السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنسق العام لوفد المنافي بالحوار عماد عوض زودي : البلد دي أكبر من عمر البشير والصادق والميرغني ويوم ما تقع بتقع فوق رؤوسنا كلنا
نشر في النيلين يوم 07 - 02 - 2016

* الحديث بلا دليل لا قيمة له وسمعنا الكلام عن أنه تم شراؤنا
* ما مختلفين في أن النظام قمعي ويكذب وسيء، لكن دعونا ندع هذا جانباً ..
* الحاجة غير الواضحة للناس أنه نحن لم نأتِ لمحاكمة النظام إنما أتينا لمناقشة القضايا التي من المفترض أن تناقش منذ عام 1956 .
* أنا شخصياً قلت للسيد الرئيس نحنا سمعنا أنكم دفعتوا لينا قروش ونحنا ما استلمنا أي قروش أتِّروها مشت وين؟
الإعلامي عماد عوض زودي السوداني الكندي والذي يشارك الآن في الحوار الذي دعت له الحكومة، وهو المنسق العام لوفد المنافي، بدا الرجل ممتلئاً حماساً وتفاؤلاً وثقة في أن لا مندوحة لأهل السودان سوى الحوار، وأنه يرى أن الحكومة وضعت نفسها في مأزق كبير بالدعوة لهذا الحوار وإن كانت غير جادة فيه في البداية فهو يرى أنها الآن ليس أمامها من سبيل غير تحقيق مخرجات الحوار بشهادة إقليمية ومحلية ودولية، واحتد تجاه موقف المعارضة الرافضة للحوار طالباً منها إما طرح البدائل الواضحة أو القبول بالحوار لأن الماثل بقوة هو تمزيق السودان وانهيار الوطن، ونعى على المعارضة ديكتاتوريتها التي تتساوى ودكتاتورية النظام كاشفاً عن مواقف المعارضة السالبة من رفضها الحوار معه، وأكد على جدية الرئيس ونائبه الأول الفريق أول بكري حسن صالح من أنهما مؤمنان تماماً بأن المخرج الوحيد من الأزمة السودانية هو الحوار.. فالى مضابط الحوار:-
* الأستاذ عماد عوض زودي الذي تعود أن يكون هو المحاور نحاوره اليوم ونحن نعلم صعوبة حوار محاور في قامة عماد زودي.. هلا حدثتنا عن السيرة والمسيرة؟!
– عماد عوض زودي نشأت بمدينة القضارف ولدت في أم درمان في كلية الشرطة وهي حالياً المجلس الوطني، عشان كده بقول عندي سرير في المؤتمر الوطني، والدي من أوائل من سودنوا كلية الشرطة وقبلها عمل بالجيش سلاح الإشارة شارك في معركة العلمين وطبرق وكان من أصغر المجندين وبعدها عاد إلى البلاد وتم استيعابه في كلية الشرطة. أنا كابتن في الخطوط البحرية درست في يوغسلافيا درست البحرية والاقتصاد، كنت بدرس في كليتين تم رفتي لأنهم بفتكروا الدراسة في كليتين تعوق أكثر مما تفيد، عملت بالخطوط البحرية السودانية تمت إحالتي للصالح العام مرتين مرة أيام حكم نميري والثانية أيام حكم الإنقاذ بعد اعتقالنا في أشياء لا ناقة لنا فيها ولا جمل، هاجرت إلى كندا طالباً للجوء السياسي درست في كندا إدارة شبكات الكمبيوتر وعملت دراسات علياً في إدارة البيئة، تم منحي دراسة متخصصة في الإعلام السياسي وحالياً في السودان ..
*حالياً في السودان !! من هنا نبدأ .. أنتم أتيتم في إطار عمل سياسي اسمه الحوار وهو معزول عن أهل السودان، ومجيئكم هذا يراه البعض لتمديد عمر النظام، ماذا تقول؟
حقيقة الناس أحياناً ترسل الاتهامات جزافاً، الحديث بلا دليل لا قيمة له وسمعنا الكلام عن أنه تم شراؤنا يمكن أن نرد عليه بذات الاتهام، المؤسف أن الناس لا تنظر للسودان كوطن، إنما كحزب أو مكاسب أو أشياء من هذا القبيل، أنا عندما لبيت الدعوة وحضرت لأني إعلامي أعلم تماماً أن السودان على حافة الهاوية نحن نظرتنا مختلفة عن نظرة الناس بالداخل، النظام يكذب ستة وعشرين عاماً وهو اتحاصر ونحن لم نأتِ لنمد عمره لكننا نعلم أن المرحلة القادمة هي مرحلة تدمير ويكفي ما يجري في سوريا وليبيا وغيرها نحن لا نستبعد أن يصل السودان لهذا المستوى لهذا استجبنا وجئنا.
