أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    حذاري أن يكون خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين هو أعلى سقف تفاوضي للجيش    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يخلف الكبار؟! (نقد - الترابي - الميرغني - الصادق) يقتربون من الثمانين بقيام الانتخابات.. ؟؟

من يخلف الكبار؟... أمر بدأ دائماً فيما خلا من سنوات مؤهل للتأجيل في أضابير احزاب الامة الاتحادي الشيوعي والمؤتمر الشعبي، وبدأت معه هذه الاحزاب مشاريع معلقة على قائد يبدو وحده النجم الساطع في سماء حزبه. ولكن مع اقتراب قيادات تلك الاحزاب «محمد ابراهيم نقد - الشيخ حسن الترابي - السيد محمد عثمان الميرغني - الامام الصادق المهدي» من سن الثمانين عاماً عند قيام الانتخابات بنهاية 2008م وفق اتفاقية نيفاشا، ما لا يغري هذه الاحزاب بالركون للتثاؤب والاسترخاء وتمديد حبال التأجيل في اختيار شخصيات بديلة تقوم مقام تلك القيادات.. فمن يخلف الكبار؟.. ü أدوار رئيسية التاريخ لا يعيد تكرار نفسه ولكن قد تتشابه احداثه وقد يظل بعض شخوصه يلعبون الادوار الرئيسية بما يصنع الاحداث او يسهم في تشكيلها سلباً أو ايجاباً على مدى ممتد من السنوات.. ومسرح الاحداث السياسية بالسودان ما خلا قط من أدوار رئيسية في خانة المعارضة أو الحكم ظل يلعبها زعماء السياسة السودانية التقليديون محمد ابراهيم نقد والشيخ حسن عبد الله الترابي والسيد محمد عثمان الميرغني والامام الصادق المهدي من خلال قيادتهم لاحزابهم في ظروف قد تتشابه في بعض جوانبها وتختلف في البعض الآخر ولكن ما يجمع على كاريزما هذه القيادات المستمد بعضها من المعتقد الديني والإرث العائلي وأخرى من صفات شخصية.. ü محمد ابراهيم نقد: محمد ابراهيم نقد المولود في العام 1951م بدأ دراسته الابتدائية في حلفا الجديدة مع عمه ضابط الجمارك، ثم أكمل دراسته بمدني وإلتحق بمدرسة حنتوب ثم جامعة الخرطوم كلية الآداب فصل من الجامعة بسبب نشاطه السياسي بعدها سافر الى بلغاريا ودرس الفلسفة. وعاد متفرغاً للعمل في الحزب الشيوعي في الستينيات كعضو ثم أصبح بعد ذلك عضواً في اللجنة المركزية ثم عضواً بالمكتب السياسي وعندما حدث انقلاب هاشم العطا وشنق عبد الخالق محجوب السكرتير العام للحزب الشيوعي.. اجتمعت اللجنة المركزية واختارته سكرتيراً عاماً للجنة المركزية للحزب الشيوعي 1972م، هذا المنصب الذي بقي فيه الى أن يتم انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني وفيه ستنتخب قيادة جديدة منها اللجنة المركزية للحزب والسكرتير العام.. ü حسن الترابي أما حسن عبد الله الترابي من مواليد الجزيرة في 1931م فدرس الثانوي بمدرسة حنتوب وكان مميزاً جداً اكاديمياً جاء اليها بعد اصبح الأول على الشهادة السودانية.. ثم دخل جامعة الخرطوم كلية القانون، درس الدكتوراه بفرنسا، ثم عاد ليعمل استاذاً في جامعة الخرطوم ثم عميداً لكلية الحقوق، وفي ذلك الوقت كان عضواً بتنظيم الاخوان المسلمين. ظهر في الساحة السياسية في ثورة اكتوبر، ثم كونت جبهة الميثاق بقيادته في الستينيات وبعد ذلك كوّن الجبهة القومية الاسلامية وارتبط بانقلاب 1989م، ثم كوّن قيادة الثورة على حد ما ذكر في قولته (ان عمر البشير يذهب الى القصر