فتاة بتسريحة “الخنفس” الشهيرة وأخرى في زي شعبي مع أقراط كبيرة على الأذن وعقد من “السوميت”، امرأة تتجول في سوق “العيش” وأخرى تضع كحلا على العين وتنظر في مرايا مهشمة، هكذا استطاع #المصور_السوداني_ضياء_الدين_خليل برفقة خبيرة الماكياج لبابة خاطر إعادة مشاهد عميقة من ماضي الحياة السودانية. ضياء خليل الذي بزغ نجمه في مواقع التواصل الاجتماعي أصدر ألبوما فوتوغرافيا يحمل اسم #نوستالجيا يجسد نمط الحياة الذي كان سائدا في مطلع الخمسينيات وإلى أواخر السبعينيات. وقد احتلت المرأة حيزا كبيرا في المشاهد الفوتوغرافية التي حاول المصور إعادة إنتاجها مثل الأزياء والاكسسوارات الشعبية وأنماط التسريحات التي كانت رائجة آنذاك مثل “المساير” و”مشاط التيلة”. أماكن اختفت أو كادت مثل سوق “العيش” أوبيت “الخياطة” وديكور المنازل القديمة والراديو الكبير الذي يحتل مكانا ثابتا في بهو المنزل والتليفون “أبو قرص”. نمط الحياة الساكن الذي كان سائدا آنداك وجد نصيبه من التجسيد حيث تطل فتاة في فناء “حوش” المنزل تنشر الملابس تحت الشمس وأخرى منهمكة في صنع “قهوة القيلولة” الشهيرة. الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتم تداولها على نطاق واسع كشفت تلك الفجوة الكبيرة في المجتمع بين ماضٍ لم يعد له وجود وحاضر ملون يفتقد إلى الأصالة. ويقول ضياء ل”العربية.نت”: “لدي دائما حنين إلى الماضي وعندما أنظر إلى صور أمي وأبي وأقاربي في ألبوم العائلة أكتشف أن لديها مزيجا من البساطة والأناقة “. ويضيف ضياء “في هذا الألبوم حاولت النقش على جدار الذكريات وتذكير أنفسنا بالأزمنة القديمة وأن ننظر بعمق في أنفسنا ونقارن بين الماضي والحاضر”.