صفع مدرب مصري من الدرجة الثانية جماهير الهلال في خدها الأيسر بعد أن صفعها من قبل مدرب تونسي آخر في خدها الأيمن، بالهروب من جحيم النادي في زماننا هذا بعد أن كان في عهود مضت قبلة للمدربين الكبار.. وأمنية تراود أي لاعب كرة قدم أن يرتدي شعار الأزرق العاتي.. ولكنها الأيام دول كما قال “الشافعي”.. (من سره زمن ساءته أزمان). والهلال الذي انقضى ربيعه وانصرفت عنه الأيام الزاهيات يمر اليوم بأزمة.. بل أزمات تطحنه طحناً.. وتجعل المدرب “الكوكي” يهرب من قلعة الأزرق الجميل العام الماضي بعد الخروج من البطولة الأفريقية، وتلويح النادي التونسي (النجم الساحلي) برغبته في التعاقد معه ليختار “الكوكي” العودة بالباب الكبير ويترك الحسرة في الديار الزرقاء.. لا أسفاً عليه.. ولكن حسرة على زمن أصبح المدربون من الدرجة الثانية يؤثرون الهروب من الهلال ويفرون منه مثل فرار العنز الصحيحة من القطيع الأجرب!! واليوم يغادر المصري “طارق العشري” وهو مدرب دون قامة “حسن شحاتة”.. و”مختار مختار” و”ربيع يس”.. ولا حتى “ميدو” لكنه آثر صفع الهلال والبعد عنه في منتصف الموسم، بعد أن قال كلمته أمس في صحيفة (قوون) (الجو في الهلال أصبح طارداً ولا يبشر بأي إنجازات أو نجاحات، فقد ضربت المشاكل فريق الكرة الذي يعاني من الإهمال الإداري، لأن رئيس القطاع الرياضي لا يفقه شيئاً في كرة القدم)، تلك العبارات الجارحة تصدر من مدرب صغير جاءت به الصدفة لتدريب النادي الذي سبقه إليه مدربون كبار مثل “الحيدوسي” والعراقي “جسام”.. والبرازيلي “ريكاردو” والوطنيون “فوزي المرضي” و”الفاتح النقر”.. و”أمين زكي”، ولكننا في زمانٍ أصبح فيه الهلال طارداً.. ويتجرأ “العشري” ليقول ما لا يكتب.. عن الهلال.. ومن قبل اختار أفضل مهاجم في الساحة الداخلية “بكري المدينة” أن يسجل في كشوفات المريخ بدلاً من الهلال ويغادر “عمر بخيت”.. ولا يجد لاعباً بقيمة “مهند الطاهر” التقييم الأمثل.. ويذهب لهلال “هارون” وينأى بنفسه عن هلال “الكاردينال” وأصبح الهلالاب يخافون من مريخ الفاشر والأمل عطبرة.. ويمزق الأمير البحراوي شباك الهلال.. ولا حياة ولا أثر لتلك الهزيمة.. لأن روح “أبو شامة” و”صلاح دوشكا” و”صلاح الضي” وفدائية “الثعلب” ومهارة “تنقا” قد غربت شمسها وأصبح الهلال النادي العريق الكبير يهرب منه المدربون واللاعبون، ولا يسجل في كشوفاته إلا من لم يجد موطئ قدم له في الند المريخ، أو أهل شندي.. و(يتدحرج) النادي الكبير إلى أسفل وتمزق الخلافات والصراعات أحشاء الهلال وتأتي الروابط التشجيعية للمباريات لتهتف ضد بعضها.. ويشهد إستاد الهلال اشتباك هلالاب وهلالاب وتهرب الجماهير من ساحة النادي الموعود بقلعة اسمها (الجوهرة) ولكنها (جوهرة) بلا أقمار الهلال وبناية من الأسمنت وفريق كرة القدم يتدحرج إلى أسفل كل يوم ولا يمر منتصف الموسم إلاً ويتعاقب عليه ثلاثة مدربين ورئيس النادي الثري يقول إنه مستعد لتبديل المدربين كل ساعة.. ويزين له البعض الباطل حقاً.. ويدعون أن “أشرف الكاردينال” يمكنه الترشح لرئاسة السودان كبديل ل”البشير”!! (الكاردينال) رئيس منتخب من جماهير الهلال، ولكنه أحال ساحة النادي لميدان معركة وصراعات.. وانصرف عن بناء فريق كرة القدم للإساءة للهلالاب وتوهم وجود معارضة طامعة في مقعده.. وتلك هي الكذبة الكبرى، فالهلال اليوم ما عاد يشكل أولوية لرجل مثل “طه علي البشير” عفيف اللسان.. شريف.. نظيف.. ولا يبحث “صلاح إدريس” عن عودة في الوقت الراهن.. ولا حتى “البرير” قادر على تقديم نفسه كبديل.. وليطمئن (الكاردينال) أن سنوات التفويض التي نالها ديمقراطياً لن ينازعه فيها أحد.. ولكن إذا ما أشعل مزيد من النيران في جسد الهلال وتمادى في ذبح فريق كرة القدم، فإن جماهير الهلال هي من تقرر في مصيره حتى قبل انقضاء فترته، لأن الهلال بدون جماهير كالوردة بلا عطر وكالجنرال بدون جيش، ولكن متى تفهم إدارة نادي الهلال.