وهو يذهب الى السجن) للتمويه للانقلاب واستمر عمر البشير القائد والدكتور حسن عبد الله الترابي المخطط والمدبر طيلة فترة سنوات للتنظيم الاسلامي والعمل السياسي الى ان حدثت مفاصلة العاشر من رمضان الشهيرة وانقسم التنظيم الاسلامي الى المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي الذي أصبح على قيادته حتى الآن.. ü مولانا الميرغني أما مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي من مواليد العام 1936م درس بمدارس الاشراف وتدرج بها وكان قريباً من العمل السياسي بحكم إلتصاقه بوالده السيد علي الميرغني رئيس طائفة الختمية وراعي الحزب الاتحادي الديمقراطي وبعد وفاة والده في سنة 1967م آلت رئاسة الحزب الى السيد اسماعيل الازهري واصبح السيد محمد عثمان الميرغني راعياً للحزب الى ان اصبح على رئاسته بعد وفاة اسماعيل الازهري 1970م ومنذ ذلك التاريخ وهو القائد والرئيس للحزب الاتحادي الديمقراطي. ü السيد الصادق أما السيد الصادق المهدي الذي احتفل في العام الماضي بالسبعين من عمره فهو وفق ذلك من مواليد العام 1936م، فقد بدأ نشاطه السياسي مع بعض زملائه في جامعة الخرطوم كلية العلوم التي إلتحق بها سنة (1953) ولكنه لم يمكث بالجامعة كثيراً اذ انه سافر مهاجراً الى اكسفورد حيث واصل اهتماماته العلمية والسياسية في مجتمع أكبر وقد عاد بعد ذلك وهو يتمتع بقدر عالٍ من الثقافة والعلوم وقد استفاد من ذلك كثيراً في عمله السياسي حيث حاول تطبيق ما درسه على سياساته الحزبية وبالتالي الى المجتمع، وبعد ذلك أصبح يصعد سلم السياسة الى ان أصبح رئيساً لحزب الامة في بداية الستينيات، وبدأ رحلة كفاحه مع المجتمع السياسي الذي كانت تحكمه قوى عسكرية واصبح يسعى جاهداً للقضاء على الحكم العسكري ولا زال... ü القيادي البديل ظلت هذه القيادات فيما يقارب الربع قرن تمسك بزمام القيادة في احزابها ولا يمكن ان يخلف هؤلاء الكبار على الرغم من وجود وجوه يمكن ان تطرح نفسها كقيادات بديلة أبرزهم في الحزب الشيوعي التجاني الطيب والشفيع خضر ويوسف حسين وسليمان حامد.. وفي حزب الامة د. عبد النبي علي احمد ود. مريم الصادق ود. مادبو، ومبارك الفاضل في أعقاب عودته للامة القومي. أما الحزب الاتحادي فهناك السيد احمد الميرغني وسيد احمد الحسين وفتحي شيلا وحاتم السر، وعلي محمود حسنين رغم الخلافات الاخيرة، وهناك محمد الحسن محمد عثمان الميرغني الذي أعده والده ليلعب أدواراً سياسية. وفي دوائر المؤتمر الشعبي هناك عبد الله حسن احمد وبشير آدم رحمة ومحمد الأمين خليفة والمحجوب عبد السلام. فمن يخلف الكبار في قيادة هذه الأحزاب؟. ü المشكلة كبيرة يقول بكري عديل القيادي بحزب الامة: ان مشكلة القيادة في السودان كبيرة وتعاني منها الاحزاب وهناك مواضيع وأمور جمة يقوم بها الشباب داخل الأحزاب لإحداث التغيير المطلوب.. ولكن كل هذه المحاولات تصطدم بقوة الكبار الذين اصبحوا على هذه القيادة لعشرات السنوات وبذلك قوي نفوذهم وأصبح من الصعب منافستهم. ويضيف: أعتقد ان المحاولات الشبابية لاحداث تغيير بداخل الاحزاب لن تحدث نتيجة في القريب المرئي وانما يلزم ذلك وقتاً وجهداً كبيراً ولكن الصراع سيستمر الى ان يتمكن الشباب في داخل الاحزاب من فرض نفوذهم على الاحزاب بحكم التقادم