«الأولاد يسقطون في فخ العميد».. مصر تهزم جنوب أفريقيا    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. التيكتوكر الشهيرة "ماما كوكي" تكشف عن اسم صديقتها "الجاسوسة" التي قامت بنقل أخبار منزلها لعدوها اللدود وتفتح النار عليها: (قبضوك في حضن رجل داخل الترام)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    النائب الأول لرئيس الإتحاد السوداني اسامه عطا المنان يزور إسناد الدامر    إسبوعان بمدينتي عطبرة وبربر (3)..ليلة بقرية (كنور) ونادي الجلاء    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاجئون الجنوبيون: السودان تجاوز استحقاقات الجوار إلى منحنا الحياة
نشر في النيلين يوم 09 - 06 - 2017


الجبلين :العلقاية :
بله علي عمر

كانت الفرصة مواتية في العودة لزيارة اقاصي النيل الابيض والوقوف علي اعمال غوث اللاجئين الجنوبيين واسكانهم وتلمس الجهود التي تقوم بها الحكومة والولايات والمجتمعات المحلية والمجتمع الدولي نحو اغاثة واسكان منكوبي الجنوب فلم اتردد في قبول تكليف ادارة التحرير بالصحيفة في تلبية الدعوة للرحلة التي نظمتها ادارة العون الانساني والتي استمرت لخمسة ايام في رفقة نفر كريم من منسوبي الوسائط الاعلامية المحلية والاجنبية (140) ألف لاجئ بالمعسكرات
كانت كوستي اولي المحطات التي توقفنا فيها ولتلمس الاحداث جلسنا الي مفوض العون الانساني بولاية النيل الابيض محمد ادريس الشيخ الذي قدم تنويرا عن الوضع الانساني بالمعسكرات والموقف بمعابر الدخول فقال ان رئاسة الجمهورية وجهت منذ بداية الاحداث بالسماح للجنوبيين بدخول البلاد دون شرط ومعاملتهم معاملة المواطنين السودانيين ولفتت تلك الموجهات المفوض السامي للاجئين الذي ثمن مواقف السودان واشاد بها وقد اسهمت حالة الاستقرار والامن في حدود ولاية النيل الابيض مع الجنوب بطول (165) كيلومترا في اغراء الجنوبيين على افرار نحو البلاد عبر مختلف المعابر المعلومة وغير المرصودة في ظل احتدام الحرب الاهلية وانتشار المجاعة بالجنوب واشار مفوض العون الانساني بالنيل الابيض الي ان اهم تلك المعابر هي منطقة جودة بمحلية الجبلين ومنطقة المقينص بمحلية السلام اضافة للذين قدموا من الناحية الغربية عقب دخلوهم البلاد عبر معابر جنوب كردفان ما استوجب وضع موجهات رئاسة الجمهورية موضع التنفيذ لتقام (8) معسكرات (6) منها بمحلية السلام ومعسكران بالجبلين وكشف الشيخ ان جملة عدد الجنوبيين الذين رصدتهم السلطات حتي 14-5 قد بلغ (140) الف لاجئ اضافة الي اعداد اخري تسربوا الي داخل المدن وهناك من فضل العيش في القري والفرقان بطول ضفتي النيل الابيض شرقا وغربا ليشاركوا المواطنين خدمات الصحة والمياه وغيرها من السلع وحتي فرص العمل في ظل القبول والتعاطف الذي وجدوه من الاهالي .