.. *(مقاطعة) أنت تتحدث بنفس لسان النظام وتطالبنا بالدليل.. أكبر دليل وجودك في الخرطوم الآن.. الشق الثاني هو فزاعة حافة الانهيار.. نحن منذ ستة وعشرين عاماً على حافة الانهيار فما الجديد الذي أتى بكم الآن؟
الحوار أساساً فيه إخفاقات كثيرة جداً سنتناولها لاحقاً، السودان مشكلته ليست الفزاعة الموجودة حالياً، السودان أساساً محاصر، وهنالك خطة لتفكيك الوطن العربي كله وليس السودان فقط وكان الناس بفتكروها فزاعة تتبناها كونداليزا رايس وتبنتها المعاهد الاستراتيجية ولكن أثبت الواقع حقيقة التفتيت وهذا الحوار الذي حضرنا إليه هو ليس مفاوضات كالتي تمت مع الحركات أو نيفاشا هنالك فرق بين الحوار والمفاوضات، لأول مرة في تاريخ السودان يحدث حوار وإن كنت مخطئاً صححني.. لأول مرة الناس تقعد للحوار بدون تكون في أجندة مقدمة، نحن ما مختلفين في أن النظام قمعي ويكذب وسئ، لكن دعونا ندع هذا جانباً.. وندع المؤتمر الوطني ونفكر في الوطن، وداخل الحوار إن كان للمؤتمر الوطني شخصاً واحداً مقابل مائة وتسعة وسبعين من الآخرين فلو أقنع الواحد كل هؤلاء فليستمر المؤتمر الوطني.. أخي حيدر لندع المؤتمر الوطني ونتساءل: ما هو الحل؟ في ظل الدماء والحروب والتفكك دعونا نأخذ الحوار كمبادرة لخطوة أخرى.
*(مقاطعة) كيف أدعك؟ أنتم قرابة الأربعة أشهر داخل غرف الحوار وقوانين القهر تزيد ومساحات الحريات تضيق ماذا تفعلون إذن داخل غرف الحوار؟
– الناس في الشارع تسألنا ويقولون الغاز بقى 75 جنيه والحروب الدائرة في دارفور والنيل الأزرق وكردفان.. الحاجة غير الواضحة للناس أنه نحن لم نأتِ لمحاكمة النظام إنما أتينا لمناقشة بعض القضايا كان من المفترض تناقش منذ عام 1956 مثل هوية السودان، الحل ليس بيدنا إنما بيد الشعب السوداني، نحن أتينا لنضع قواعد وقوائم أساسية تقام عليها الحريات فمثلاً تم الآن جزء من الخطوات كالمواد 51،53 من قانون جهاز الأمن الوطني تم إيقافها وستبنى عليها قوانين الناس بتتحاور ليكون السودان جنة، ثانياً: نؤسس لسياسة خارجية غير التي جعلت السودان معزولاً ومحاصراً ستة وعشرين عاماً من المصائب، الهوية نظام الحكم نحن لم نزعم أننا نملك الحل لكن الموجهات الأساسية عندنا هي إيقاف الحرب والبحث عن السلام ووضع السودان في خارطة بدون انقسام، نحن لا نتوقع محاورة نظام ممسك بمفاصل كل الدولة، فإما مواجهته عسكرياً وستكون النتائج كارثية وهذه ثبت أنها غير ممكنة، والنظام وصل الى أن السودان كله أصبح آيلاً للسقوط، فلماذا لا نعمل على إصلاح النظام من الداخل.
.. *وهذه الفكرة نفسها التي جعلت البعض يرى أنكم أتيتم لمد عمر النظام .. – هذا ليس صحيحاً نحن لا يهمنا الوطني ولكن يهمنا الوطن، الصورة قاتمة جداً.
