خطوة جريئة أقدم عليها رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، لتنحيه عن قيادة الحزب في مؤتمره العام الذي عقد الأسبوع الماضي، كانت هذه الخطوة صعبة على قيادات أحزاب أنهكها التعب في سبيل الكنكشة والهيمنة في مواصلة واستمرار قيادتها لأحزابها دون أن تأتي بجديد، غير أن درساً في الديمقراطية دون ان يكلف رجل الأعمال إبراهيم الشيخ عناء منحه لغيره من قيادات الأحزاب الأخرى، رغم أن تلك القيادات ظلت تنادي بالديمقراطية دون أن تعمل بها، مما جعل عدة تساؤلات معلقة في أذهان الكثيرين، هل فتح إبراهيم الشيخ الباب أمام رؤساء الأحزاب الأخرى للتنحي عن قيادة أحزابهم.. وهل هنالك من يتنحى في ظل المطالبة من قبل أحزابهم… وما تأثير الخطوة على أحزاب الأمة والشعبي والاتحادي والشيوعي؟ تجربة جديدة تجربة جديدة خطاها حزب المؤتمر السوداني، دون غيره من الأحزاب التي ظلت تعمل في إطار الديمقراطية باعتبارها أس التقدم والتحضر، في ظل ظروف سياسية بالغة التعقيد، ووسط كل الخلافات التي ضربت الأحزاب وأدت إلى التشقق والانقسامات بها، ذات الحزب الذي تعامل على أساس الرقي والتحضر وفقاً لما تم من ممارسة شفافة وحديثة أثناء قيام مؤتمره العام الخامس، حيث تنحى رئيس الحزب إبراهيم الشيخ عن الرئاسة رافضاً فكرة ومبدأ التجديد لدورة اخرى، تاركاً المجال لغيره من القيادات في مرحلة جديدة مع شخصية مختلفة، وبهذا الإنجاز أدهش كل الأحزاب السياسية، مما جعلها جديرة باحترام التجربة ذات المسلك الحضاري. فكانت ردة الفعل لبقية الأحزاب، حيث وصف الحزب الشيوعي على لسان الناطق الرسمي للحزب صديق يوسف التجربة بأنها تجربة متقدمة، وهي ظاهرة إيجابية في الممارسة السياسية المعمول بها في كل العالم، ان تنتخبه لدورتين فقط، ويمكن ان يعود رئيساً للحزب بعد مضي دورة أو دورتين حسب دستور الحزب، وفي نفس الدورة لا يمكن ان يتقلد الرئيس المنتخب منصب السكرتير السياسي، وإنما يظل قيادياً بالحزب، وفي تعليقه على تطبيق التجربة في بقية الأحزاب، قال يوسف يمكن تطبيقها في كل الأحزاب السياسية بما فيها الحزب الشيوعي السوداني، إلا انه استبعد تطبيقها في الأحزاب التقليدية الطائفية «الأمة والاتحادي» التي تقوم على «المراغنة والمهدية» في النهج، لذلك سيصعب تغييرها في الوقت الراهن. درس نادر غير أن آراء متفقة لقيادات المعارضة السودانية في تنحي رئيس المؤتمر السوداني عن رئاسة الحزب، حيث تبارى عدد من قيادات المعارضة السودانية في الإشادة، بإنجاز حزب المؤتمر السوداني، ووصفوا تنحي إبراهيم الشيخ بأنه درس ديمقراطي نادر، من قيادته وانتخاب أخرى جديدة لإدارة المرحلة المقبلة، وتمسكوا في سياق آخر بموقفهم الرافض للمشاركة في الحوار الوطني، واتخذ القادة المعارضون المؤتمر العام لحزب المؤتمر السوداني منصة لتصويب انتقادات حادة للحكومة والتمسك بإسقاط النظام الحاكم، حيث خاطب زعيم الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي بالهاتف، الجلسة الختامية للمؤتمر العام لحزب المؤتمر السوداني، ليل السبت وصنّف المؤتمر السوداني، كواحد من أنجح الأحزاب الناشطة في الساحة السياسية، واصفاً إياه بالظاهرة قائلاً «الحزب انفتح على كل الولايات، وعلى المهجر، ودعم أنشطته اجتماعياً، ونجح في إقامة مؤتمراته العامة بلا انقطاع»، من ناحيته، وعد رئيس الحركة الشعبية شمال، الفريق مالك عقار، بعدم الدخول في توافقات ثنائية مع نظام الخرطوم