إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    النصر الشعديناب يعيد قيد أبرز نجومه ويدعم صفوفه استعداداً للموسم الجديد بالدامر    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    ريجي كامب وتهئية العوامل النفسية والمعنوية لمعركة الجاموس…    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    فاجعة في السودان    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(جوبا).. يوم قصير.. عميق الدلالات
نشر في آخر لحظة يوم 05 - 01 - 2011

كنتُ خارجاً للتو من اجتماع عصر الاثنين الأول من أمس، وأمام باب المسجد رنّ هاتفي لأجد محادثة من الأستاذ عماد سيد أحمد، السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية، يُقدم لي من خلالها الدعوة لأكون ضمن الوفد الصحفي المرافق للسيد الرئيس في زيارته إلى مدينة (جوبا) صبيحة اليوم التالي (أمس).
لم أتردد.. قبلت الدعوة على الفور فقد سنحت لي الفرصة الآن لألقي آخر نظرة على مدينة (جوبا) وهي في عصمة الوطن الكبير، لأن كل المؤشرات ظلت على الدوام تقود الى الانفصال.
انقطعت عن زيارة (جوبا) لنحو عام، وقد زرتها عشرات المرات، في أيام السلم -المؤقت- وأيام الحرب، ثم بعد توقيع اتّفاقية السلام.. زياراتي لها لم تنقطع منذ أول مرة وطئت قدماي فيها هذه المدينة الجميلة الخضراء الضاحكة رغم الترف وجراحات الحرب، وكانت أولى زياراتي لها عند تخريج أول دفعة من جامعة (جوبا) في عهد الرئيس الراحل نميري -رحمه الله- لأتردد عليها بعد ذلك كثيراً في رحلات عمل لم تنقطع للصحافة أو التلفزيون، أو في رفقة السيد الرئيس الذي تشرفت بمرافقته أكثر من مرة في رحلاته إلى الجنوب.
غادرنا الخرطوم، وقبيل صعود الطائرة سألني الأستاذ أحمد البلال الطيب الصحفي الكبير ناشر ورئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم) الغراء وشقيقاتها، سألني سؤالاً اعتدت عليه في كل رحلة، وقال لي كم تستغرق الرحلة إلى جوبا..؟ فأجبت بأنها تستغرق ساعة ونصف الساعة بالطائرة الرئاسية الكبيرة وثلاث ساعات بالفوكرز (50).. وقد كان.
وصلنا مدينة جوبا عند الحادية عشرة تقريباً، المدينة تبدو جميلة ووادعة من أعلى ومن داخل الطائرة، لكن الخضرة لم تكن بذات المستوى المعتاد.. الآن صيف قائظ في جوبا، ودرجة الحرارة ربما قاربت الأربعين.. ومع ذلك كنّا نشاهد الأعداد الكبيرة من المستقبلين الرسميين في ساحة المطار، ونشاهد المئات من رجال الجيش والشرطة ينتشرون في كل أنحاء المطار، وطابور الشرف يصطف بنظام واتّساق ظاهر.. ولاحت لنا من على البعد بعض البصات التي نعرفها في الخرطوم ب(بصات الوالي)، فسألت عن الأمر وعجلات الطائرة تلامس الأرض لتجيء الإجابة من القيادية فدوى شواي التي قالت إنّ هذه البصات هدية من ولاية الخرطوم في إطار التوأمة بينها وبين ولاية بحر الجبل.
حطّت الطائرة في مطار جوبا وكان الفريق أول سلفا كير ميارديت على رأس مستقبلي رئيس الجمهورية، وقدمت له طفلتان باقة ورد ترمز للمحبة والسلام، ثم جاءت مرحلة أخرى جرى فيها إلباس الرئيس الزي التقليدي لأبناء الجنوب.
تحرّكنا صوب البصات الخضراء، بينما كان وفد الرئيس ونائبه قد تحرّك بالسيّارات الرئاسية الى قاعة الاجتماعات الحديثة التي أنشئت مؤخراً في (جوبا)، وكان ملفتاً لنا أن الملصقات التي تدعو للانفصال كانت هي الأبرز في زجاج وجوانب البصات التي تقل أعضاء الوفد المرافق للرئيس من مستشارين ووزراء ورجالات صحافة وإعلام.