*أستاذ عماد حواركم هذا في المخيلة السودانية هو مجرد محاولة لإعادة اللحمة الى الإسلاميين، في ظل هذا أنت كمسيحي هل تتوقع أن تحكم السودان؟!
-هذا جزء من أعمال لجنة الحكم وهي أعدت أوراقها بأن تتم الأشياء وفق المواطنة، كون أكون رئيس جمهورية فأنت تفترض أشياء لا يمكن حدوثها حتى لو كانت قانوناً موجودة..
* هل لاحظت أنك لم تجبني؟
– الأمر سيقوم على المواطنة ..
* أبداً الأمر الآن لا يقوم على المواطنة ؟
– نحن جئنا ليقوم الموضوع على المواطنة، الحوار هو حوار الإسلاميين كما زعم الناس أرى أنهم لهم حق، لأنه أي حاجة بتدخلها لا بد تأخذ منها مكاسبها، لكن هل تعطي هذه المكاسب كما تريد..
*(مقاطعة) هم لم ينتظروا ليأخذوا كما يريدون أو تريد، لأنهم انقلابيون أخذوا كل السلطة رغم أن السلطة كانت منتخبة..
– صحيح الآية معكوسة، لكن نحنا اتفقنا من أخ حيدر أن هذا النظام مغتصب من البداية، وهل تعتقد أن كل الموجودين داخل الحوار هم إسلاميون؟ على سبيل المثال كمال عمر مسؤول المؤتمر الشعبي وغيره من المؤتمر الوطني داخل لجنة تضم 179 هما اثنان من حقهما أن يطرحا مشروعهما الحضاري أو غيره فإذا استطاعا أن يقنعا الآخرين فلهم ما أرادوا، فتكون المشكلة في المتحاورين وليس الحوار.. أريد أن أقول لك بكل صراحة القشة التي تقصم ظهر البعير هي هذا الحوار فالانتفاضة في 1964 و1985 لكن الانتفاضة القادمة ستخرج من قاعة الصداقة ووقتها سيتحول اسمها إلى قاعة الحرية، وكل سوداني له دور، نحن حضرنا للسودان من حر مالنا لنقدم شيئاً، فالعامل والصحفي والمزارع وكل سوداني عليه أن يقدم شيئاً..
* هذا قول لا يمكن هضمه يا أستاذ!! فأنتم والحكومة داخل الحوار ينتظر الإعلاميون في المكان المعد لهم ليسمعوا منكم ما تجودون به من معلومات فالإعلام لم يكن شريكاً ولا شاهداً على ما يجري فما بالك بالآخرين؟!
– أنا أتفق معك في هذا جملة وتفصيلاً، أنا أؤمن بأن الإعلام هو الأساس وطلبت أن تكون هناك قناة للحوار وإذاعة للحوار وصحيفة للحوار، حتى يصدق الناس أن ما يدور في الحوار حقيقة وتوضع صناديق في الشوارع لسماع آراء الناس ويتم استطلاعهم عبر الإذاعة والقناة..
* أخي عماد أراك تتحدث وكأنك في كندا، نحن شعب لم نعرف مشاركتنا في قرارنا ولم نعرف استفتاءً، بل الاستفتاء الجزئي الوحيد فصل الجنوب، وعندما قلت لك إنه حوار معزول فأنت تتفق معي في أنه معزول فلماذا تريدني أن أسوق لك مخرجات حوار لا نشعر بانتماءٍ له؟!
– أنا لا أريدك أن تسوق له، لكن أفتكر مخرجات الحوار عندما تجاز ورأي 70% من السودانيين أن ما تم عمل جيد فسيسوق الحوار نفسه بنفسه، والإعلاميون بكل أسف أغلبيتهم غير مهنيين وبعضهم مدفوع الأجر وبعضهم ينقل الكلام على عكس ما قيل به، وهذا لو حدث في أي مكان تتم المحاسبة عليه..
* وهنا أيضاً الإعلامي تتم مقاضاته عبر خمسة قوانين يا أستاذ، وحتى المظاهر السالبة في إعلامنا مسؤولية هذا النظام الذي أفسد فيما أفسد الإعلاميين وباللوائح، ففي ظل قوانين القهر كيف تتوقع إعلاماً حراً ونظيفاً ومسؤولاً؟!
