والخرطوم تستقبل موسفيني.. الذي لا يعتبره السودانيون صديقاً.. وتحادثه والخرطوم تستقبل موسيفيني دون لافتة ترحيب واحدة والجملة الاولى والثانية كلاهما يصبح خطاباً شديد الذكاء.. والكبرياء الجملة المحسوبة تذهب يمينا لتحدث المواطن السوداني عن معادلة بين «ابقاء موسفيني عدوا.. وبين دخول سوق البيع والشراء.. مع الرجل وطرقات الخرطوم التي تستقبل موسيفني دون لافتة ترحيب واحدة.. كانت تحدث الرجل عن ان الخرطوم تعرف ما هو» وبعض ما تعرفه الخرطوم هو ما يحمله موسيفني داخل عقله.. وما يحمله داخل ملفاته.. وما يحمله الرجل في عقله.. بعضه هو اعتقاد جازم قديم بغباء الخرطوم وما يحمله الرجل في مفاته بعضه هو موسيفني يطلب من السودان الموافقة على نشر جيشه.. جيش موسفيني.. على الحدود بين السودان وجنوب السودان واوراق الرجل ترسم خطا ما بين الميل «14» وحتى كوستي وما بين جودة وحتى الكرمك وموسيفني يعرض التعاون العسكري .. والاقتصادي وقادة الخرطوم لعلهم يستمعون إلى الكلمات والكلمات تعيد إلى اذهانهم سلسلة من الاحداث الرائعة وتقدم شرحاً لها «2» فقبل شهور ثلاثة نحدث هنا عن عقار في باريس وهو يحدث عن انه سوف يطلق عملياته في نهاية الخريف «عقار يعلن أمس نوعاً من الهدنة» وعقار في باريس كان يحصل على دعم عسكري يحمل توقيع يوغندا وتمهيداً.. يعيد تشكيل اركان حربه والحلو يذهب.. وجقود يصبح قائداً ثم استيفن وآخر واعادة التشكيل تحمل توقيع موسيفيني .. فقبل شهور ثلاثة كنا نحدث عن اجتماعات يوغندا «عقار باقان.. موسيفيني و..» والاجتماعات التي تعيد باقان للجنوب «وباقان يطلب زيارة الخرطوم.. وهو يغطي ضحكته» تصنع مخطط عمليات الشرق القادمة.. وعمليات الغرب ففي الايام ذاتها كان الحديث يجري عن جمع تمرد الغرب بقيادة محمد نور وما لا يعلمه مناوي هو ان شراء «حفتر» لقواته كان جزءاً من المخطط.. لابعاد مناوي كل هذا تعرفه الخرطوم.. ثم الخرطوم تعرف الآن منطق.. المصلحة واين هي «3» ومن خلف كاس «الكركدي» .. طبعاً.. موسيفيني يفحص وجوه قادة الخرطوم .. وعما اذا كانت السمكة قد ابتلعت شيئاً لكن «حياء» الخرطوم.. الذي يصبح طبعه منقحة من الغباء..يظل ينظر إلى موسيفيني وهو يعلم ان كتائب موسيفني على حدود السودان وجنوب السودان هي : «ملجأ» تتراجع اليه قوات التمرد متى ما «عصرها» الجيش السوداني ثم هي قوات لمنع جيش مشار من المناورة متى ما ضربته قوات سلفاكير ثم هي قوة تصبح انبوب امداد للتمرد شرقاً من هنا.. وغرباً من هناك و..و.. «4» و مشار يهبط الخرطوم اليوم وتخلفه امس يجعل موسيفني يبقى ليوم آخر في الخرطوم» وموسيفني الذي يوقن بغباء جهات كثيرة سوف يطلب من الخرطوم اليوم ان تتوسط بينه وبين مشار و«هذه هينة» ولكن موسيفني سوف يطلب من الخرطوم اقناع مشار بزيارة يوغندا..!! .. والخرطوم لعلها لا تفعل فالطلب هذا يجعل شريطاً سينمائياً طويلاً ينطلق في ذاكرة الخرطوم.. يعرض وجوها لا تنتهي لقادة دعاهم فلان وفلان للصلح.. وذهبوا .. وقتلوا ومضحك ان مشار كان احد اطراف الجهة الأخرى ولا نزيد و..و.. كل هذا يصبح شاهداً للاسلوب الجديد في الخرطوم اسلوب «ما وراء المعرفة».. الاسلوب الذي تلتفت اليه حكومة السودان ويجعلها تعمل باسلوب الجراح.. واسلوب «المصلحة اولا».. والاسلوب الذي يقول للعدو المخادع ان الخرطوم تعرف ما تحت ثيابه وان الخرطوم تبيع وتشتري .. فقط.. لكنها لا تخدع وان ما يخبئه فلان تحت ثيابه تحمله صحف الخرطوم.. في الشارع يبقى ان زيارة موسيفيني وزيارة مشار وسلفا وطلب فتح حدود الجنوب والسودان لجنود موسيفني كلها جملة تعني ان موسيفني يرفع علمه على جوبا وانه هو الرئيس