نشر في المجهر السياسي يوم 13 - 12 - 2014


حديث السبت
يوسف عبد المنان
الولاة المعينون ولاؤهم للرئيس أم للشعب؟؟
هل يخلي المؤتمر الوطني (130) دائرة ل"نهار" و"مسار" و"الدقير" و"الميرغني"
ودع البروفيسور "إبراهيم غندور" مفاوضات السلام حول المنطقة ولوح بغيابه عن جلسات التفاوض المقبلة أن كتب لها القيام لانشغاله شخصياً بالاستحقاق الانتخابي بصفته نائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني. في وقت لم يعلن فيه الوسيط "ثامبو أمبيكي" موعداً محدداً لاستئناف المفاوضات، لكنه وضع شهر (يناير) من العام المقبل كموعد ابتدائي.. قبل أن يودع وفود التفاوض من السودانيين، حيث عاد الوفد الحكومي للخرطوم بينما تفرق شمل متمردي (قطاع الشمال) ومتمردي دارفور ما بين "كمبالا" و"القاهرة" و"جوبا" و"لندن"، وعاد بعض المفاوضين عن (الحركة الشعبية) للخرطوم د. "فرح عقار" و"كمال الجزولي" وبقية المشجعين لفريق "عرمان" كالدكتورة "مريم الصادق المهدي" ووالدها الإمام "الصادق".
ومع مغادرة د. "إبراهيم غندور" ملف التفاوض تتضاءل الآمال في الوصول لاتفاق في القريب العاجل وذلك استناداً إلى أن القيادة الجديدة للتفاوض قد تؤول إلى د. "حسين حمدي" أو د. "محمد مختار الحسين" أو "ياسر يوسف" الذي صعد لمرتبة صناع القرار في الدولة بسرعة شديدة وقدم نفسه للرأي العام بطريقة مميزة الشيء الذي جعله من القيادات المرشحة للعب دور سياسي وتنفيذي أكبر من موقعه كوزير دولة.. وقد تم في الجولات الأخيرة تغييب الدكتور "عمر سليمان آدم" لحسابات سياسية عن وفد التفاوض الذي تم تقليصه لعدد محدود جداً ولكنه فاعل جداً، وأمسك "غندور" بكل خيوط اللعبة رغم ضيق هامش المناورة والسقوفات المتدنية جداً في السلطات والصلاحيات التي آلت إليه، إلا أن طبيب الأسنان الذكي نجح في قيادة التفاوض بحنكة ولم تحقق الحركة أية أهداف في شباك الحكومة إعلامياً وسياسياً.. لتنتهي حرب المواقف على الطاولات وتبدأ الحرب الحقيقية على الأرض بعد أن حشد القوات المسلحة لقدراتها العسكرية على الأرض للقضاء على التمرد في الأرض.. وغداة وصول طلائع القوات التي عهد إليها تنفيذ عمليات الصيف المقبل.. والحركة الشعبية ومليشياتها على يقين بأنها لا قبل لها بمواجهة القوات المسلحة ولا تستطيع الوقوف ساعة واحدة في وجه متحركات الجيش التي تستطيع الوصول إلى "كاودة" و"أم سردية" وريفي "البرام" في كل من "الرقفي" و"أم دولو" و"كركرابة البيرة" ومناطق "الدار" و"تبانيا" و"كرنقو عبد الله" و"هيبان" و"الأزرق" و"كوراك" و"الدليباية".. و"وادي أم سردية" و"خور المساكين الطول" و"المساكين القصار" في غرب وشرق وجنوب كادقلي وصولاً لمناطق "أيري" و"التاش" و"الدندرو" و"عقب".. تلك هي المناطق التي يسيطر عليها التمرد لكنه عاجز عن صد أي متحرك يستهدف تلك المناطق، ولو نجحت القوات المسلحة في الوصول لتلك المناطق يفقد التمرد (90%) من وجوده في (جبال النوبة) وربما لجأ لسلسلة (جبال العطورو) في "لمون" التي يستحيل الوصول إليها ولا جدوى أصلاً من الوصول إلى هناك.. لأنها مناطق ترتفع لقرابة العشرة آلاف متر من سطح الأرض وتمتد لمسافات بعيدة ويعيش في أعالي الجبال أعداد كبيرة من (العطورو) وهم أكبر المجموعات النوبية في الجبال، واستعصى