بمنأى عن حلفائه في الثورية، وشدد في كلمته أمام المؤتمر العام للمؤتمر السوداني، عبر الهاتف، على أن جولة المباحثات المقبلة في برلين مع الحكومة السودانية، يتصدرها ملف القضايا الإنسانية والحل الشامل الآتي من حوار وطني متكافئ. وقطع بعدم وجود أي تناقض بين البحث عن السلام كخيار إستراتيجي والعمل على إسقاط النظام، لافتاً إلى أن الحل السلمي يمثل إحدى الآليات التي لن تؤتي ثمارها إلا بتصعيد العمل من أجل الانتفاضة والكفاح المسلح والربط بين هذه الآليات جميعاً، فإما أن يقبل النظام التغيير وإلا فسيتم إسقاطه وتغييره. وأثنى عقار على جهود حزب المؤتمر السوداني في إقامة مؤتمراته بصورة راتبة على الرغم من التحديات الماثلة. وقال: «نحييكم لأنكم تقيمون مؤتمركم في ظرف دقيق وأمواج متلاطمة ونظام شمولي واستبدادي وقهري ومكمم للأفواه ومصادر للحريات العامة والحريات الشخصية، ويدير البلاد على طريقة الشبيحة وسوق المواسير». تجربة تستحق الاحترام وجاء رد حزب المؤتمر الشعبي، في أن التجربة جديرة بالاحترام، ولكنها تمت ناقصة. وقال الأمين السياسي للشعبي كمال عمر عبد السلام، بالإمكان دعوة الأحزاب السياسية ومشاركتها حضور التجربة ومشاهدتها عن قرب، غير أن عمر أضاف أن المؤتمر السوداني ما زال يعاني من حيث الخط الفكري، لأنه يعيش على عقلية الطلاب، ولم يستوعبوا كل قضايا البلاد. واستدرك قائلاً، رغم ذلك فتجربتهم تستحق الاحترام. وقال عمر ان إبراهيم الشيخ آثر الانتقال السلس وهو في قمة عطائه، لا سيما أن حزب المؤتمر السوداني كان صديقاً للمؤتمر الشعبي في وقت سابق، قائلاً ان الحزب سيحاول تجديد الثقة في العلاقة القديمة مع القيادة الجديدة في المستقبل القريب، وقال عمر عن إمكانية حزب المؤتمر الشعبي لتطبيق تجربة النقل السلس: هنالك فرق كبير بين حزب المؤتمر السوداني وحزب المؤتمر الشعبي. وأشار إلى أن الشعبي اذا أراد قيام مؤتمره العام يجب عليه إقامة مؤتمرات بالولايات، هذا بجانب البون الشاسع بين الترابي وإبراهيم الشيخ. فإذا ترشح الترابي لثلاث دورات قادمات لن يستطيع أحد منافسته لأنه شخصية يحتاج إليها المؤتمر الشعبي والعالم الإسلامي. جو ديمقراطي وخلف المهندس عمر الدقير، رجل الأعمال إبراهيم الشيخ على زعامة حزب المؤتمر السوداني المعارض، بعد اختياره عن طريق المؤتمر العام الخامس للحزب الذي بدأ أعماله، الجمعة، بالخرطوم. وقال الحزب في تصريح صحفي، «في جو ديمقراطي التأم شمل المؤتمر العام لحزب المؤتمر السوداني، مقدماً درساًِ مجانياً وبليغاً في الديمقراطيه الحقة المبرأة.. ترجل الرئيس السابق إبراهيم الشيخ عن رئاسة الحزب وهو في كامل ألقه وتوهجه وعطائه، ورفض الشيخ مقترحاً تقدم به أحد أعضاء المؤتمر بتعديل النظام الأساس بما يمكنه من تولي رئاسة الحزب لدورة ثالثة. وترشح لمنصب رئاسة الحزب كل من بدرية عبد القادر، عمر الدقير، الماحي سليمان، وعبد الله شمس الكون، كما ترشح لرئاسة المجلس القومي للحزب كل من الناير حامد سليمان، معتصم محمد الطاهر، وعبد القيوم عوض السيد، وأسفر التنافس عن فوز الأخير ويتكون المجلس المركزي للحزب من «80» عضواً لكن مقترحاً سيطرح بين يدي المؤتمر العام ليكون عدد مقاعده بين «80 100» مقعد وسيتم تصعيد المجلس المركزي من خلال الكليات الانتخابية التي تشمل «18» ولاية إلى جانب المهنيين والطلاب والكليات التكميلية التي تمثل «5%» من مقاعد المجلس سيسميها المجلس». أم سلمة العشا