يمضي مفوض العون الانساني بالنيل الابيض الى ان حكومة السودان قدمت خدمات جليلة للجنوبيين للحد من تداعيات الازمة وذلك رغم نسبة التدفقات الهائلة فقررت الحكومة تقديم الخدمات داخل الجنوب عبر (4) مسارات تمثلت في مسار كوستي جودة الرنك ومسار كوستي المقينص ومسار كوستي بانتيو وهناك مسار كوستي اويل، وجاء فتح تلك المسارات والمعابر للحد من تدفقات اللاجئين وضمان وصول الغذاء اليهم دون مشقات اللجوء ومخاطر الوصول حتي حدود البلاد ويشير محمد ادريس الشيخ مفوض العون الانساني الي ان وكالات ومنظمات الامم المتحدة تدخلت بتوفير الغذاء وقد تطلب الامر الاسناد الذي قدمته القوافل الوطنية التي قدمت انموذجا غير مسبوق اشادت به تلك المنظمات الاممية، كما اطلعت الحكومة وحكومة الولاية بدورها قبل تدخل الوكالات الاممية اذ وجهت رئاسة الجمهورية بشحن كميات من الغذاء قبيل اعلان المجاعة بالجنوب بعام كامل عبر مكرمة رئيس الجمهورية لاهل الجنوب عبر طريق جودة الرنك كما شيدت المدارس وشبكات المياه كما عملت الحكومة علي تيسير عمل الوكالات الدولية اذ تكتمل اجراءات تلك الوكالات في دقائق معدودة وفقا لتوجيهات رئاسة الجمهورية مستدلا بعدم تلقي اية شكاوي من الجهات العاملة سواء وطنية او اجنبية
وشدد مفوض العون الانساني علي الوكالات والمنظمات بضرورة الالتفات للجنوبيين خارج المعسكرات وفي اطراف المدن الذين شاركوا المجتمعات المحلية في الخدمات ما يتطلب التوسعة في تقديم تلك الخدمات من مياه وصحة وتعليم .
ويواصل مفوض العون الانساني بالنيل الابيض ان الحكومة المركزية وحكومة الولاية عملتا علي ضخ الامدادات ومسابقة فصل الخريف وعقب زيادة تدفقاتهم حولت الحكومة الملف من تصنيف الجنوبيين من وافدين الي لاجئين حتي تتمكن وكالات الامم المتحدة من القيام بما يليها ليتم استقبالهم في نقاط انتظار لفترة محدودة يتم فيها تسجيلهم ثم يرحلون الي المعسكرات ونفي الشيخ قيام اي من ممثلي حكومة الجنوب بزيارة المعسكرات والوقوف علي اوضاع اللاجئين
إلى معسكر العلقاية
حدثني السلطان بيتر كوانج قائلا بأنهم دخلوا البلاد في ابريل لعام 2014 عقب الضربة الاولي للحرب الاهلية اذ فروا من القيقر الي جودة الجنوبية لتتصل الجهات الامنية الشمالية برئاسة الجمهورية فجاءت توجيهات الرئيس بفتح المعابر والمسارات لتفتح لهم المعسكرات في العلقاية ودبة بوسن مع السماح لاي مواطن جنوبي بالتحرك نحو الشمال اذا رغب فقرر الغالبية البقاء بالمعسكر بعد ان وفر لهم الهلال الاحمر السوداني مقومات الايواء والغذاء قبل ان تصلهم المفوضية في 14-6 من ذات العام واضاف السلطان بيتر كوانج انهم فروا الي السودان لطبيعة العلاقة قائلا بأن السودان اقرب لنا من اية دولة اخري اضافة الي علائق الدم التي تربط اعدادا كبيرة من اللاجئين بالسودان واضاف السلطان انه تمكن عبر اللجوء الي الشمال من حماية اطفاله السبعة
(مرة وعيالو راجل طلقها بمشي بيت أبوه ) !
ميري دينق من بنات ملوط والتي وضح من حديثها انها نالت قسطا من التعليم اذ قالت ان السودان بتعامله معهم تجاوز استحقاقات الجوار الي انقاذ حياتهم مشيدة باستقبال المواطنين لهم اذ وفر لهم الاهالي اسباب الاغاثة قبل وصول الهلال الاحمر الذي عجل بتقديم العلاج واكدت ميري دينق في نبرات حزينة اسفها علي الانفصال الذي يدفع ثمنه الغالبية من عامة الناس فيما اضافت فاطمة ام النور وهي سيدة علي اعتاب السبعين بأنها باتت مطمئنة علي ابنائها واحفادها بعد وصولهم للمعسكرات بالاراضي السودانية مشيرة الي انها تتلقي احتياجاتها من ادارة المعسكر اضافة لما يرسله لها ابناؤها المقيمون بالخرطوم. سألتها لماذا السودان والجميع قد صوت للانفصال عنه فأجابتني ( مرة وعيالوا بمش وين لو رجل طلقو ؟ ) فسكت لتجيبني علي سؤالها ( ياهو بمشي بيت ابوه ونحن عملنا كدة ) .