الوصول لقمم تلك الجبال منذ الحرب الأولى.. ولما كان التمرد يدرك أن توغل القوات المسلحة جنوباً يعني القضاء عليه.. وأن مواجهة متحركات الجيش تعتبر عمليات انتحارية آثر التمرد القيام بعمليات خاطفة لوقف تقدم القوات وإعاقة سيرها.. حتى لا تتقدم نحو معاقله في "كاودا" و"أم سردية" و"تيانيا".. والعقيدة القتالية للتمرد هي الحرب الخاطفة والمناورات السريعة والهجمات المباغتة واستغلال الطبيعة ومعرفتهم بحرب الجبال ومسالكه الوعرة.. ويستغل التمرد الإعلام في بث الأخبار وتضخيم حادثة صغيرة مثل تسلل عدد محدود جداً من المتمردين إلى منطقة "بلنجا" للهجوم على نقطة مراقبة يوجد بها عدد محدود جداً من أفراد القوات المسلحة يقصفون المدينة بمدافع (الكاتيوشا) ويهربون إلى قمم الجبال ويلوذون بالكهوف الحصينة لترد عليهم القوات المسلحة بالمدفعية وتستخدم كل أنواع الأسلحة حتى (تسكت) مصدر نيران التمرد.. وفي ذلك استنزاف لقدرات القوات المسلحة.. ومع أي حدث صغير تقدم أبواق إعلام التمرد وهي موقع (عاين) على شبكة الانترنت.. وصحيفة (سودان تربيون).. و(موقع جبال النوبة).. و(موقع المهمشين) على الانترنت و(إذاعتا تمازج) التي تبث من "يوغندا" و(إذاعة دبنقا) من "هولندا".. وزرعت (الحركة الشعبية) بعض كادرها الصحافي في كبريات الصحف العربية الصادرة في "لندن" مثل "مصطفى سري" و"عمار عوض" في (الشرق الأوسط).. و"علوية مختار" و"قمر دلمان" الذي استبدل اسمه ل"جاتيكا" و"رشا عوض" من "القاهرة" وتحالف الهاربين من الشيوعية والطائفية.. إضافة إلى الوجود الكبير جداً للحركة الشعبية في صحافة الخرطوم سواء باتصالات "ياسر عرمان" شخصياً بالصحافيين بمختلف مذاهبهم وانتماءاتهم أو بالترويج العلني لأخبار الحرب التي تضطلع بها د. "مريم الصادق المهدي" وآخرون.. تلك هي حرب التمرد ووسائله وآلياته.
أما على الأرض فإن خطط التمرد مكشوفة جداً في إعاقة سير القوات المسلحة من جهة والضرب والهروب من موقع الحدث مثل حادث الاعتداء على سيارة (لاندكروزر) تتبع لطوف التأمين اليومي بين "الدلنج" و"كادقلي".. حيث تسللت مجموعة تتكون من أربعة أفراد بين الحشائش الكثيفة والجبال والخيران لا تستطيع رؤية ما بداخل الغابة حتى تصل مسافة (10) أمتار.. وحمل المتمردون مدفع (أربجي) حتى الشارع ليصطادوا به السيارة (اللاندكروزر)، وفي الحال يبث خبر عاجل في (الواتس آب) والمواقع الالكترونية عن سيطرة الجيش الشعبي على منطقة "الدشول" وقطع طريق (الدلنج – كادقلي).. وإمعاناً في التهويل من الحدث يقولون طريق (كادقلي – الأبيض) ولا يستطيع أحد أن ينفي ذلك وبطبيعة الإعلام الرسمي البطيء جداً وخوفاً من ملاحقة الحكومة حتى لم يتصدى للرد على التمرد يؤثر الكثيرون الصمت وتلقى الأخبار من مصادرها على الأرض.. وبكل أسف تخطئ البيانات الرسمية في بعض الأحيان حتى في أسماء المناطق مما يضعف ثقة الناس في ما تقوله الحكومة.. وإزاء هذا الواقع فإن عمليات الصيف القادمة ستمضي ولكنها ستواجه بحرب عصابات هنا وهناك ولا سبيل للتفاوض إذاً قبل حلول الخريف المقبل وتشكيل الحكومة الجديدة واعتلاء "البشير" لمنصب الرئيس لدورة مقبلة تنتهي في 2020م ربما تكون دورته الأخيرة في السلطة ليتنحى بعدها طواعية إن لم ترفض قيادات حزبه ذلك!!