خرجنا من المطار لنشاهد الآلاف يصطفون على طول الطريق يحملون علم السودان وصورة الرئيس عمر البشير ومع ذلك يحملون رايات الانفصال ولافتاته، مع ظهور حيي وخجول لبعض اللافتات التي تدعو للوحدة.
سألني من كان حولي لتفسير هذا المشهد الغريب الذي رآه متناقضاً إذ كيف يُرحِّب الانفصاليون بالبشير ويملأون الطرقات، فقلت له إنه (بسيط جداً) ولا تناقض في الذي نراه، فالمواطن الجنوبي الآن ينظر للرئيس عمر البشير كأحد أبطال استقلال الجنوب لأن عهد حكمه هو العهد الوحيد الذي حقق وعود الحكومات والأحزاب المعارضة السابقة بمنح أبناء الجنوب الحق في تقرير مصيرهم.. وكانت الحكومات تتحدث بلسان يختلف عن ذلك الذي تتحدث به وهي في المعارضة. إضافة إلى أن الرئيس البشير هو الذي تحقق في عهده السلام الحقيقي وتوقفت الحرب تماماً، وإذا اختار الجنوبيون الانفصال -وهو الأرجح- فإن ذلك لا يعني أنهم يعادون البشير أو حكومته، وقلتُ لمحدثي إن الأيام وربما الساعات القادمة ستثبت لك ما ذكرت الآن.
ونحن داخل البص الأخضر شاهدت السيد دينق ألور القيادي البارز في الحركة الشعبية ووزير الخارجية السابق يتحدّث مع الأستاذ علي تميم فرتاك، ثم صرفت بصري إلى جهة أخرى أتابع أثر الزيارة في الوجوه.
وصلنا إلى القاعة الحديثة عبر شارع أسفلت جديد محاط بالمباني الحديثة والأشجار، ثم دخلنا مباشرة للقاعة وبعد لحظات البحث عن المقاعد المخصصة لكل منّا وفق ترتيبات المراسم، سمعت السيد دينق ألور ينادي عليّ وهو يضحك، فذهبت نحوه وهو في وسط الصف الثاني لا يستطيع الخروج إلا بصعوبة.. قال لي متسائلاً: (رأيك شنو؟) فرددت عليه ب(مبروك الانفصال مُقدّماً).. ضحك وقال لي: (إنت عارف ونحنا في البص سألني شيخ علي تميم فرتاك، وقال لي الكلام المكتوب في اللافتات الصغيرة ده شنو؟) يستطرد السيد دينق ألور ويقول: (ذكرت له أن هذه الملصقات واللافتات الورقية الصغيرة تطالب بالانفصال) ويواصل الرواية ليقول: (شيخ علي تميم لمن اتأكد من كلامي تمام.. قال لي الحمد لله اللافتات دي صغيرة شديد).
ضحكنا.. لكنني تأكدت من أن الانفصال أصبح حقيقة واقعة لكنه انفصال سلس لن تكون وراءه مشكلة.. وقد تأكد لنا ذلك بعد خطاب السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير الذي سبقته كلمة الفريق أول سلفا كير النائب الأول للرئيس داخل قاعة الاجتماعات أمام القيادات السياسية والتنفيذية في حكومة الجنوب، والذي حمل ذات المعاني في جلسة أخرى ضمت قيادات منظمات المجتمع المدني في الجنوب.
عقب الجلستين انتقلنا إلى صالة الطعام تلبية لدعوة الفريق أول سلفا كير ميارديت لتناول الغداء، وجلسنا عدد من الزملاء حول مائدة واحدة، ضمت الأساتذة أحمد البلال الطيب، حسين خوجلي، الطاهر حسن التوم، محمد لطيف، الدكتور الباقر أحمد عبد الله وفتح الرحمن النحاس ومحمد عبد القادر.. لم نكد نكمل تحلّقنا حول المائدة حتى فوجئنا بالفريق أول سلفا كير بكامل حراسته أمامنا محيياً فرداً فرداً.. وكان يضحك ويقول لنا: (يا جماعة ما تكتبوا لينا الكلام البجيب المشاكل).. ضحكنا.. لتنتهي الرحلة بعد دعوة الغداء التي تحركنا بعدها نحو المطار لنعود إلى الخرطوم عند الخامسة من مساء ذات اليوم.
