رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من هو قاسم سليماني العقل المدبر للإرهاب الإيراني؟
نشر في النيلين يوم 03 - 06 - 2016

بدأ مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني جلسته لاختيار هيئة رئاسية بكلمة لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الجناح العسكري الخارجي للحرس الثوري الإيراني، الذي أصبح مصدرا للإرهاب وزعزعة الأمن في الشرق الأوسط، وبذلك أصبح سليماني يمثل السياسة الداخلية والخارجية للنظام الإيراني، منهيا الآمال بوجود “تيار معتدل” في النظام الإيراني، خاصة بعد هيمنة التيار المتشدد بشكل كامل على كافة مؤسسات صنع القرار عقب تسلمهم رئاسة مجلسي الشورى والخبراء، قبل بضعة أيام.
رمز الدولة العميقة
ويقول خبراء في الشأن الإيراني إن سليماني يعتبر اليوم “رمزا للدولة العميقة” في إيران، والتي يسيطر عليها المرشد الأعلى علي خامنئي، وبطانته من قادة الحرس الثوري وفيلق القدس وجماعات الضغط المرتبطة به كأنصار حزب الله الله وعماريون وغيرهم من التيارات المتشددة التي تهيمن على المؤسسات الأساسية في الدولة كمجلس الخبراء والشورى (البرلمان)، إضافة إلى مجلس صيانة الدستور والقضاء والمؤسسات المالية والاقتصادية الضخمة.
قاسم سليماني في مجلس الخبراء
وعلى الرغم من التنازل الكبير الذي أبداه الإصلاحيون والمعتدلون تجاه استلام المحافظين لمقاليد مجلسي الخبراء والشورى أخيرا، إلّا أن المتشددين في إيران مازالوا يرفضون توجهات حكومة روحاني الخارجية ويدفعون باتجاه إقصائه من المشهد السياسي، من خلال ترشيح قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة في 2017.
وكان الرئيس حسن روحاني الذي يوصف ب”المعتدل”، قد رضخ للضغوط أخيرا وأشاد ب”بطولات” سليماني في كلمة له الشهر الماضي، بمدينة كرمان، وهي مسقط رأس قائد فيلق القدس، حيث أثنى روحاني على “بسالة سليماني وشجاعته في إيران وأفغانستان وسوريا وفلسطين”.
واعتبر روحاني أن “الحرس الثوري مسؤول ليس فقط عن أمن البلاد إلى جانب “الجيش والشرطة والباسيج” وإنما كذلك مدافع عن “مواقعنا المقدسة في العراق وسوريا، والدفاع عن المستضعفين في لبنان وفلسطين وأفغانستان وفي أي مكان يُطلب منا ذلك”.
وبالرغم من كل هذا هدد قاسم سليماني، في مارس الماضي، بمنع الإصلاحيين وكل معارضي التدخل الإيراني في المنطقة من تبوؤ أي منصب سياسي، لأنهم هتفوا في احتجاجات الانتفاضة الخضراء عام 2009 بالاهتمام بمشاكل وأزمات إيران بدل إعطاء الأولوية والتدخل في قضايا فلسطين ولبنان.
من جهته أخرى، يجب ملاحظة نقطة هامة وهي أن نتائج تصويت الشعب الإيراني للإصلاحيين في الانتخابات الأخيرة وكذلك عدم فوز مرشح سليماني لرئاسة إيران وهو ضابط الحرس السابق محمد باقر قاليباف، محافظ طهران الحالي، في الانتخابات الرئاسية في 2013، أظهرت مدى سخط واستياء الشارع الإيراني من دور الحرس الثوري وسليماني في السياسية الداخلية الإيرانية.
كما أظهرت أنه ليس هناك شعبية لسيلماني كما تروج له الماكينة الإعلامية الرسمية وأن نفوذه في إيران ليس كنفوذه في مراكز القرار في كل من بيروت وبغداد ودمشق.
مصنف كإرهابي دولي
ولا يقتصر دور سليماني على السياسة الداخلية، بل برز اسمه كعقل مدبر للعمليات الإرهابية الخارجية التي ينفذها فيلق القدس الذراع العسكرية والأمنية للحرس الثوري الإيراني في المنطقة والعالم بقيادته، منذ أن صنفه كل من واشنطن في العام 2007 والاتحاد الأوروبي عام 2011، في قائمة الإرهاب الدولية.
ووضعته وزارة الخزانة الأميركية وقياديا آخر بالحرس الثوري وهو حيدر تشيذري، على لائحة العقوبات، بسبب مشاركتهما النظام السوري في قمع الاحتجاجات الشعبية عام 2011.
وفي يوليو 2015 أوضحت ويندي شرمان، مساعدة الشؤون السياسية لوزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن ستبقي قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، اللواء قاسم سليماني على لائحة الارهاب الأميركية.
لكنها أكدت على أن “اسم قائد فيلق القدس سيرفع في المرحلة الثانية من العقوبات بعد سنوات، وذلك إذا ما أوفى بتعهداته المتفق عليها خلال خطة العمل المشتركة لتنفيذ الاتفاق بين إيران والقوى العالمية الست”.
قاسم سليماني في العراق
كيف بدأ حياته العسكرية؟
ولد قاسم سليماني في ال11 من مارس 1957 في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فقيرة فلاحة وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط، ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى انتصار الثورة عام 1979 حيث انضم إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد الخميني.
وكانت أول مهمة له في صفوف الحرس إرساله إلى غرب إيران، حيث انتفض الأكراد للمطالبة بحقوقهم القومية بالتزامن مع انتفاضات الشعوب غير الفارسية الأخرى كالتركمان والعرب الأهوازيين ضد نظام الخميني الذي قمع مطالبهم وحقوقهم الأساسية التي حرمها الشاه منهم وتوقعوا أن النظام الإسلامي الجديد سيلبيها لهم بدل الاستمرار في تهميشهم.
وبدأ قاسم سليماني حياته العسكرية بالمشاركة في قمع انتفاضة الأكراد على جبهة مهاباد، عام 1979، ثم انضم إلى الحرس الثوري في العام التالي عندما تطوع للمشاركة في الحرب الإيرانيةالعراقية (1980-1988 ) حيث أصبح قائدا لفيلق “41 ثأر الله” بالحرس الثوري وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحدا من قادة الفيالق على الجبهات.
قيادة فيلق القدس وقمع انتفاضة الطلبة
وتولّى سليماني قيادة “فيلق القدس” عام 1998، حيث اشترك بعد عام مع قوات الحرس الثوري وجماعات الضغط المتطرفة المقربة من المرشد خامنئي والأنصار المتشددين لنظام إيران الديكتاتوري في قمع انتفاضة الطلاب في يوليو 1999.
ووفقا لتحقيق نشرته صحيفة “نيويوركر” الأميركية، أجراه الصحافي ديكستر فيلكين، فإن سليماني سعى منذ تسلمه قيادة فيلق القدس خلال “إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليكون لصالح إيران، وعمل كصانع قرار سياسي وقوة عسكرية: يغتال الخصوم، ويسلّح الحلفاء”.
قاسم سليماني وجهاد مغنية
تطبيق رؤية خامنئي
وبحسب التحقيق، فإن سليماني منح حرية مطلقة في تطبيق رؤية خامنئي حول أهداف إيران في المنطقة، من خلال فيلق القدس والإمكانيات الهائلة التي وضعت تحت تصرفه.
ويضيف التقرير: “أدواته التي يستخدمها تتضمن دفع مكافآت إلى السياسيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتخويفهم عند الحاجة، والقتل كآخر الوسائل”.
عمليات إرهابية
ومع مرور السنوات، بنى “فيلق القدس” شبكة أصول دولية، بعضها مستند إلى الإيرانيين في الشتات الذين يمكن استدعاؤهم لدعم المهمات وآخرين من حزب الله والميليشيات العراقية التابعة للحرس الثوري، تتمثل في تصفية المعارضين الإيرانيين في الخارج ومهاجمة أهداف في دول عربية وغربية.
واستناداً لمسؤولين غربيين، أطلق “حزب الله” و”فيلق القدس” في العام 2010 حملة جديدة ضد أهداف أميركية وإسرائيلية – في رد انتقامي على ما يبدو ضد الحملة على البرنامج النووي الإيراني التي تضمنت هجمات قرصنة عبر الإنترنت وعمليات اغتيال لعلماء نوويين إيرانيين.
ومنذ ذلك الحين، نظّم سليماني هجمات في أماكن بعيدة مثل تايلاند، نيودلهي، لاغوس ونيروبي – على الأقل 30 محاولة خلال عامي 2012 و2013 وحدهما.
ويشير التحقيق إلى أن أكثر محاولات فيلق القدس شهرة، كان مؤامرة في العام 2011 لاستئجار خدمات شبكة تهريب مخدرات مكسيكية لاغتيال السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الحالي، عادل الجبير، وهو يتناول الطعام في أحد المطاعم على بعد كيلومترات قليلة من البيت الأبيض.
وتبيّن أن عميل شبكة تهريب المخدرات الذي تودد إليه عميل سليماني، ليس سوى مخبر لدى وكالة مكافحة المخدرات الأميركية.