والخبرة الحزبية. ويرى ان الانتخابات القادمة ستكون فرصة طيبة ومواتية للشباب لكي يبرزوا خبراتهم ومهاراتهم حتى يقنعوا القادة الكبار بأنهم جديرون برئاسة الاحزاب. ويخلص: أعتقد ان الصراع بين الكبار والمسنين والشباب المتطلع للقيادة سيستمر لفترة أطول مما يتصور البعض.. لأن نفوذ الشباب لم يصل بعد، لمرحلة التمكن من السيطرة على اتخاذ القرار.. وعن مواصفات القيادي الأول يوضح بكري عديل انها ليست ورقة مكتوبة يلبسها الشخص المعين ليكون القائد او الزعيم وانما الواقع يقول ان ممارسة القيادة تعني المزيد من التمرس والخبرة والدراية بالعمل الذي تقوم به. كذلك تعني التفاعل مع الاحداث ومع الذين يقودونها وكيفية التصرف وايجاد الحلول للمشكلات.. لذلك كله اعتقد انها معركة في نظري ستطول لان الكبار لن يتركوا القيادة.. ü الخيار الديمقراطي ويذهب علي محمود حسنين، القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي، في حديثه عن القيادة بأنها لا تسمى بالاسم ولكنها عبر المؤسسة الحزبية ويقول لكي تقوم قيادة حزبية لابد ان تأتي عبر مؤتمر عام للحزب ثم تصعّد القيادات المنتخبة انتخاباً ديمقراطياً من القواعد.. وهذا ما يظهر القواعد المقتدرة في الحزب والتي يمكن ان تصل حتى المؤتمر العام. ثم بعد ذلك يأتي البديل مصعداً ديمقراطياً. ويقول لابد ان يكون هناك تبادل خبرات بين الاجيال وتواصل وبالتالي يصبح الذين يخلفون القيادة الحالية هم الذين وصلوا اليها غير التصعيد الديمقراطي. ويشير حسنين الى ضرورة ان تكون هناك دساتير للاحزاب وان تحتوي على بند يمنع استمرار رئيس الحزب لأكثر من دورتين متتاليتين.. ويقول أتمنى ان يكون هناك رؤساء سابقون في أحزابنا السياسية يتعاونون مع الرؤساء الجدد.. وبهذه الطريقة يمكن ان تتفجر دماء شابة في قيادة الاحزاب ويكون هناك تواصل في ذات الوقت بينها والقيادات الحزبية السابقة.. أما الحديث عن ضرورة اصدار (فرمان) لتحديد ذلك فهذا قول فيه سذاجة في الفكر وعدم واقعية في التطبيق، ويرى ان التنفيذ يجب ان يكون مؤسسياً ويرضي القواعد الحزبية، أما مسألة استمرار القيادة بعقول عدة فهذا يؤكد غياب المؤسسية او ضعفها. أما عن الاتهام بان معظم القيادات الحزبية الحالية ليس لديها مؤهلات لشغل منصب القيادي الأول، فكل القادة الحزبيين الذين يمثلون القيادة الاولى ليس بالضرورة ان يكون في احزابهم من هو خير منهم، وأمر اقتدارهم تقرره قواعدهم الحزبية وليس أي شخص آخر.. وعن غياب المؤسسية الحزبية فالاحزاب بوجه عام تفتقر للمؤسسية الحزبية الصحيحة ولكن بدرجات متفاوتة. ü الثقافة السودانية ويقول العميد/ عبد العزيز خالد ان امكانية استمرار قادة الاحزاب السياسية او مشاركتهم في الانتخابات القادمة وبعد بلوغهم سن الثمانين له علاقة بالثقافة السودانية وخاصة الصوفية، وبالتالي الطائفية ويساهم فيه عنصر مهم مرتبط بعدم تشكل الدولة وهي في حالة تخلق وتكوين مما جعل الرئاسة تصبح شبه أبدية، ويلاحظ ان العنصرين يرتبطان بالاحزاب الطائفية ونفس الشيء فيما يختص بالاحزاب العقائدية، وهذا الأمر مرتبط بالسودان كدولة وليس على مستوى الاحزاب فقط. ويضيف حتى الرؤساء الذين يصلون الى سدة الحكم لا تنتهي رئاستهم الا بالانتفاضة او انقلاب عسكري، والقضية هنا