من جانبه اشار المعلم موسيس بمدرسة الاساس بالمعسكر الي استقرار الاوضاع، مشيرا الي افتتاح المدرسة التي تستقبل تلاميذ المعسكرات وقد ادت كثافة التلاميذ الي فتح فصول مسائية والاستعانة بعدد (30) معلما مثمنا دور الحكومة الاتحادية وحكومة الولاية نحو تقديم كافة مقومات المدرسة التي نجح منها (36) تلميذا في امتحانات مرحلة الاساس
وحديث عن معسكر دبة بوسن
ادم دوب رئيس اللجنة المجتمعية بدبة بوسن حدثني قائلا ان نظام الدولة في الجنوب قد انهار تماما لتبرز الحرب العرقية التي وصلت مرحلة الابادة لبعض العرقيات – علي حد قوله – ما دفع البعض للجوء الي الشمال الذي فتح ابوابه وقدم الايواء والغذاء قبل ان تخرج مأساة اللاجئين الي العالم
مأساة ربيكا جيمس وأشقائها
فتاة في عمر الزهور لفتت تظري بملامح حزن طغي علي محياها الجميل اقتربت وسألتها عن اسباب لوعتها وحزنها فقالت انهم هربوا الي السودان بعد اندلاع القتال وقبل ان يستمتعوا بمقومات الامن والعيش الكريم التي لمسوها بالمعسكر توفيت والدتها تاركة لها (7) من الاشقاء ليس لهم سواها، وهي ابنة الاربعة عشر ربيعا كانت الدموع تترقرق من عيني الصبية قبل ان تسرق ابتسامة مشرقة وهي تقول لي ارجو ان تنقل حبي وسلامي لاهل الشمال الذين وفروا لنا كل شئ، مشيرة الي انها لن تغادر السودان ابدا .
ايمان موريس هي الاخري حدثتني بأنها قدمت للمعسكر في صحبة اسرتها في سبتمبر من عام 2014 قادمين من الرنك هربا من اعمال القتل الاثني الذي اندلع بالجنوب مضيفة انهم تعرضوا للخدعة عندما رسم لهم ارباب الانفصال صورة وردية لمستقبل دولة الجنوب واضافت موريس انها تلقت التعليم حتي الصف الثاني الثانوي وكانت دفعتها هي الاخيرة التي تلقت التعليم باللغة العربية، وطالبت بتشييد مدرسة ثانوية باللغة العربية وفق المنهج السوداني خاصة ان هنالك مئات الطالبات اللائي يتعطشن لاقامة مثل تلك المدرسة قاطعة بأن حلمهن ليس ببعيد المنال خاصة ان الحكومة السودانية منحت اللاجئين الكثير علي مستوي المأوي والغذاء والامن مشيرة الي ان الانفصال قد ضيع علي الشباب والاطفال فرصة التعليم .وتقول مارتا سايمون ان البشاشة التي استقبلهم بها عامة اهل السودان بالمنطقة قد ذهبت بالوحشة التي لحقت بهم وهم يرون الحرب تحصد اهلم وذويهم مشيرة الي ان الاطفال والطلاب لم يتلقوا الدروس لاربع سنوات علما بأن بينهم طلاب شهادة سودانية واضافت انها فضلت المجئ للسودان لانها ولدت به كما ولد به صغارها، وانهم جزء من السودان ولا علاقة لهم بمسميات السياسيين وما وضعوه من حدود.
حكاية جوجو بيتر
هي الاخري صبية في السابعة عشرة من عمرها تحدثت للصحافة بأنها تقيم في المعسكر وتشعر بالغربة فقد تقطعت بها اسباب التواصل مع اسرتها التي كانت في منطقة بانتيو التي هجرتها بعد الاحداث. سألتها عن سبب فرقتها لذويها فقالت انها كانت تقيم مع خالها واسرته بالخرطوم وبعد سفر خالها الي جوبا قررت المجئ في معية احدي الاسر الجنوبية التي تركتها بالمعسكر وقالت انها تشعر بالغربة برغم ان المعسكر تغلب علي سكانه قبيلة الشلك التي تنتمي اليها، قائلة انها تحلم بتلقي اخبار عن اسرتها وتتمني ان تلتقيهم حتي ينتقلوا جميعا للعيش بالخرطوم.