زيارة قاسم سليماني إلى العراق
دوره في تقوية حزب الله
عزز قاسم سليماني علاقته مع قيادات حزب الله اللبناني، منهم عماد مغنية ومصطفى بدرالدين وزعيم الحزب حسن نصر الله، منذ عام 2000 ومن ثم حرب يوليو عام2006 مع إسرائيل. وكان له الدور الأساسي في تجهيز حزب الله بالصواريخ ومن ثم تعززت العلاقة العضوية بين فيقل القدس وحزب الله، خلال التدخل العسكري لإنقاذ حليفهما نظام بشار الأسد في سوريا منذ عام 2011.
دور سليماني في سوريا
وضعت وزارة الخزانة الأميركية سليماني على لائحتها السوداء بسبب دوره في دعم نظام الأسد لتحريضه الإرهاب. ومع ذلك، بقي معظم الأوقات مخفياً بالنسبة للعالم الخارجي، على الرغم من أنه كان يقود العملاء ويدير العمليات.
شارك منذ عام 2012 في إدارة تدخل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني وميليشيات عراقية في معارك سوريا خاصة معركة القصير في محافظة حمص بسوريا، وأشرف عليها بنفسه وتمكن من استردادها من المعارضة في مايو 2013.
كما شارك بنفسه في عدة معارك، منها في ريفي اللاذقية وحلب وأشرف على عدة عمليا كانت آخرها معركة خان طومان في بداية مايو المنصرم والتي مني بها بهزيمة كبرى حيث خسر أكثر من 83 عنصرا من قوات الحرس والجيش الإيرانيين والميليشيات اللبنانية والأفغانية.
همداني وخامنئي يتوسطهما قاسم سليماني
وبالرغم من معارضة روحاني وحكومته المعتدلة وكذلك حليفه الأقوى الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني هاجم سياسة خامنئي وسليماني في الاستمرار بدعم نظام بشار الأسد، إلا أن الكفة الآن ترجح لصالح دعم دور سليماني في ظل تمدد النفوذ الإيراني وبرضا أميركي – غربي على دور طهران الحالي تحت مظلة “مكافحة إرهاب داعش والنصرة والجماعات المتطرفة الأخرى”.
وكان رفسنجاني هاجم في وقت سابق نظام بشار الأسد بشدة، وقال: “لقد تعرّض الشعب لهجمات كيميائية من قبل حكومتهم”. التصريح الذي تراجع عنه رفسنجاني بعد موجة من الضغط والسخط والهجوم الحاد من قبل المتشددين ضده.
وتقول تقارير إن التخلّي عن الأسد يعني بالنسبة لسليماني التخلّي عن مشروع التوسّع لنظام ولاية الفقيه في المنطقة والذي عمل عليه طيلة 15 عاماً.
وفي خطاب أمام مجلس الخبراء – رجال الدين الذين يختارون القائد الأعلى – بالنسبة لسليماني تحدّث عن سوريا بلهجة حادة ومصمّمة. قال سليماني “دعونا لا نبالي بالحملة الدعائية التي يشنّها العدو، لأن سوريا هي الخط الأمامي للمقاومة، وهذه الحقيقة لا يمكن نكرانها. علينا واجب الدفاع عن المسلمين، لأنهم تحت الضغط والاضطهاد”.
دوره في العراق
وفي العراق، يتولى سليماني قيادة ميليشيات الحشد الشعبي مع مستشارين آخرين من الحرس الثوري في معارك الفلوجة ضد تنظيم “داعش”.
وبرز دوره في العراق منذ ظهوره على جبهات ضد تنظيم “داعش” في منتصف عام 2014 وشارك في معركة استعادة مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين وكذلك مشاركته في معركة استعادة تكريت.
وبالرغم من أن قيادات سياسية عراقية نددت بدوره في تحويل تلك المعارك وخاصة معركة تحرير الفلوجة حاليا، إلى حرب طائفية في العراق، إلا أن الميليشيات الشيعية التابعة له على رأسها الجماعات المتشددة الأكثر ولاء لنظام ولاية الفقيه في إيران ككتائب حزب الله أو ما يعرفون بالنجباء وكذلك سرايا الخراساني وجماعات أخرى كمنظمة بدر، وعصائب أهل الحق وغيرهم هم من يشيدون بدوره حيث يعتقدون بأن ايران تقود من خلال سليماني مشروعا عالميا بقيادة الشيعة.
قاسم سليماني وسط مقاتلين عراقيين
ويدير سليماني حاليا القيادة العسكرية على جبهة الفلوجة كما يسيطر على القرار السياسي في بغداد، حيث يحضر اجتماعات الحكومة والتحالف الشيعي.
