*وها هو إيلا لم يخيب ظننا في ممارسة (هوايته).. *هواية مهرجانات التسوق والسياحة التي كان مدمناً لها في بورتسودان.. *فقد قيل لنا إنه سيجد من مشاكل ولايته الجديدة ما يصرفه عن المهرجانات.. *مشاكل المشروع والطرق والبيئة والغاز والفساد و(أجور الموتى).. *ولامنا البعض على تسرعنا في توقع إقامة مهرجان خلال زمن وجيز.. *قالوا إنه لا يمكن أن (يقوم) مهرجان قبل أن (يقوم) مشروع الجزيرة.. *قبل أن يقوم من (غفوته) التي جيء بالطاهر إيلا خصيصاً من أجلها.. *فقلت لهم (أقطع ذراعي إن لم يقم أول مهرجان في غضون أشهر).. *فهو لا يهمه إن (قام) المشروع أو (رقد) بقدر ما تهمه مهرجانات (البهجة).. *كما لا تهمه أزمات الغاز والمياه والكهرباء والنفايات و(ديون المزارعين).. *يهمه فقط أن (تهجج) مدني لعدة أيام ويصير هو محور حديث الصحف.. *وبالفعل ستمتلئ صحافتنا – في مقبل الأيام- بعبارة (لبينا دعوة كريمة).. *ثم إطناب – بعدها – في مدح الوالي والتغزل بإنجازاته (الوهمية).. *ولا بأس من حشر عبارة (إيلا حديد) رغم إننا لا نرى منه سوى (الهجيج).. *فأكثر ما يعيب ولاة زماننا هذا كلمة (سأفعل) عوضاً عن (فعلت).. *وإيلا قبل أن يفعل يريد أن يتكلم ثم (يلخم) الناس باحتفالات غنائية.. *وحسناً فعل مطرب مدني عمر جعفر وهو يرفض المشاركة في (الاستهبال).. *قال إنه ما من إنجازات على صعيد مشاكل الناس هناك تستحق الغناء.. *فما زالت مستفحلةً أزمات الماء والغاز والخبز والصحة والكهرباء.. *ومشروع الجزيرة في حاجة إلى إنعاش من غيبوبته الطويلة جراء الإهمال.. *و البرلماني البدوي يوسف انتقد غياب حكومة الجزيرة عن هموم المواطنين.. *وقال إن الناس هناك في حالة استياء و تذمر لغياب الحلول عن مشكلاتهم.. *ومن المشكلات هذه الندرة في الغاز والمياه والكهرباء والمحروقات.. *وعند زيارتي الأخيرة لمدني لاحظت عملاً دؤوباً يجري في ملعبها.. *فقال مرافقي – بمنتهى البراءة – أن إيلا سيُولي الرياضة اهتماماً عظيماً.. *ثم لم يقتنع بكلامي حين قلت له إن الاهتمام هذا هو لمهرجاناته (المحببة).. *ويكفي أنه عندما ظهر في سماء الثغر اختفت أنديته من أضواء الممتاز.. *ثم خُصصت أضواء ملعب المدينة لمهرجانات الكلام والغناء و(الرقص).. *وكل ذلكم البذخ على حساب التنمية و المياه والكهرباء و(المعاشيين) *فصخب (الهجيج) – في فلسفة إيلا – يطغى على أنين الموجوعين.. *فيسمعه المركز و………….(يطرب!!). الصيحة