*لم يُدع إلى مهرجان البركل.. *هذا ما عرفته منه عند مهاتفته.. *فعجبت أن يغيب (البركل) عن مهرجان البركل.. *بركل الإبداع الشعري في المنطقة.. *ولأنه (وسيم وفي طبعه دائماً هادئ)- كما كلماته التي تغنى بها النعام- لم يغضب.. *وإنما اكتفى بعتاب (هامس) للجنة المنظمة.. *أما نحن فنوجه عتاباً صاخباً لها على تجاهلها (جبلاً) إبداعياً في حجم (البركل).. *ونجتر – بالمناسبة هذه- بعض ما هو دون مقامه مما كتبناه عنه.. *قمة الإبداع في قمة البساطة .. *وكلما قل الإبداع زاد التكلف.. * فالمبدع ذو الموهبة لا يتكلف.. * ونعني بالبساطة إخراج الإبداع في يسر وسلاسة وتلقائية.. *هو شيء مثل الذي فعله – ويفعل – رب العزة عبر كتابه الكريم.. * أو مثل الذي فعله إيليا أبو ماضي في مجال الشعر.. * أو فعله أنيس منصور في مجال الصحافة.. *أو فعله سارتر في مجال الفلسفة.. *أو فعله الطيب صالح في مجال الرواية.. *أو تفعله أوبرا وينفري في مجال البرامج التلفزيونية.. *أو يفعله سبيلبيرج في مجال الإخراج السينمائي.. *أو يفعله محمد سعيد دفع الله في مجال النظم الغنائي.. *ومحمد سعيد هذا مبدع حد الجنون.. *هو ينظم الشعر كما يسري نسيم السحر في جروف الشمال.. *وكما تنساب مياه النيل عند شواطئ أرض (بني شايق).. *وكما يصدح (الكُرج) على أغصان (شتيلة قريرا).. *فهو من (القرير) التي أنجبت الدابي واليمني والسقيد.. *وفي إحدى روائعه يقول : (قوللن ليهو الليل ده طويل طولاً يجنن… لا قمراً ظهر في سماه لا نجمات يضون…).. *ويبدو أن الليل قد تسبب في (جنون) إبداعه بالفعل.. *بل هو يعترف بذلك حين يقول (عدمان الضليل سواني ، مجنون قالوا شاعر).. *وجرير – صاحب البساطة الإبداعية – قيل أنه كان له جني.. *وقد أنقذه ليلةً حين عجز عن اجتراح مطلع قصيدة هجائية له.. *فالجنون قد تكون له صلة بعالم (المبدعين) من الجن.. *وما كل الجن أصحاب موهبة شعرية.. *فشيطان الشعر حين يفتقر إلى الإبداع يكون (شيطان كوشة).. *أما شيطان محمد سعيد فإنه من (وادي عبقر).. *ثم أتى تلك المنطقة من (وادي النيل).. *واستطيب الإقامة هناك حيث (الطيف) نفسه يُستنطق.. *ألست أنت القائل يا (ود) دفع الله: (أي قليل يا طيف أقيف وارجاني… وين فايتني عابر… وانا شن حارس وراك أنا تاني… ياني معاك مسافر…)؟ *يا أخي أنت لست مبدعاً.. *أنت (مجنون !!!). الصيحة