دعا البابا فرانسيس في عظته في عيد الميلاد إلى إنهاء القتال في سوريا مشيراً إلى أن ” الكثير من الدماء سفكت خلال هذا الصراع”. وحض الفلسطينيون والإسرائيليون على “نبذ الكراهية والانتقام”. وألقى البابا عظته أمام عشرات الآلاف من الكاثوليك الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. وأحيط المكان بحراسة أمنية مشددة لاسيما بعد إعتداء برلين الذي ذهب ضحيته 12 شخصاً، وقد عزى البابا بضحايا هذه الحادثة. وقال الحبر الأعظم عن الشأن السوري إن “على المجتمع الدولي العمل بشكل جدي للتوصل إلى حل تفاوضي في البلاد لإنهاء الحرب التي استمرت 5 سنوات”. وأضاف البابا أن ” على الإسرائيليين والفلسطينيين التوصل معاً لكتابة صفحة جديدة من التاريخ وذلك إبان زيادة نسبة التوتر بين الجانبين بعد إدانة مجلس الأمن الدولي الاستيطان الإسرائيلي”. واستنكر البابا الإرهاب العالمي قائلاً ” إنه زرع الخوف والموت في قلوب العديد من المدن والبلاد”. وأعلنت الشرطة الإيطالية حالة التأهب القصوى خلال عطلة الأعياد، وكانت الشرطة قد قتلت المشتبه به بتنفيذ اعتداء برلين في ميلانو. ومنعت السلطات في روما الشاحنات والحافلات من الدخول إلى مركز المدينة، وأحيطت الطرقات المؤدية إلى الفاتيكان بسيارات عسكرية. وانتقد البابا سيطرة الرغبات المادية على احتفالات أعياد الميلاد، وقال إن “المعني الحقيقي للاحتفال بعيد الميلاد ضاع في غياهب المادية”. وتطرق إلى معاناة هؤلاء الذين يكابدون الجوع والخطر في دروب الهجرة، والقصف المستمر لمدن مثل حلب. ومر جميع حضور القداس بكاتدرائية القديس بطرس من بوابات إليكترونية كاشفة عن المعادن في إطار التشديد الأمني على الاحتفال بأعياد الميلاد. وقال ديفيد ويلي، مراسل بي بي سي في الفاتيكان، إن هناك شعورا بتهديد أمني ساد الاحتفالات بعيد الميلاد أثناء القداس جراء الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها دول أوروبية في الفترة الأخيرة. وقال البابا أثناء القداس إن عيد الميلاد أصبح “محتجزا كرهينة” للمادية، مشددا على أن المسيحيين في العالم يحتاجون إلى مزيد من التواضع هذا العام. وأضاف أن العالم يعيش زمنا “تطغى فيه الأضواء التجارية على نور الرب”، وأنه زمن يهتم فيه الناس بالهدايا بينما نتعامل ببرود مع معاناة المهمشين.” ودأب بابا الفاتيكان على مدار السنوات القليلة الماضية على حث الناس على التعاطف مع اللاجئين، والتأكيد للمسيحيين على أنه المسيح نفسه كان “مهاجرا”.