جاء في الأخبار أن المؤتمر الوطني اتخذ خطوة نحو التنازل عن مقاعد في البرلمان لصالح شركائه في الحكم ذلك بالتنازل عن نحو (30%) من مقاعد البرلمان للأحزاب التي ستخوض الانتخابات في (أبريل) من العام المقبل وأن ولاية مثل الخرطوم ستذهب (6) دوائر لصالح الأحزاب لتتنافس عليها حتى يصبح للأحزاب وجود حقيقي في البرلمان المقبل وذلك بعد أن تنازل المؤتمر الوطني في آخر انتخابات عن مقاعد في عدد من الولايات لحلفائه من الأحزاب التي تطلق عليها المعارضة الرافضة صفة أحزاب التوالي تحقيراً وازدراءً لها وتقليلاً من شأنها.. وبتنازلات الوطني أصبح "عبد الله علي مسار" ينوب عن مواطني أم درمان في البرلمان بدلاً عن الفردوس أو (أضان الحمار) سابقاً.. ودخل "الزهاوي إبراهيم مالك" رئيس حزب الآخر البرلمان على أكتاف المؤتمر الوطني.. وكذا بقية الحلفاء باستثناء المؤتمر الشعبي الذي حصل على مقاعده بعرق جبينه وخدمة ضراعه في ظروف (تضيق) عليه غير عادية.. حيث كانت أغلب قيادة الشعبي تقبع في السجون ورغم ذلك أصبح د. "إسماعيل حسين" اليوم زعيماً للمعارضة في البرلمان رغم ممانعة المؤتمر الوطني الاعتراف بكتلة نيابية أخرى غير كتله مخالفاً بذلك التقاليد البرلمانية المتوارثة.. وتشجيع المؤتمر الوطني لحلفائه بدخول البرلمان ينبغي أن تقابلها تلك الأحزاب بخطوة تشجيعية أخرى لحليفهم الرؤوف الرحيم بهم بخوض أحد قيادات تلك الأحزاب انتخابات رئاسة الجمهورية حتى لا تصبح انتخابات الرئاسة (باردة) وفاترة ويصبح منافسو "البشير" هم على شاكلة "محمود عبد الجبار" و"عثماناب" و"عبد المجيد كيجاب" السباح الماهر.. وقيل قبل فترة إن أحد المطربين الشباب ينوي خوض الانتخابات الرئاسية ليتخذ البعض الانتخابات لهواً ومسخرة وفي ذلك إضعاف حقيقي للتجربة وعدم احترام للمنصب الرفيع.. ولا يشكل منافسة أحد الأحزاب المتحالفة مع المؤتمر الوطني في الانتخابات سبباً للقطيعة ودخول قيادي مثل د. "جلال يوسف الدقير" أو "د. أحمد بابكر نهار" أو "موسى محمد أحمد" حلبة التنافس على مقعد رئيس الجمهورية لا يحرم هؤلاء القيادات من فرص التوزير والتوظيف في الحكومة المقبلة.. إن