– أقر معك عن مسؤولية النظام عن هذا الوضع ولكن المساحة المتاحة ليست سيئة قياساً بدول تمارس أعلى درجات القهر، ولكن هذا النظام عندما دعا للحوار واستجبنا له شريطة أن تكون مخرجاته باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية لتودع للأمم المتحدة والمنظمات الدولية..
* (مقاطعة) أليس من المؤسف بحق يا أستاذي الفاضل أن تشرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة ولا يتم إشراك الشعب السوداني؟!
– خليني أكمل ليك الصورة لما تكون الأمم المتحدة شاهدة ونستعمل الآلات السياسية للضغط ..
* عزيزي أهم من ضغط الأمم المتحدة أود سؤالك: أين هي السيادة الوطنية.. أين نحن؟
– خليني أكمل ليك الفكرة.. هذا هو الفهم الذي أتينا من أجله إذا الحوار ماشي في الطريق الصحيح سندفع في اتجاهه إذا مشي في الطريق الخطأ سنعتمد الضغط الأممي، وأعترف جزء من الإخفاقات التي حدثت هو تغييب الشعب عن التفاصيل، لكن ستوزع مخرجات الحوار على الدول الأفريقية والعربية والشعب السودانىي، والكلام كثير عن حكومة قومية أو انتقالية أو ائتلافية سيبقى الرئيس البشير لمدة معينة لتطبيق مخرجات الحوار، نحن ما عندنا سلطة غير سلطة الرأي..
* كثر الحديث عن المطالبة بنثرية للمتحاورين الذين يرون توقف أعمالهم، ماذا يجري في هذا الجانب؟
– سأحكي لك حكاية من سائق أمجاد ركبت معه لاحظ عندي بطاقة الحوار، قال أنا مرة ركب معاي راجل كبير وقال لي ماشي وين قلت ليه الفتيحاب وسألته قال ماشي الثورة ركب معاي عشان أقدمه فسألته أنت بتعمل شنو هنا قال إنه عضو لجنة الحوار، سألته الناس ديل ما بدوكم عربات توصلكم؟ قال ليه بدونا الفطور وموية وكل حاجة من جيبنا بندفعها وزاد: يا ولدي البلد دي أكبر من عمر البشير وأكبر من الصادق والميرغني ويوم ما تقع بتقع فوق رؤوسنا كلنا وأنا ما عايز يجي يوم أولادنا يقولوا سلمناكم البلد دي ورميتوها على رؤوسنا كلنا.. النثريات البتكلموا عنها تعادل 150 دولار في 3 شهور لناس جايين من خارج العاصمة..
* ماذا لو فوجئنا يوماً بأن ميزانية الحوار مليارات الجنيهات؟
– أنا شخصياً قلت للسيد الرئيس نحن سمعنا أنكم دفعتوا لينا قروش ونحنا ما استلمنا أي قروش وإذا فعلاً طلعتوا قروش أتِّروها شوفوها مشت وين بس ما عندنا.. للأسف أصبح العقل الجمعي السوداني كله تآمر وخيانة واتهامات
* معذرة أستاذ عماد الخلل الذي امتد لربع قرن هو الذي دمر القيم والأخلاق والبلد؟
– أنا لست سياسياً لكن مثلما أخذت الحرب فرصتها دعونا نعطي الحوار فرصته كذلك..
* أستاذ عماد هل تتوقع بعد هذا الحوار أن يتخلى الرئيس البشير عن المؤتمر الوطني ويصبح رئيساً لكل السودان؟
– في مسؤول كبير تحدث من إحدى الولايات وقال: تاني ما تجيبوا لي زول لأنو مؤتمر وطني، لكن جيبوا لي من يستحق أن يقعد على الكرسي، وهذه إشارة لخطأٍ ارتكبوه سنين طويلة جداً البعض يتوطن بالوطني ليأكل، أما أن يتخلى البشير عن الحزب في الوقت الحالي غير واردة البتة والآن العديد من شباب المؤتمر الوطني يتبرم من الفساد وهذه نفسها خطوة للأمام ولعلنا سمعنا خشية الرئيس من أن يؤول المؤتمر الوطني لحال الاتحاد الاشتراكي، فلا ينبغي أن نضيع الوطن لغضبنا من الوطني.