ليست رئاسة الحزب فقط لانها مرتبطة برئاسة الدولة او السلطة ولدينا تجربة الانقاذ فحكم السودان ل(18) عاماً كافية جداً وعلى الرئيس ان يتنازل ويمنح الفرصة لعكس تجربة جديدة لأن هناك أبدية معايشة في السلطة والدولة والحزب. إذن وضع دستور هنا مهم يحوي الاتفاق أولاً على ان لا تزيد رئاسة الدولة عن دورتين اما الاحزاب فيجب ان تقوم دعوة واضحة وصريحة بفصل رئاسة الحزب عن رئاسة الدولة واذا تم ذلك بموافقة ورضا تام يصبح الطريق مفتوحاً للمشاركة. ثانياً مراحل النضال الوطني تفرز قيادات سياسية مؤهلة ومقتدرة تستطيع القيادة وهنا اذا أردنا وضع نموذج تقسيم السودان الى أربعة أجيال أولها الجيل الذي نتحدث عنه وهو الذي قارب سن الثمانين، والجيل الثاني ويمثله جيلي، والثالث وهو الذي نأمل ان يستلم السلطة وهم الشباب، أما الرابع فهو الذي ما زال في مقاعد الدراسة إذن بهذا التقسيم نتحدث عن فرصة الجيل الثالث التي يجب ان نعطيها له كاملة واثق تماماً ان هذه التجربة أفرزت قيادات اذا منحت فرصة سيكون هناك ابتكار من جانبها وابتداع لكن تنتقل معه احزان كبيرة كما نراه يحدث في الاحزاب الاخرى وهنا تقفز الى الذاكرة هيئة جمع الصف الوطني التي تعمل على جمع الصف وتتحدث عن طريق الخيار بواسطة الحكماء. ويواصل العميد حديثه: اذا كان هناك حكماء لما وصلت البلد الى ما وصلت اليه الآن واعتمدت على هذه الهيئة التي تتجه نحو الجيل الأول ويسمونهم الحكماء.. ما هو معيار الحكمة؟ نقف في التحالف الديمقراطي وندعو الى تبادل الرئاسة على مستوى السلطة ومنظمات المجتمع المدني. وينفي عبد العزيز الاتهام حول خلو الاحزاب من مواصفات القيادي الأول لدى الرجل الثاني ويضيف أن هذه مقولة يروجها الذين يحاولون وضع المتاريس ويعملون على قفل الطريق أمام الجيل الثالث الذين يملكون صفات القيادي والكاريزما الشخصية والتكنلوجيا وانه جيل متسلح بالعلم والمعرفة. ويقول عندما كان نظام عبود ماثلاً على الحكم فطلاب الجامعات والمعاهد هم الذين استلموها وكانوا جزءاً من تفجير الانتفاضة عام 1964م، والجيل الذي يحكم الآن، والذي خرج من قلب الأسر الفقيرة (عمال، زراع وغيرهم) ودرس بالجامعات وتعالج مجاناً وحينما وصلوا الى السلطة نسوا تماماً الطبقة الفقيرة واصبحت خدمات التعليم والصحة وغيرها تقدم بالمال وانحازوا بكلياتهم الى الطبقة الرأسمالية. أما جيل عام 1985م جاهز الآن للقيادة ويستطيع ذلك بدون أدنى شك، ويضيف ان تجربة الجيل الثاني ونضاله في الغابات والجبال افرزت قيادات قوية سواء على مستوى المرأة او الرجل محنكة سياسياً ولا أتصور شخصاً في عمر الثمانين يظل بنفس المقدرات الذهنية لصاحب الاربعين عاماً، هذه أزمة السودان لا توجد ديمقراطية واضحة بسبب التخلق والتشكل
وهذه نتيجة حتمية بألا تنتقل الاحزاب السياسية الى مرحلة المؤسسية والديمقراطية. ü تجديد القيادة ويؤكد يوسف حسين من الحزب الشيوعي بانهم قد عقدوا العزم على تجديد القيادة الحزبية كجزء من عملية تجديد الحزب حتى يواكب المتغيرات الحديثة، وقد استندنا على دراسة لتجربتنا الطويلة في الواقع السوداني، وان تجديد القيادات عملية استمرت منذ فترات طويلة وحالياً يتم تصعيد عدد من الكوادر الشبابية المؤهلة لعضوية اللجان المركزية والمكاتب، كما يتم