كانت مخاوف هؤلاء إن وضعهم كرؤساء في كفة و"البشير" في كفة أخرى قد يجعلهم منافسين وخصوماً للوطني وليسوا أصدقاء محبين ومشجعين لسياساته.. بل يعتبر مشاركة هؤلاء الرموز في العملية الانتخابية تمثل دعماً لشريكهم وفي ذات الوقت تبعث برسالة إلى المعارضة (الرافضة) بأن هناك قوى سياسية يمكنها سد فراغات غيابها عن الساحة.. وفي بادئ الأمر أعلنت أحزاب مثل (الأمة الفيدرالي) و(الأمة الوطني) والأمة جناح الزهاوي إنها البديل القادم ل(حزب الأمة) الذي يقوده الإمام "الصادق المهدي" المنعوت عند هؤلاء بالطائفية والديكتاتورية.. بيد أنهم انصرفوا عن رسالتهم المقدسة في زحزحة الحزب الطائفي ووراثته إلى دور هامشي جداً في الساحة السياسية.. وإذا كان المؤتمر الوطني يعيب على المعارضين من الأحزاب (العجوز) عدم عقد مؤتمراتها ولا انتخاب قياداتها.. فإن ذلك أيضاً ما يعاني منه حلفاؤه في السلطة.
إن مشاركة بعض هذه الأحزاب في الانتخابات قد تكشف عوراتهم للرأي العام ولكن ذلك أفضل من حالتهم الراهنة البقاء في كرسي الحكم على أكتاف المؤتمر الوطني.
ومسألة تخصيص مقاعد لهذه الأحزاب من خلال انسحاب المؤتمر الوطني من منافسة أصدقائه في تقديري تنطوي على إهانة بالغة لهذه الأحزاب وحرياً بها أن ترفض العطايا و(المكرمة) وتشمر ساعدها وتخوض منافسة حقيقية مع المؤتمر الوطني عملاً بمقولة (أكلوا أخوان واتحاسبوا تجار) وخوض الانتخابات ومنافسة الوطني كما أسلفنا لا تفسد للود قضية.. ويمكن لشخصية مثل د. "جلال الدقير" الفوز في أية دائرة جغرافية بولاية الخرطوم.. ولو خاض "محمد يوسف الدقير" الانتخابات في دائرة المجلد ب(غرب كردفان) لفاز "علي مهدي بابو نمر" مثلما فاز "أحمد صالح صلوحة" على "الصادق بابو نمر" في انتخابات 1986م ولن يستطيع أحد منافسة د. "أحمد بابكر نهار" في دائرة الفاشر ولن يجد د. "إبراهيم آدم" مشقة في الفوز بدائرة الأبيض الجنوبية ولن يرهق "موسى محمد أحمد" نفسه في الانتخابات ستأتيه الدائرة من البحر الأحمر طائعة.. وكذا حال "الزهاوي إبراهيم مالك" حتى د. "الحبر يوسف نور الدائم" يستطيع دخول قبة البرلمان من خلال التمثيل النسبي.
