تشغل الأمراض السرطانية بال العلماء والأطباء، لذا نلاحظ استمرار الدراسات والبحوث الهادفة إلى إيجاد طريقة تساعد في الوقاية منها ومكافحتها. واكتشف علماء معهد بابراهام في بريطانيا، في دماغ وأمعاء الإنسان، كمية كبيرة من مادة تفرزها البكتيريا في الجهاز الهضمي، تنظم نشاط الحمض النووي وتمنع تطور سرطان القولون والمستقيم. ونشرت نتائج بحث العلماء على موقع Science Alert نقلا عن مجلة Nature Communications. وينتمي هذا المركب إلى صنف الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، التي تنتج في الأمعاء الغليظة خلال تخمر الألياف بمساعدة المكروبات. وينسب إلى هذه المواد الحمض الزيتي الذي له تأثير مضاد للسرطان والالتهابات. وتسمى عملية تعديل نشاط الجينات دون إدخال تغيرات – التنظيم الجيني. ويمكن أن تتم هذه العملية بعدة طرق من خلال الهيستونات (بروتينات قلويه تساعد في تنظيم تركيب الحمض النووي) المشاركة في حزم خيوط الحمض النووي. كما أنه باستطاعة هذه البروتينات لف سلاسل النوكليوتيدات على نفسها، ما يعيق عملية نسخ وتكرار الحمض النووي. وعند إضافتها إلى مجموعة الأسيتيل، تضعف قوة ارتباط هذه المجموعة بالجينات. وبالنتيجة “تجلس” عوامل النسخ دون أي عائق على الحمض النووي وتنشطه. وقد بين العلماء أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة الناتجة من نشاط البكتريا الموجودة في الأمعاء الغليظة للإنسان، تساعد في إضافة مجموعة الأسيتيل إلى الحمض النووي. أما الأحماض الدهنية، فتحجب عمل الإنزيم “هيستون ديستيلاز2” الذي يزيل مجموعة الأسيتيل من الحمض النووي. وللتأكد من هذا الأمر حقنت الفئران المخبرية بمضادات حيوية تقتل البكتيريا المعوية، وكانت النتيجة انخفاض مستوى تركيز الهيستونات ومجموعة الأسيتيل في الأمعاء. ويذكر أن سرطان القولون والمستقيم يقضي سنويا على حياة 770 ألف شخص. لذلك فإن الطريقة السريعة للوقاية منه هي تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة الغنية بالألياف.