مدير إسكان المعسكر ولغة الأرقام
مدير اسكان اللاجئين بالنيل الابيض الواثق الطيب الخضر تحدث قائلا بأن مفوضية العون الانساني تعاملت مع اللاجئين من خلال تقديم الغذاء والمأوي والاسكان في مخططات منظمة حتي ابريل 2017 وانهم وجدوا المعسكرات مغلقة عدا معسكري خور الورل وابو صنقور، ويتم الاسكان حسب التصنيف القبلي وكانت المعسكرات تستقبل (1000) شخص يوميا حتي قبل ايام، مشيرا الي ان عدد سكان احد المعسكرات كان (20) الفا قفز الي (40) الف لاجئ خلال اسبوعين فقط، مشيرا الي تلقي الادارة معونات وقوافل من بعض الدول العربية والاسلامية مثل الكويت ، قطر تركيا، ما اتاح وجوود كميات كبيرة من الاغذية في ظل ما يقدمه برنامج الغذاء العالمي.

مرة اخري نعود الي مواقع الاحداث بمعسكرات لاجئي الجنوب بالنيل الابيض وعقب العودة من معسكر العلقاية جلسنا الي مدير الهلال الاحمر السوداني بالنيل الابيض الدكتور أسامة عثمان الذي تحدث باستفاضة سيما ان الهلال الاحمر السوداني كان اول الجهات التي تحركت لاستقبال المد الاول من اللاجئين الجنوبيين، فحدثنا قائلا : « الهلال الاحمر تحرك منذ الوهلة الاولي فاستقبل اللاجئين بمنطقتي الكويك وجودة فجاء بهم الي كيلو عشرة والعلقاية وظل يقدم الايواء والغذاء اضافة الي بقية الخدمات اذ أنشأ «4» محطات مياه مؤقتة حتي عام 2014 وكان عدد اللاجئين «25» ألف لاجئ وقام بفتح «4» عيادات بها كل الخدمات الصحية بالعلقاية والرديس 1 والرديس2
في يونيو 2015 زادت معدلات التدفق فقام الهلال الاحمر والجهات المعنية بافتتاح معسكر ابوصنقور وخور الورل وتجاوز العدد «100» ألف مواطن وظل الهلال الاحمر يقوم بتلك الادوار حتي مارس 2017 ليتم تسليم الملف الخاص باللاجئين لمعتمد اللاجئين.
واشار دكتورأسامة الي ان تدفقات لاجئي جنوب السودان يتم عبر ثلاثة محاورهي جودة والكويك والمقينص الذي يعتبر الاكبر بين المعابر الثلاث اذ يعبر عن طريق المعبر الشلك والنوير من الليري وربكونا وواو ، مضيفا ان لهم تنسيقا مع المفوضية السامية للاجئين بتوفير المناطق المستضيفة كما أنشأوا خمسة مراكز صحية بالقري وخمس محطات مياه تخدم المحطة الواحدة «20» قرية كما تم إنشاء عدد من المدارس بكل القري وعملوا علي توزيع الاغنام والمواقد المحسنة علي اللاجئين اضافة الي إنشاء ردميات للطرق بطول «9» كيلومترات بمحلية السلام و«2» كيلومتر بمحلية الجبلين وبالنسبة للمواطنين العائدين فتم تم توفير الايواء والغذاء اضافة الي محطة للمياه بمنطقة ابورماد اضافة الي عدد «5» مراكز صحية اضافة الي توفير العبارات لتساعد في تقديم المزيد من الخدمات وبرغم ان الهلال الاحمر السوداني ظل يوفر مراكز الخدمات الصحية وفق المستوي العالمي بواقع مركز صحي مقابل كل «10» الاف لاجئ الا ان تزايد معدلات التدفق اليومي للقادمين من اللاجئين يتطلب توفير المزيد من الخدمات والكادر الطبي خاصة ان عدد الكادر الطبي الموجود محدود وبرغم ذلك فهو يعمل فوق طاقته.