* هلا حدثتنا عن أمثل صورة كان يمكن أن يخرج بها هذا الحوار؟
– أمثل صورة كانت تحتاج التنظيم والانضباط والتربية الوطنية، الحوار بدأ بغير احترافية فالأمين العام للحوار بروف هاشم علي سالم، رجل عالي الوطنية لكن يده مغلولة وهو أكاديمي بحت.. بروف هاشم أتى للحوار بمن يثق فيهم والثقة ليست كل شئ، التنظيم الاحترافي وإعلام احترافي ومحاسبة صارمة، هذا كان يمكن أن يخرج الحوار بصورته المثلى…\
* أستاذ عماد لقد عملت في زيارتك هذه على مقابلة مختلف أطياف من المعارضة كيف رأيت المعارضة؟
– أود أن أشير من هنا الى أني اتصلت بالحزب الشيوعي السوداني وتعبت في أن أجد منه رداً وأنا أفتكر أن الحزب لما يجد فرصة في الإعلام الخارجي فمن المفترض أن يسعى إليه الحزب وليس العكس، بل لم تكن لهم قابلية لمقابلتي، اتصلت بحزب البعث والناطق الرسمى به الأستاذ محمد ضياء الدين للأسف أحسست أنه لا فرق بينه والرئيس البشير ولا أي فرق هذا دكتاتور وذاك دكتاتور، رفض محاورتي الا عبر الواتساب والغريب أنه يتحدث من قنوات الحكومة بالداخل ويرفض الحديث لإعلام الخارج؟ لقد التقينا الوزراء والرئيس وقلنا له كلما نراه ونقلناه له..
* لقد تحدثت عن موقف البعث والشيوعي ونحن لسنا بصدد الدفاع عن البعث فهو الأقدر على الدفاع عن نفسه، لكني أسألك لماذا لا تأخذ موقف محمد ضياء الدين وكأنه يعبر عن موقفه منك تجاه مساندة النظام؟!
– مما أذكره لك من حواراتي مع حملة السلاح عقار وعرمان وغيرهم عندما هاجمتهم إحدى الشخصيات بعنف لأنهم يشعرون أن هذا الهجوم العنيف هو مهاجمة ضمنية لهم، أنا قناعتي كبيرة بوطنية حملة السلاح التي لم تترك لهم الحكومة من سبيل إلا حمل السلاح، قلت لهم ما أقوله لحزب البعث أسندوا الحوار الذي يؤدي الى إنقاذ البلد فالحوار معهم يمكن أن يعطيك ما لم تأخذه بالحرب..\
* ألم تدرك الهوة الواسعة من أزمة الثقة بين الحكومة والمعارضة؟
– نعم مدرك تماماً، لكن هل نحرق البلد لأجل أزمة الثقة؟ حملة السلاح الذين حضروا قالوا لم نحضر للبقاء نحن حضرنا وسلاحنا في الخنادق فإن قتلنا سيتواصل القتال.. تعرف لو حضر مني وجبريل ومالك كانت الحكومة دخلت في موقف لا تحسد عليه. والسؤال المعارضة تفاوض الحكومة في أديس أبابا وبرلين وغيرها فما المانع من مفاوضة الحكومة في الخرطوم؟ يعني الحكومة في الداخل غير الحكومة في الخارج؟ أم إن القضية هي توزيع مكاسب.. بهذا المنطق إن كان النظام فاسداً فأنتم خونة.. وأنت إذا أدخلت يدك في جيب زول بتتوقع تديهو قروش أم بتأخذ منه قروش غندور هنا هو غندور في برلين..
* هل ترى أستاذ عماد أن هذا الحوار سيفضي إلى وطن غير آيل للسقوط؟!
– أنا لا أتشاءم أبداً هذه الحكومة لا نصدقها ولكن يقع عليها عبء أن تجعلنا نثق فيها، أنا متفائل وأدعو الجميع لسماع ما يجري..
* إذن عماد عوض زودي يدعوكم للتفاؤل بالمستقبل وشخصياً من الصعب أن أنساق خلف تفاؤل لا تستقيم له المقدمات..
– لقد سألتني الأسئلة التي كنت أحتاج توضيحها، شكراً لجريدة الجريدة وحرصها الفائق على أن تكون حاضرة وفاعلة شكراً جزيلاً..


حاوره: حيدر أحمد خيرالله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.