عندما غنى الراحل عبدالحليم حافظ قارئة الفنجان رائعة نزار قباني كات الجمهور يصفق ويصفر بشكل مستمر مما حدا ب حليم المجهد بأن يصيح قائلاً ( ما تسكتوا بقى خلونا نعرف نغني ) ولم ترحم الصحافة المصرية حليم وحتي الكاركاتيريست الشهير الراحل جورج البهجوري رسم كريكتير بعد 40 يوماً من الحدث وقال ( مرور أربعين يوم على شخطة حليم على الجمهور). وكما نقول بالدارجي السوداني ( قطعوا لحموا) ونسوا المجهود الكبير الذي قام به حليم ليخرج هذا العمل الخالد وحاصروا حليم المجهد والمريض حتي رقد على فراش المرض ومن ثم فارق الحياة مأسوفا عليه اسفا كبيرا وجزع الناس ففقد بعضهم عقلهم وانتحر البعض الآخر وكان تشييع جنازة الراحل عبدالحليم حافظ هو ثالث تشييع اسطوري من بعد تشييع الراحل الخالد الزعيم جمال عبدالناصر وبعدها تشييع جناذة أسطورة الفن والغنا الراحلة أم كلثوم. . وبدفن العندليب عبدالحليم تم دفن فن الغناء المصري ولم تقم له قائمة حتى اليوم والمشهد واضح ابتدأ من شعبان عبدالرحيم وحتى الهرج والمرج السائد في غنا الأفلام المصرية الجديدة والإعلانات الخ. ….قصدت بهذا السرد الطويل أن أقول للناس أن الفن الجميل سلعة نادرة والفنان الكبير نعمة من عند الرحمن وما يجحد بنعمة الله إلا الظالمين. … أستاذنا الكبير محمد الأمين حفظه الله ورعاه ومتعه بالصحة والعافية ظل ومن ستينيات القرن الماضي يقدم أعمالا فنية متطورة وراقية وارفد نهر الغناء السوداني بدرر خالدات عاطفية ووطنية وماحدث بالأمس هو حدث عادي تماماً وهو مجرد معاتبة من فنان لجمهوره والفيديو المتداول لا يحكي القصة كلها بل هو على طريقة (لا تقربوا الصلاة )بدون إكمال الآية الكريمة بقصد التضليل وخلق البلبلة. .. هنالك جنوح عام في هذا البلد نحو العنف اللفظي والبدني وتهشيم كل ما هو جميل وتدمير مكارم الأخلاق ومساواة الجاهل بالعالم والمنتج بالمتبطل والصعلوك بالوقور ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. … تحية خاصة لاستاذي والذي هو بالنسبة لي في مقام والدي اقول تحية ل محمد الأمين وجماهير وعشاق محمد الأمين. .وأقول للذين لا يجيدون سوى الاصطياد في الماء العكر وإشاعة البغضاء والكراهية (الجمل ماشي والكلاب تنبح) وحفظ الله حبيبنا محمد الأمين فهو آخر ظل وريف وأجمل مافي هذا البلد البئس التعيس والحمدلله من قبل ومن بعد والسلام ختام. بقلم