لم يستكن القيادي السابق بالامة القومي مبارك الفاضل، لعواصف الايام التي أبت أشرعتها إلا أن تلقيه بعيداً عن شواطي الأحداث التي تسببت أمواجها في ترنح سفينته بين حبل الحكومة الذي يستقوى به، وغسيل ابن عمه الإمام الصادق المهدي الذي مضى مبارك إلى نشره مستغلاً ابتعاد الصادق من الساحة ليرمي ب «بياضه»، لأجل خطب ود الحكومة أو ابنه عمه.. ويبدو ان البياض الذي رمي به، كان كبيراً، لدرجة أن جعله يستلف لسان الحكومة، ليؤكد موافقتها على مقترح الحركة الشعبية قطاع الشمال بنقل 20%من الاغاثة الي المنطقتين عبر أصوصا الاثيوبية بواسطه المعونة الامريكية، من خلال انتزاع تلك الموافقة بواسطة المبعوث الامريكي دونالد بوث، بجانب مضيه إلى الكشف عن رفض الحكومة لمقترح رئيس الامة القومي الامام الصادق المهدي، بارجاء تنفيذ مخرجات الحوار وتشكيل الحكومة الجديدة بعد ستة اشهر.. «حبل» الإمام عبر بيان مهره بصفته رئيس المجلس الإنتقالي لحزب الامة قال مبارك أن تنازلات الحكومة من شانها ازالة آخر عقبة أمام توقيع الحركة الشعبية لاتفاق وقف العدئيات. وذات الحديث الذي سعى مبارك إلى وضع بصمته عليه ، اقره في خطوات سابقة الناطق الرسمي للحكومة د.أحمد بلال حين اشترط قبول ميناء «أصوصا» الأثيوبي، كمعبر للمساعدات الانسانية باشراف المعونة الامريكية. و بحسب مراقبين، فان التاكيدات التي رمي بها وزير الاعلام أحمد بلال وأيدها مبارك أمس الأول، تطرح عدة تساؤلات في مقدمتها أن مبارك بهذه التصريحات أضحى قريباً من مراكز القرار الحكومي وبعيداً من «حبل» الإمام غياب أهل الوجعة عضو المكتب السياسي للوطني د ربيع عبد العاطي، بدأ اجابته علي التساؤل الأول ساخراً من حديث مبارك، معتبراً ما أدلى به مبارك، حديثاً فارغاً، لاعتبارات عديدة، لخصها ربيع في أن مبارك لا يُمثِّل طرفا في القضية، لامن جانب الحكومة حتي يتحدّث بإسمها، ولا هو موظف لدى أمبيكي حتى يعمد إلى صياغة بيان ينبري من خلاله للتأكيد على موافقة الحكومة على ادخال المساعدات.. و يقول ربيع أن مبارك ليس من أهل «الوجعة»، حتى يندلق في مثل ذلك الحديث، مشيرا الى أن الدور الذي يريد أن يتطلع إليه الفاضل، «يجعلنا في حيرة من أمرنا». وتابع ربيع، أن « مثل هذه الادوارالتي يسعى خلفها مبارك، تتطلب ملاعباً خالية من اللاعبين الأساسين»، في إشارة منه إلى الحكومة وقطاع الشمال. من جهته فنّدَ نائب رئيس الامة القومي محمد عبد الله الدومة، بيان مبارك ورماه بأنه «بُهتان»، سيما في المحور المتعلق باقتراح رئيس حزب الأُمّة الامام الصادق المهدي بارجاء تنفيذ مخرجات الحوار الوطني . يقول الدّومة أن «مبارك قطع الكلام دا من راسو، بعد خطفه لطرف الكلام الذي قال به الامام الصادق أمام امبيكي». الدرب العديل وأضاف المحلل السياسي، د.صلاح الدومة أن مبارك سعى الي رسم معالم أكثر ضبابية لتلك التي يريد ان ينتهجها عبر حديثه. وأشار إلى أن مبارك بتلك التصريحات أراد الخروج إلى دائرة الضوء، مجدداً بعد سنوات الظلام التي خيمت عليه. وتابع الدومة، ان التجاذب الذي حدث في ملف المنطقتين ، عمد مبارك الى خطفه، واستخدامه كمطية لابراز شخصيته بوجه جديد، من خلال تبنيه لهذا الملف كقضية قومية، رغم أنه لم يكن من أهل «الساس والراس»..كل هذا والقول للدومة من أجل أن يصنع لنفسه هالة إعلامي، عبر هذه الفرقعة التي أطلقها افتراءاً على ابن عمه السيد الصادق المهدي، وقوله أن الأخير رفضت الحكومة مقترحه. وفي السياق مضى د. الطيب زين العابدين قائلاً، أن الحديث الذي افصح عنه الفاضل، يجعلنا نضع علامة استفهام أمامه، لانه لم يسلك الدرب «العديل». واشار زين العابدين، الى ان الدرب العديل، الذي يعنيه، هو استصدار الحكومة لمثل البيان الذي ادلى به الفاضل، لا أن يتحدث هو بإسم الآخرين. تقرير:أيمن المدو