التجهيز لقيام المؤتمر الخامس والذي سيعطي هذا الموضوع أبعاداً أكبر بكثير لأنه منوط به اختيار قيادة جديدة بعد الاتفاق. ويستطرد قائلاً: ان التجديد داخل الاحزاب مهم وان لم يبلغ زعماؤها عامهم الثمانين حتى يكون هناك تداول للافكار والآراء بين الاجيال المختلفة ولا تخلو الاحزاب كما يظن البعض من صفات القيادي الأول صاحب الشخصية القوية والطرح السياسي والتجارب لدى الرجل الثاني والتي تؤهله لقيادة الحزب وربما الدولة مستقبلاً، والمرحلة القادمة تتطلب وجود كادر جديد نشط ولذلك نستند على الموازنة ولا نستند في اختيارنا لقيادتنا الى الشخصية الكاريزمية بل الى جماعية القيادة. ويضيف: ليس من الخطأ ألا يبلغ الحزب مرحلة المؤسسية التي تمكنه من إبراز القيادة عبر الآلية الديمقراطية وحتى ان كان ذلك صحيحاً فليس هناك طريق للتعلم سوى بالاستفادة من الاخطاء الأولى وليس ذلك بالعيب او الخطأ انما الخطأ في عدم تدارك الموقف في بداياته والاستفادة من اخطائنا واخطاء الآخرين. ويقول ان الترشيحات للقيادة ستتم عبر المؤتمر الثاني والذي يتم التجهيز له وسيعلن عنه قريباً. ü فرصة محدودة يقول محمد أبوزيد مصطفى القيادي البارز بجماعة انصار السنة ان أغلب قيادات الاحزاب السياسية تقدمت في السن وهم تقريباً من نفس العمر أو الجيل اذا استثنينا شيخ الهدية الذي يعتبر اكبرهم سناً، وهذه الاحزاب اذا اخذنا الكبيرة منها، فان زعماءهما قاربوا على سن الثمانين ولذلك فرصتهم في القيادة بعيدة المدى قد تكون محدودة وعلى حد علمي فان هناك حكاماً على المستوى العالمي تجاوزوا الثمانين في روسيا وكوبا وجنوب افريقيا ولكنها تبقى حالات نادرة، اما اذا اعتبرنا انهم انقطعوا عن العطاء او انسحبوا من الساحة السياسية او غابوا لأي سبب من الاسباب يبقى التحدي هو من يخلفهم؟ واعتقد ان اكثر الاحزاب تأثراً بالخلافة هو حزب الامة القومي وبغياب شخصية مثل السيد الصادق المهدي فهو يعتبر الآن الشخصية الملهمة للحزب والمفكرة وليس هناك شخص في قدراته لان البيئة التي صنع فيها لا تشابه بيئة او جيل اليوم او الذي بعده، وهذه القيادات صنعت نفسها باجتهاداتها الخاصة وساهمت البيئة السياسية عبر الحقب التاريخية التي شهدوها في صناعتهم، ولذلك هناك تحدٍ كبير جداً داخل هذه الاحزاب، اما الحزب الاتحادي الديمقراطي فهو مؤتلف قد تنشأ فيه قيادة خاصة في اطار الاتحاديين فأسرة الميرغني حتى الآن لم يخرج فها شخص واكثر من يمكن ان يحتل منصب القيادي الأول هو جلال الدقير لانه استطاع ان يحمل جاذبية الشريف الهندي او اسماعيل الازهري طبعاً هو ليس في قائمة هؤلاء الرجال لكن تبقى الفرصة له اكثر من غيره في ساحة الاتحاديين. أما المؤتمر الوطني بغياب د. الترابي كحزب الآن الفرصة لابنائه وتلاميذه متوفرة وهناك قيادات عديدة خضعت لصناعة وفي ذات الوقت استفادت من تجربة السلطة على مدى (18) عاماً واما جانب الحزب الشيوعي فان الوضع الدولي ليس في مصلحته واندثار الشيوعية او زوالها من التاريخ ليس في مصلحتهم ربما تأتي توليفة جديدة مثل حزب العمال في بريطانيا فاذا اصبحت توليفة يسار وسط او أي شكل من الاشكال يستطيع احد القياديين ان يلعب هذا الدور، واعتد ان اليسار يلتف الان حول الحركة الشعبية فاذا تمكن من ان يمتطي جوادها