الي خور الورل
غادرنا مدينة كوستي جنوبا بمحازاة النيل الابيض وكانت وجهتنا معسكر خور الورل مرورا بقري الزليط وشلشالة والصفيرة حتي خور الورل الذي وصلناه عصر الخميس الماضي وكان في استقبالنا بمدخل المعسكر مدير المعسكر محمد طه عبده الذي قدم للوفد شرحا متكاملا عن الاوضاع بالمعسكر الذي يضم «50» الف لاجئ وظلت معدلات التدفق اليومي نحو المعسكر حتي العاشر من مايو الجاري «700» لاجئ تراجع في الايام الاخيرة الي حوالي «250» فردا
الاجراءات المتبعة بالمعسكر تبدأ بتسجيل اللاجئين في اليوم التالي لوصولهم اذ يقدم لهم الغذاء ومقومات الايواء من المواد المحلية والمشمعات، واشار محمد طه الي ان اللاجئين بعد وصولهم تجاوزوا مراحل الغذاء والايواء الي نشاط طبيعي وذلك ما وجدناه اذ كانت الفصول الدراسية مشغولة كما لاحظنا النشاط الرياضي ما يؤكد ان المعسكر وصل الي مرحلة تطبيع الحياة.
مراقب الاغذية بالمعسكر يوسف محمد عبدالله قال ان الحصص الغذائية توزع للاجئين اسبوعيا وكل اسبوعين وتراجع شهريا وان كميات الاغذية تفي بحاجة المعسكر في ظل تدفقات برنامج الغذاء العالمي اضافة الي النفرات التي تقدمها مختلف ولايات السودان والهلال الاحمر السوداني والمنظمات الطوعية الوطنية كما تصل للمعسكر من حين الي اخر وفود وطنية من مختلف الجهات والمؤسسات بغية الوقوف علي سير الخدمات وسد الثغرات، وعن الكميات التي تقدم للاجئين من الغذاء قال يوسف بان حصة الفرد من الذرة تتكون من حوالي «14،2» كيلومن الذرة و«2» كيلو عدس وواحد جالون زيت ونصف كيلومن الملح ، ويتلقي الوافدون الجدد حصتهم من الغذاء في اليوم التالي لدخولهم المعسكر كما يتم منح الاطفال والمرضعات والحوامل كميات اضافية من الاغذية .
سوزان ولسون لاجئة انضمت لمجموعة المتطوعين تحدثت للصحافة قائلة انها قدمت للمعسكر من الرنك مع اسرتها عند بداية الاحداث وان مجيئهم للسودان استوجبته اسباب النجاة من اعمال القتل والابادة في اعقاب الاقتتال الذي انطلق في كافة انحاء الدولة الوليدة . وعن رأيها في مكونات الغوث التي تقدم لهم قالت ان الاسرة بمجرد وصولها تمنح مدخلات العشش من حصير ومشمعات يتم استلامها من ممثل الهلال الاحمر السوداني، مشيدة بما قدمه اهالي القري والبلدات المستضيفة واصفة ذلك السلوك بانه من مقومات اهل السودان الذين يتجاوزون المرارات الي إغاثة الملهوف ، وان كانوا من اهل الجنوب الذين صوتوا للانفصال بنسبة تجاوزت احلام وتطلعات المبشرين بالغد الافضل للجنوبيين.
وتمتد الخدمات لاهالي القري المضيفة
استفادت القري والبلدات في محليتي السلام والجبلين من استضافتهم للاجئي الجنوب خاصة ان المواثيق الدولية شددت علي تخصيص 35-40% من الخدمات للقري والبلدات المستضيفة للمعسكرات اذ تلقي الاهالي في قري الزليط ، الصفيرة وشلشالة عرب والقري المحيطة بمعسكر جوري من الخدمات في قطاعات المياه والصحة وردميات الطرق اذا اقيمت في قرية الزليط مركز للشرطة ومركز صحي كما قدمت المشاريع المدرة للعائدات المادية للاجئين والاهالي كما ان اسواق تلك المعسكرات استهلاكية .