وتعود العلاقة بين قائد فيلق القدس والقيادات الشيعية العراقية الى حقبة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي قالت مصادر ل”العربية.نت”، بأنه “يبيع يوميا200 ألف برميل لصالح قاسم سليماني، من أجل تمويل أنشطة فيلق القدس الإيراني في العراق”.
كما قالت نفس المصادر، إن “المالكي الذي فتح المجال الجوي العراقي أمام الطائرات الإيرانية لإمداد نظام بشار الأسد في سوريا بالسلاح والمقاتلين والدعم اللوجستي طيلة السنوات الخمس الماضي، قام أيضا بمساعدات مالية ضخمة للنظام السوري، للحيلولة دون سقوطه اقتصاديا، وذلك بأوامر مباشرة من خامنئي نقلها سليماني”.
وترجح تقارير أميركية وغربية رفع اسم سليماني من قائمة الإرهاب اذا استمر بالتعاون مع الأميركيين في العراق، كما سبق له وتعامل معهم في غزو العراق عام 2003 وغزو أفغانستان عام 2001.
وكان السفير الأميركي السابق في العراق زلماي خليل زاد، قد كشف أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، تعاونت ونسقت مع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، عام 2006 حول الوضع السياسي في العراق، مؤكدا أن هذا التعاون يمتد إلى مرحلة ما قبل صدام، مشيرا إلى اجتماعات سرية تمت بين طهران وواشنطن سبقت غزو العراق في 2003.
وكشف السفير الأميركي السابق في العراق، رايان كروكر أن التعاون مع سليماني، بدأ منذ سقوط بغداد 2003 حيث طلب مساعدته عبر وسطاء من السياسيين الشيعة العرب، ترشيح أعضاء “مجلس الحكم العراقي” الذي تشكل مباشرة بعد سقوط نظام صدام وقال إن مجلس الحكم، بُني على أساس تفاهمات بين طهران وواشنطن”.
ولا يخفى على أحد دور سليماني البارز في حصول المالكي على ولاية حكومية ثانية في 2010، وكذلك اختيار حيدر العبادي رئيسا للوزراء عام 2014.
ويبقى أكبر إنجاز حققه سليماني في العراق، بحسب المراقبين، هو إقناع حلفائه في العراق بالسماح لفتح المجال الجوي العراقي أمام المساعدات الإيرانية إلى نظام الأسد في سوريا. ويقول قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط السابق، الجنرال جيمس مات، إنه “لولا مساعدة قوات نظام الأسد عبر فتح المجال الجوي العراقي للطائرات الإيرانية، لكان النظام السوري قد انهار منذ فترة طويلة”.
قاسم سليماني في اجتماع قادة الحرس مع خامنئي
تعاون فيلق القدس والقاعدة
كشفت وثائق محكمة نيويورك، بخصوص تغريم ايران لتورطها في التعاون مع القاعدة بهجمات 11 سبتمبر 2001 حيث حكم القاضي جورج دانيلز بتغريم طهران ب10.7 مليار دولار، إضافة إلى الفائدة على التعويض عن فترة ما قبل صدور الحكم٬ والتي تقدر ب9 بالمئة سنوي،٬ ليتجاوز التعويض مبلغ 21 مليار دولار.
كما أيدت المحكمة العليا الأميركية قرار إلزام إيران بدفع 2.65 مليار دولار لإدانتها برعاية وتمويل عمليات إرهابية يعود تاريخها إلى عام 1983 تتمثل في تفجير منشأة بحرية عسكرية أميركية في العاصمة اللبنانية بيروت وضحايا هجمات أبراج الخبر في السعودية عام 1996 وضحايا حادث إرهابي وقع في القدس عام 2001، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”.
الإرهاب الإيراني في الخليج
ولم يختصر الإرهاب الإيراني في الخليج من خلال فيلق القدس الذي يترأسه قاسم سليماني على الأعمال التخريبية والتفجيرات ودعم الخلايا الإرهابية في السعودية، بل امتد الى الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة من خلال زرع خلايا مسلحة وشبكات تجسس لزعزعة الأمن والاستقرار في هذه الدول.
خرازي مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني
عاصفة الحزم أفشلت دورة باليمن
لعل من أبرز المهمات الفاشلة لسليماني هي محاولته لعب دور في دعم الحوثيين في اليمن، المهمة التي أفشلتها عملية عاصفة الحزم، بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية في اليمن.
وتقول مصادر إيرانية إن سليماني أخطأ في حساباته عندما أكد للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن السعودية لن تهاجم، فكانت المفاجئة التي جعلت إيران في موقف اضطرت فيه إلى التخلي عن حلفائها الحوثيين، وإن حاولت الزج ببعض عناصرها من مستشارين وخبراء عسكريين ومدربين من ميليشيات حزب الله اللبناني لدعم المتمردين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.