(1) هذا الخبر ، كان يمكن أن استوعب تفاصيله لو أنني قرأته ضمن قصص (ألف ليلة وليلة). وكان يمكن قبوله لو نشر في موقع عربي يهتم بالحوادث الغريبة، أو كان ضمن أحداث مسرحية (ملف سري) التي تعرض في قاعة الصداقة هذه الأيام. لكن أن يحدث ذلك في السودان وفي واقعنا المعاش, فإن الأمر يجعلنا نتفقد رؤوسنا. هل بلغنا هذا الحد؟. انظروا إلى خبر (الإنتباهة) أمس، ثم احكموا عليه بأنفسكم. في السنوات الأخيرة لم أصدم بخبر كما صدمني هذا الخبر. إنهم يقتلعونها من (جذورها). (2) فاجعة الخبر أن الشيء المفقود هو شجرة (صندل) ، وقد تم اقتلاعها من (جذورها) وهذا أمر لا يمكن أن يتم إخفاؤه أو التستر عليه لأن للعطر افتضاح…فليس هناك (لص) مهما كانت جرأته يفكر مجرد التفكير في سرقة شجرة للصندل. وتتمثل فاجعة الخبر ايضاً في أن (السرقة) تمت في المتحف القومي وهو متحف تاريخي تحفظ فيه آثار السودان وتراثياته ويفترض أن يكون الحرص والحذر فيه كبيراً. إذا حدث ذلك لشجرة صندل في المتحف, ماذا يمكن أن يحدث لغيرها؟. لقد ظللنا نتقبل ونجد العذر لبعض السرقات والاختلاسات ان حدثت من بعض الذين لا يمتلكون شهادات جامعية ولا يشغلون مناصب رفيعة ، ويجبرهم العوز والحاجة لذلك. ماذا نقول الآن والمفقود (شجرة صندل). (3) هذا الخبر يعتبر خبراً صادماً ، وهو خبر يجعلنا نفقد (الثقة) في كل شيء ، ويلزم المواطن السوداني أن يقوم في كل صباح لمراجعة الممتلكات العامة من آثار وأصول. لكم أن تحسبوا في كل صباح (قضبان) السكة الحديد التي نهب بعضها ولكم مراجعة المراوح والمكيفات في كل يوم في المكاتب الحكومية. بل لكم أن تتفقدوا رؤوسكم وكلاكم وطحالبكم. إننا أصبحنا نخشى حتى على نهر النيل ، والقاش ونهر عطبرة، نخشى على البركل وتوتيل، فليس هناك أمان بعد اختفاء شجرة صندل من المتحف القومي. هذا الأمر يجب أن يحقق فيه مجلس الوزراء والبرلمان السوداني ، لأن اختفاء شجرة الصندل من المتحف القومي هو مؤشر خطير يهدد بفقدان (الثقة) في الشخصية السودانية التي عرفت بأمانتها ونزاهتها واستقامتها. محمد عبدالماجد – صحيفة الانتباهه.