نص خطاب رئيس الجمهورية بجوبا
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله
الواحد حقيقة سعيد أن يكون الليلة معاكم بجوبا وسعيد بأن نلتقي بكم وان نلتقي بأكبر عدد من القيادات بمستوياتها الرسمية والشعبية عشان نقول كلام .. وحقيقة نجدد رسالتنا ونحنا نقول رسالتنا حقيقة كانت رسالة السلام . والناس لو رجعت الي خطاباتنا من أول يوم استلمنا فيه السلطة كان دائماً الهدف الأول المقدم علي كل أهدافنا هو كان السلام لأنه قلناها بوضوح السودان بعاني من مشاكل عديدة سياسية ,اقتصادية ,أمنية واجتماعية لكن كل هذه المشاكل الأساس بتاعها الحرب الدائرة في الجنوب عشان نحل مشاكل السودان لازم نزيل السبب بتاع المشاكل وهو الحرب وأنه لا يمكن حل مشاكل السودان بعيد عن السلام لذلك وضعنا السلام كهدف استراتيجي من أول يوم جئنا .
الناس تذكر نحن في بدايتنا في خطابنا الأول قلنا إنو نحن جئنا من أجل السلام وبدأنا جهودنا من أول يوم حتي قبل اعلان تشكيل مجلس الوزراء وحاولنا الاتصال بالحركة ولم نجد وسيلة لذلك ، لم تكن هناك خطوط اتصال منشأة بين الحكومة والحركة لا الحكومة القبلنا ولا حين وصولنا وبحثنا عن طريق للحركة وفعلاً في النهاية أتصلنا بالحركة عن طريق الحكومة الاثيوبية وعملنا مفاوضات أولية كنا جدد وخبرتنا كانت ضعيفة لكن مباحثاتنا الأولية تلك استفدنا منها أنه يجب أن يكون لنا برنامج واضح للسلام طالما أردنا التفاوض وهدفنا السلام لذلك كان يجب أن يكون لنا برنامج سلام , في خلال شهرين من استلامنا السلطة قمنا بعمل مؤتمر الحوار الوطني حول قضايا السلام في هذا المؤتمر نفسه لو روجعت الأسماء التي شاركت فيه سنجد فيه من البداية أشخاص مع الوحدة وضد الحركة وهناك أشخاص في الخرطوم ومع الحركة ومع الحرب وكثيرين جلسوا بالخارج في انتظار المذياع وتحدثوا عن سقوط الحكومة اليوم واليوم الخميس سيذاع البيان .
في هذا الظرف قمنا بعقد المؤتمر وكان حوار صرف حوار ممتاز جداً في اليوم الأول كان الحوار حقيقة سيئ لكنه أعطي الناس فرصة للتنفيس واخراج كل الهواء الساخن في صدورها ثم تكلم الناس بواقعية ومسئولية وجدية تامة لذلك نحن في بداية المؤتمر كان لنا برنامج واضح للسلام ثم ذهبنا به أديس ابابا ونيروبي وأبوجا ون وأبوجا تو وذهبنا حتي فرانكفورت كل هذا كان مبني علي مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ولأول مرة المؤتمر يوصي بتطبيق نظام حكم فيدرالي ونحن في النهاية قبلنا توصيات المؤتمر وأعلنا قبولنا للحكم الفيدرالي والذي كان مطلب لأهل الجنوب من مؤتمر جوبا 1947م . وصلنا محطة نيفاشا الناس تعرف تفاصيلها والصبر علي الحوار والتفاوض في نيفاشا استمر سنوات طويلة جداً واضطررنا في مرحلة لتكملة عملية السلام ورفعنا مستوي المسؤولية في المحاورين لذلك كان اللقاء المباشر برئاسة النائب الأول آنذاك علي عثمان محمد طه والأخ الراحل جون قرنق رئيس الحركة وجلسوا ثلاثة أربعة أيام وجاءوا بوثيقة وكان الحوار الطويل حتي وصلنا الي اتفاقية السلام بكل تفاصيلها وتعقيداتها .