فبالامكان ان يتلقى الخبرة ويطور الحزب وقد يجد فرصاً اكبر خاصة وان لديه بعض القيادات الشابة التي يمكن ان تلمع خلال المرحلة القادمة. ويضيف: اذا استثنينا السيد محمد عثمان الميرغني باعتباره ابن سجادة وهي تورث، نأخذ الامام الصادق المهدي الذي صنع نفسه اكثر من ان يكون والده او عمه في اطار البيئة السياسية للحكم في السودان او البيئة الدولية، ايضاً د/ الترابي صنع من داخل بيته وكان لوالده دور في ذلك ولكن صناعة علمية اضافت اليه ميزات انفرد بها عن اقرانه بالاضافة للصراعات السياسية التي خاضها والبيئة حوله، اما محمد ابراهيم نقد فقد تمت صناعته في اطار المعمل الشيوعي المعروف في طريقته لصناعة الكوادر. ويواصل بان المؤسسية داخل الاحزاب غير موجودة وذلك بسبب عدم رسوخها في دولنا اصلاً، وبالتالي حتى تترسخ هذه المؤسسية تحتاج الى فترة كبيرة جداً من التجريب، فالفترة التي لم تكن بها مؤسسات حزبية طويلة فقد امتد حكم العسكر منذ عهد عبود لست سنوات، ونميري ل(16) سنة ولذلك فترتهم كانت أطول من الديمقراطية ولذلك نحتاج لمؤسسات حزبية ديمقراطية. ويواصل حديثه موضحاً ان من اكثر القيادات التي تعتبر حالياً في الصف الثاني على مستوى الاحزاب ومؤهلة لقيادة احزابها مستقبلاً على مستوى الحزب الاتحادي السيد جلال الدقير وفي حزب الامة ليس هناك في الافق الا مبارك الفاضل اذا توفر له القبول داخل الحزب ومن الصعب جداً ان يأتي شخص من خارج بيت المهدي، فالحزب لم يتعود في تاريخه على ذلك. أما المؤتمر الوطني فاكثر شخص لديه فرصة هو الاستاذ علي عثمان محمد طه لانه يقود الرسن في المرحلة القادمة كشخصية سياسية مدنية، اما الشيوعي فلا وجود له مستقبلاً دعك من ان يكون له خليفة الا اذا حدثت توليفة جديدة. ü توريث الابناء ويذهب د/ صفوت فانوس استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الى انه لا توجد اي اشارات او دلالات واضحة لتخلي القيادات في الاحزاب السياسية الكبرى الموجودة بالساحة بعد ان تقدم بها العمر حتى وان كانت في طريق التغيير لانها لا تشجعه، ثانياً تستمر القيادة في الاحزاب الطائفية السودانية داخل نفس العائلة لفترة طويلة، فمثلاً السيد الصادق المهدي اذا تخلى عن منصبه كزعيم لحزب الامة سيأتي خلفاً له احد ابنائه ونفس الشيء بالنسبة للسيد محمد عثمان الميرغني، وهذا بالتأكيد يؤدي لانفضاض المثقفين والمفكرين من حول الاحزاب اذا لم يجدوا فرصتهم في المشاركة، وقال لا استطيع التكهن بامكانية بقائهم في قيادة الاحزاب او مشاركتهم في الحكم وخوض الانتخابات القادمة لان الاحزاب لم يحدث بها اي تغيير او تطوير ولا زالت تعمل بنفس النظام قبل (50) عاماً وتتمحور فكرتها دائماً حول شخص وليست مجموعة. وعن امكانية صعود القيادات الحزبية من الصف الثاني الى زعامة الحزب في الصف الأول يستنتج انها غير ممكنة اطلاقاً وان ارادت ذلك لابد ان تنشق عن الحزب بسبب عدم سماح قيادات الصف الاول واعطائها فرصة لها لكن اذا تمكنت من ذلك يمكن ان تعطي الكثير، ويوضح ان القيادات الشبابية الموجودة حالياً في الصف الثاني تتمتع بتجارب سياسية ومؤهلات علمية ومعرفية تؤهلها لشغل المناصب القيادية. نقلا عن صحيفة الخرطوم

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.