*أخضعت نفسي لبرنامج اختبار مستوى الذكاء نهار البارحة.. *علماً بأن شهادات الدراسة لا تعتمد عند تحديد مستوى الذكاء هذا.. *فهذه يدخل فيها عامل (الحفظ) الذي قد ينفر منه كثير من الأذكياء.. *وآنشتاين كان معلموه قد أوصوا بتحويله لمدرسة تخص ذوي الذكاء المحدود.. *ثم صار هو صاحب نظرية النسبية التي يعجز عن فهمها معلموه هؤلاء. *ولكن آنشتاين الذي يُضرب به المثل في الذكاء هذا ليس هو (الأذكى).. *فقد يكون أذكى مني أنا ب(40) درجة ولكن هناك من هو أذكى منه بكثير.. *فهو درجات ذكائه (160) بينما كاتب هذه السطور لم يتجاوز ال(120).. *بل إن من الذين أذكى منه هؤلاء امرأة اسمها (مدام دي ستايل) درجاتها (180).. *وحين أقول (امرأة اسمها) فذلك لأنها ليست مشهورة رغم معدل ذكائها هذا.. *ومسرحياتها لم تحظ بخُمس القبول الذي وجدته مسرحيات آرثر ميلر.. *رغم إن آرثر هذا لم يرد اسمه ضمن الذين هم أكثر ذكاءً في العالم.. *ومن مفارقات قائمة الأذكياء أن إيمانويل سويدنبورغ بلغت درجاته (200).. *ولكنه كان عالماً سويدياً (منزوياً)، وفيلسوفاً متصوفاً أشد (انزواءً).. *أما صاحب الدرجات الأعلى في الذكاء- حالياً- فهو (مزارع) أمريكي بسيط.. *فقد شارك في برنامج تحديد مستوى الذكاء ل(يطلع) الأول على نطاق العالم.. *فدرجاته مماثلة لدرجات الشاعر والمسرحي الألماني غوته وهي (210).. *وعندما ذهب البعض لمعاينة (الأذكى) هذا وجدوه على ظهر جرار له.. *ثم (اكتشفوا) أنه لم (يكتشف) شيئاً حتى في مجال تخصصه كمزارع.. *والفيلسوف فيتجنشتاين ذُهلت حين وجدت درجاته (190) ولا أثر لهيجل.. *ولاعب الشطرنج بوبي فيشر يتفوق على آنشتاين ب(27) درجة كاملة.. *ولكن يبقى (الأشهر)- في زماننا هذا- هو آنشتاين من بين الأذكياء.. *الأشهر في مجال (الأعمال الذكية) بدليل اكتشافاته الكونية المذهلة.. *ثم هو الذي وضع الهندسة الإقليدية في (الرف) ليرتاح منها طلاب المدارس.. *وبرهن على قصور كثير من جوانب نظريات نيوتن الخاصة بالجاذبية.. *وأثبت أنه ما من شيء يسير في (خط مستقيم) ولو كان الضوء نفسه.. *ويبقى (الأغبى) هو صاحب هذه الزاوية رغم درجاته المذكورة.. *وليس أدل على غبائه هذا من إحسانه الظن في المعارضة.. *ثم انتظارها- سنين عددا- لتفرض على الإنقاذ الانزواء بين جنبات التاريخ.. *فإذا الإنقاذ هي التي تفرض عليها الانزواء بين جنباتها.. *بعد أن تزاحمت على كيكتها من كل الجنبات !!!. صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة