* لا ندرك كم نحن ضعفاء إلا اذا سقطنا تحت وطأة المرض ، تلك لحظة نختبر فيها مدى تشبثنا بالحياة ، نكتب ما لم نكن نستطع كتابته ونحن نبتهج بخارطة العمر ، نرى مالم نستطع رؤيته من قبل ، جميع الصور لا لون لها ، وحدها وجوه الأصدقاء ومواساتهم يمكنها خلق محيط يعج بالأمل ، ليس هنالك سوى الإنتظار وطرح بعض الأسئلة التي قد نفشل في إيجاد أجوبة لها … * تلك لحظات لا يمكن التكهن بنهايتها ، كل لحظة تأخذنا إلى منعطف أكثر ضيقا ، تخنق توقعات القادم ، جميع أنظمتنا تصبح رهن جرعة دواء ، ربما لا يجدي نفعا في كثير من الأحيان ، ابواب أخرى تفتح على المجهول وأخرى تغلق على ماتبقى من أنين ، ذلك هو الوجه الآخر من الحياة … * أتدرون شيئا نحن حقا نحتاج إلى تلك اللحظات المؤلمة ، نود أن ندرك أننا لم نزل على لائحة الآخرين ، ذلك الفضول الذي يعترينا ونحن نبحث عن رسائل ، أو أرقام هواتف تحمل عنا بعض الألم ، الأصوات التي تسكب بداخلنا بعض السكينة ، تمنحنا فرصة ثانية لمصافحة الحياة والإقلاع عن إدمان اليأس ، الكثير من الدعاء والترقب والصبر والأمل ويوم آخر من الحظ ، تلك هي تذكرة النجاة … أو كما قال مولانا جلال الدين الرومي : سألته كيف يمكن لقلبي المتناهي الصغر ان يتسع الي كل هذا الالم ؟ فأجابني: انظر الي عينيك كم هما صغيرتان ولكنهما تريان الكون …