أقول الآن حققنا نجاحا لأنه ليس هناك نجاح 100% وأقول نحن الآن كوننا عبرنا كل هذه المراحل وكانت توقعات الناس في أي وقت عندما تتدهور الأمور وهناك أشخاصا لا يريدون استمرار الأمور يريدون المشاكل والمانشيتات والأخبار لأن الأخبار السيئة هي الأخبار ومثل الانجليز يقول (no news is good news )لكن أخواننا في الأجهزة الاعلامية الأخبار الجيدة عندهم ما أخبار يريدون المشاكل والضرب والحرب والقتل ليأتوا بها في المانشيتات والأخبار وتصورها الفضائيات وتنقلها ونحن خيبنا ظن كل الناس الذين لا يريدون استمرار هذا الأمر وأن حجم الخلاف الذي كان موجودا بين أولئك الناس ما كان سيصلوا الي شئ لكن نحن جئنا بقناعة وحتي أصعب بند وهو بند تقرير المصير جئنا اليه بقناعة وقناعتنا به نحن عايشنا محاولة فرض الوحدة بالقوة من 55 ماذا كانت النتيجة ؟ أنا أقول لو قسنا الرأي العام الجنوبي تجاه وحدة السودان أو تجاه أخوانهم في الشمال سنجد 55 عالي جدا سيكون بنسبة 90% لماذا تحولت هذه النسبة مع الزمن ؟ لأن الحرب كلها مظالم الحرب ذخيرة تطلع وعند طلوع الذخيرة هناك القتل والحرق الدمار ومزيد من الغبن والكراهية فكان رأينا ان محاولة فرض الوحدة عن طريق القوة فاشلة والنتيجة كانت عكسية هو المزيد من التباعد والتباغض بين أبناء الوطن الواحد فكان لازم اعطاء الفرصة بأن تكون الوحدة اختيارية وكان ظننا حقيقة أن ما تحقق في الجنوب كمنطقة ولأبناء الجنوب من مكاسب من خلال اتفاقية السلام كانت كافية لتطمينهم أنهم الآن أصبحوا في وطن يأخذوا حقوقهم كلها كاملة بل أنه هناك رأي بأنهم أخذوا أكثر من حقوقهم انفصلوا بحكم الجنوب ويشاركوا في حكم الشمال ب30% من خلال الحكومة الاتحادية لكن قلنا نحن مهر الوحدة مهما كان ما كثير وكنا مقتنعين انه الوحدة هي الأفضل للمواطن السوداني في الشمال والجنوب وأفضل للشمال والجنوب نحن قلنا موقفنا لكن موقفنا ما بعيد أننا سنرفض رغبة المواطن الجنوبي الذي اعطيناهو هذا الحق عن قناعة نحن ما بنعمل مزايدة سياسية نحن الناس البيعملوا المزايدة السياسية لما يكون في المعارضة عندها رأي وفي الحكومة عندها راي لكن هذه قناعة وأنا أقول مفروض تكون قناعة كل القوي السياسية لأنه اجمالي القوي السياسية لن تخرج عن الناس الذين اجتمعوا في اسمرا في مؤتمر القضايا المصيرية أو الناس الذين كانوا في حكومة الوحدة الوطنية في الخرطوم في كلا الجهتين اتفقنا علي اعطاء المواطنين حق تقرير المصير نحن عندما وقعنا الاتفاقية وقعناها للالتزام بها لأننا أصحاب عقود ومواثيق والرجل (يتربط من لسانه ليس كراعه) ونحن ملتزمين لكن نحن سنظل دعاة وحدة لأنه قناعتنا الوحدة هي مصلحة وقوة وأمن وتقدم وتطور لكل أهل السودان لكن لو كانت رغبة المواطنين الجنوبيين أهلا وسهلا لكن يا جماعة كلنا عارفين حجم الترابط والتداخل والمصالح الموجودة بين الشمال والجنوب ما موجودة بين أي دولتين في العالم .
تحدثت قبل الآن مع اخواننا حتي لو حصل الانفصال كيف نقلل السلبيات الممكن تتنج عن الانفصال ونحول الفوائد الكان ممكن تحقيقها من خلال الوحدة هل ممكن تحقيقها من خلال قيام دولتين ؟ وضربنا مثل بالنموذج الاوروبي وهم أكثر ناس تقاتلوا وأدخلوا بقية الناس في حربهم وأسموها الحرب العالمية وهي لم تكن حرب عالمية لا أولي ولا ثانية هي حرب أوروبية لكن لأنهم أسياد العالم قالوا حرب عالمية وحصدت الحربين الملايين لكنهم جلسوا الآن لأنهم أدركوا أن الحرب لا تأتي بفائدة لأي محارب لذلك أنشأوا الاتحاد الاوروبي وخلقوا مصالح وتقدموا الآن كل دولة موجودة بعلمها وحكومتها ودستورها وقانونها ومصالحهم المشتركة كلها تم جمعها مع بعض .. نحن مصالحنا معروفة لكن كيف نجلس بمسؤولية الطرفين أن نبحث عن مصالحنا ونعظم الفائدة في التعاون بيننا لمصلحة الجانبين .