نشطت الحركة التجارية
حدثني البشير محمد ادم من سكان احدي القري المستضيفة وقد التقيته داخل المعسكر فاشار الي حالة التوافق بين الاهالي والمقيمين بالمعسكر، مشيرا بان ذلك ياتي في اطار التواصل الذي شبوا عليه من بواكير صباهم خاصة ان قراهم التي باتت بعد الانفصال تقع علي مقربة من الشريط الحدودي مع دولة جنوب السودان ، وكشف البشير الي ان التعامل الحالي مع سكان المعسكر افضل من ايام الوحدة ، نافيا وجود اية تفلتات أمنية او حتي مشاجرات بين سكان المعسكر واهل القري ، مشيرا الي وجود حراك اجتماعي وتجاري كثيف بالمنطقة وقد تزايد منذ وصول الافواج الاولي من اللاجئين الجنوبيين
الي الابيض.
عدنا مساء الخميس الي كوستي التي غادرناها فجر الجمعة الي الابيض حيث باتت مرتكزا تنطلق منه شحنات الغذاء الي دولة الجنوب وصادف وصولنا انطلاق الفوج العاشر من شحنات الاغذية. يقول مدير برنامج الغذاء العالمي بقطاع كردفان الاثيوبي لما باي عيسي ان الفوج العاشر الذي غادر ظهر الجمعة الي جنوب السودان قوامه «40» شاحنة تحمل «1893» طنا متريا من الحبوب متجهة الي بانتيو عبر مسار الابيض – الخرصان – هجليج – الي نقطة التشوين حيث يستلم الفريق التابع لبرنامج الغذاء العالمي تلك الكميات ويشرف علي توزيعها للمتأثرين . وثمن الاثيوبي لما ، مواقف السودان التي اسهمت في انقاذ وإغاثة المتأثرين بالمجاعة من ابناء الجنوب. وعن التحديات التي تواجهها اعمال الإغاثة قال انهم يخشون دخول فصل الخريف قبل ايصال الكميات المستهدفة في ظل وعورة الطرق التي تتأثر سلبا بموسم الامطار ، علما ان لدي البرنامج اكثر من «50» الف طن متري في بورتسودان وكوستي وعن كميات الغذاء الموجودة بمستودعات البرنامج بمنطقة المطار ومخازن البنك الزراعي قال ممثل برنامج الغذاء العالمي انها «20»ألف طن متري مشيرا الي التنسيق التام مع الحكومة المركزية وحكومة الولاية.
مفوض العون الانساني بشمال كردفان أحمد بابكر الحسن تحدث للوسائط الاعلامية مشيدا بمواقف الشعب السوداني الذي اسهم في درء المجاعة بالجنوب مضيفا ان الحكومة دأبت علي حل كافة المشاكل التي واجهت الدولة الوليدة، مشيرا الي ان قوافل الغذاء التي توجهت نحو الجنوب انطلاقا من السودان قد قللت المآسي ، وتحدث ان الشحنات الاخيرة كانت بزنة «1893» طنا متريا تستهدف بانتيو وقد سبقتها «9» رحلات مشابهة نقلت «12» ألف طن متري وقد اسهمت تلك الكميات في إغاثة اعداد كبيرة من مواطني الوحدة ، وكشف أحمد بابكر عن الجهود المبذولة لفتح مسار الابيض – المجلد – اويل لتوصيل المزيد من الإغاثة قبل فصل الخريف .
امين عام حكومة شمال كردفان رئيس اللجنة المشتركة لترحيل الغذاء عبدالله التوم الامام قال ان اللجنة المكونة من الحكومة ومفوض العون الانساني وبرنامج الغذاء العالمي تنوب عن اللجنة العليا في مسار الابيض وهي تعمل بتناغم وانسجام اذ تمكنت حتي الجمعة من تسيير «10» قوافل نقلت «12» الف طن متري للجنوب اذ تسلم الشحنات لممثلي برنامج الغذاء العالمي في منطقة التشوين الحدودية.

خور الورل : الأبيض : بله علي عمر
الصحافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.