لكن من يقنع هؤلاء بأن الانتخابات أفضل من المكارم والعطايا والهدايا ؟؟ وفي قصص المشافهات والروايات الشعبية أن (الكتاكيت) أي صغار الدجاج التي تسمى (الفراريج) حينما يهجم النسر الجارح لخطفها تهرول مسرعة للاختباء في غصون الأشجار الجافة.. إلا أن كبيرهم الديك يهرول مسرعاً خوفاً من الصقر الذي لا يستطيع خطف الديك!! فسألت (الكتاكيت) الديك لماذا يخاف من الصقر وهو أكبر منه حجماً ويستطيع مقاومته؟!.. ضحك الديك حتى ارتخت (فسيتيه) فقال للصغار أنا تعرضت لعملية خطف عندما كنت في عمرك صغيراً ونجوت من مخالب الصقر بمعجزة حقيقية ومنذ تلك الواقعة انتابني خوف من الصقر لم يخرج من قلبي حتى اليوم!! فهل قيادات الأحزاب الحليفة للمؤتمر الوطني والمنشقة من أحزابها الكبيرة ظلت خائفة من المؤتمر منذ حقبة معارضتها للنظام وحتى اليوم لذلك تخشى منازلته في ميدان تنافس ديمقراطي؟؟ لكن في حديثه لصحيفة (المجهر) تنشره في الأيام المقبلة قال "حسبو محمد عبد الرحمن" نائب رئيس الجمهورية إن حزبه لن يشرك في السلطة القادمة حليفاً لم يدخل الانتخابات حتى لمعرفة رصيده في بنك الجماهير واستثنى من ذلك الحركات المتمردة التي وقعت اتفاقيات مع حكومة السودان لأنها لم تفلح بعد في توفيق أوضاعها.. ووضع الوطني أحزاب حكومته في مأزق حقيقي فمن جهة تنازل عن (130) مقعداً في البرلمان لصالح هذه الأحزاب لتنافس في الدخول لقبة البرلمان.. ولكن في ذات الوقت على المؤتمر رفع يده عن تلك الأحزاب لتخاطب هي الجماهير في تلك الدوائر وتحثها على المشاركة.. أما إذا عزفت الجماهير عن الاستجابة للدعوة هذه ومن فاز فاز بأصوات باهتة وقليلة فإن ذلك يحسب له لا عليه.. غير أن الوطني سيكون حريصاً على تصويت المواطنين في كل الدوائر حتى لا ينال الرئيس "البشير" أقل من (60%) من أصوات الناخبين.
إرهاصات التعيين
التقيت يوم (الأربعاء) الماضي بقبة البرلمان السياسية النافذة في المؤتمر الوطني "بدرية سليمان" وتحدثت بنبرة عتاب ممزوجة بروح طيبة على ما كتبته عنها في بعض الزوايا الصحفية.. وقالت إنها تحتفظ بأرشيف عن كتابات تقلل من شأنها.. ولكنها - أي بدرية - بدا عليها تفهم أسباب انتقادنا لسلوكها السياسي والمهني الشيء الذي جعلنا نطلق عليها صفة ترزية القوانين.. نعم "بدرية" سياسية نابغة وقانونية ضليعة ولها مواهب وقدرات وظفتها في تخصصها كقانونية.. إلا أن مواقف "بدرية" التي تميل دوماً إلى الشمولية والقبضة المركزية والصورة التي ارتسمت في مخيلة أجيالنا عن المايويين تميل إلى التغبيش والشكوك.. و"بدرية" الآن أهم شخصية في البرلمان لرئاستها لجنة صياغة التعديلات الدستورية التي ستجعل أمر الولاة تعييناً من الرئيس ولا يعرف هل سيتم أيضاً تعيين الوزراء الولائيين والمعتمدين!! أم يصبح الوالي المعين هو المكلف بالتعيين نيابة عن الرئيس؟!.. وهي خطوة يعتبرها بعض قيادات المؤتمر الوطني بمثابة تراجع كبير جداً عن الفيدرالية ويعتبرها آخرون تعزيزاً لسلطة الرئيس في الفترة المقبلة للقضاء على العنصرية والجهوية وحتى يستريح المركز من الأصوات التي تنتقد الولاة.. وبات (الواتس آب) حقلاً مخضراً بالشائعات.. كل سياسي يشكل له حكومة من الولاة كما يريد ويشتهي وربما هناك من يشكل هذه الحكومات من أجل قياس الرأي العام للدراسة والتحليل.. ولكن أحدثت تشكيلات (الواتس آب) بليلة في الرأي العام.. خاصة وأن الجميع أخذوا ينتظرون حظهم في الولايات المسكينة التي تستقبل ولاة ولاؤهم ليس للمواطنين بقدر ما ولاءهم للرئيس الذي حملهم من رصيف الانتظار للكرسي الأنيق.. لذلك سيكون أحرص على إرضاء الرئيس من الشعب الذي فرضوا عليه حكومة من غير إرادته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.