نحن جاهزين تماماً في الحكومة الاتحادية طبعاً بعد الانفصال ما حايكون هناك حكومة اتحادية فمهما كان مثل ما جئنا اليوم سنأتي للاحتفال معكم وما تفتكروا أنكم ستدعو الدول هنا، وهناك نحن (فارشين صيوان عزاء) لم نفعل ذلك نعم سيكون هناك حزن لأن السودان تقسم لكن أكون سعيد لو نحن بعد الاستفتاء وقيام الدولتين حققنا السلام الحقيقي والنهائي للسودان بأطرافه الاثنين لينعم كل مواطن في الشمال والجنوب ويستفيد وتبقي مرحلة لانطلاقة تنموية ونهضوية جديدة للطرفين كنا محتاجين للسلام كنا محتاجين لامكانياتنا الشحيحة في الشمال والجنوب عشان نستغل الحد الأقصي لبناء بلدنا وتعميرها وتقدمها .
أنا عايز انتهز هذه الفرصة وأشكر كل الناس الذين وقفوا معنا وساندونا وساعدونا وشاركوا معنا وفتحوا لنا أراضيهم وبلادهم ودولهم ومكاتبهم للوصول الي السلام حقيقة نحن نقول كان لهم دورا كبيرا جدا للتسهيلات والصبر علينا ونحن وصلنا هذه المرحلة ونحن الآن في المرحلة النهائية تقريباً والآن نحن الامور كلها سارت بسلاسة رغم أن الخلل الذي حصل في تطبيق القانون بتوقيتاته المحددة لكن ايضا نحن ناس عمليين التوقيتات تم عملها باجراءات معينة اذا كان الاجراءات ممكن تتم حتي لو كانت بالحد الادني من المقبولية في الزمن المحدد نحن قبلنا هذا الكلام وضيقوا الزمن .
والآن المرحلة الأولي السجل اكتمل بصورة سلسة جدا ونحن مقبلين علي مرحلة مهمة جدا يمكن نسميها مرحلتين الأولي : التصويت الفعلي في صناديق الاقتراع والمرحلة الثانية : اعلان النتيجة نحن شعب السودان شعب متحضر وشعب معلم الناس في الانتخابات السابقة مفتكرين أن النتيجة ستكون مثلما ما حدث في بعض البلاد واخواننا الاعلاميين الجالسين حشدوا نفس هذا الحشد لتصوير الصراع والقتل الدمار والحرائق لكن الشعب السوداني بتحضره خذلهم , كثيرين جاءوا لتصوير نفس المناظر عايزين نخذلهم مرة أخري عشان نعطيهم الدرس الثاني نحن شعب متحضر مهما كانت النتائج والاجراءات المؤلمة والجراحات العميقة نحن نستطيع تجاوزها بسماحة وصبر وقبول النتائج ا نشاءالله واؤكد لكم نحن مع خياركم حتي لو بعد قيام دولة الجنوب ستجدوننا نفسنا أي شئ مطلوب مننا في الخرطوم أي دعم فني, لوجستي, استشارة , خبرة أو تدريب أو خلافه نحن جاهزين نحن نري أن دولة الجنوب الجديدة لو قامت محتاجة لدعم فني ولوجستي ولاشياء كثيرة جد مافي زول في هذه الدنيا أولي مننا نحن لتقديم هذه الدعم البعيد ولا القريب ونحن عايزين كل هذه الاجراءات تتم ان شاءالله بسلاسة ما في مشكلة مثلما عملنا الانتخابات عايزين الناس في التصويت يشهدوا علي أن أي مواطن سواء في الجنوب او خارج الجنوب او دول المهجر الناس كل واحد استطاع انه بدون أي عوائق يصوت ويدلي بصوته ليعبر عنه حقيقة وما يخرج من نتيجة كلنا ان شاء الله مسؤولين وقيادة في هذا البلد حا نقيف نحيي رغبة المواطن الجنوبي ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر وما بطن وأن نسير جميعا بما يحب ويرضي وتكون النتيجة ان شاءالله خير وبركة علي اهل السودان اينما كانوا .
جزاكم الله خيرا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.