طرق جديدة لجأت إليها بعض المنظمات النسائية والحقوقية في الوطن العربي لمواجهة عمليات التحرش من خلال الإبلاغ الفوري عن الواقعة وإمكانية التحرك السريع وإنقاذ الضحية حال وقوع عملية تحرش. الطرق الجديدة تتمثل في مواقع إلكترونية تم إطلاقها في عدة دول عربية كان آخرها التطبيق الذي أطلق في المغرب الأسبوع الماضي ويحمل اسم «ما نشوفوش» أي «لا نرى» بمبادرة من طرف «اتحاد العمل النسائي الحر» ووفقا لما أعلنه الاتحاد فإن التطبيق يمكنه تحديد المكان الذي تتواجد فيه الفتاة أو السيدة المبلغة ويحول الأمر من خلال فريق المتطوعين إلى الجهات الرسمية لاتخاذ اللازم، حسب «سبوتنيك». التطبيق الذي أطلق في المغرب ليس الأول من نوعه حيث سبقه عدد من التطبيقات في الدول العربية وعلى رأسها مصر ومن ضمن هذه التطبيقات «صديق الشارع» الذي يساعد المصريات على اتخاذ إجراءات ضد المتحرشين، بالنصائح التي يقدمها والتي تتضمن التعاملات القانونية ضد المتحرش. يقوم هذا التطبيق لضحايا التحرش بإرسال بلاغات عن الحوادث التي يتعرضن لها، مع إرفاق صورة للمتحرش بمجرد ضغطة ويحدد معها المنطقة الجغرافية التي التقطت فيها الصورة، كما يضم البرنامج قائمة بصور المتحرشين وأسماءهم ومناطق تواجدهم. أحد التطبيقات التي تحمل اسم «يا فضيحتو» ويرمز الاسم لفضح المتحرش والتبليغ عن حالات التحرش في شوارع مصر لحظة بلحظة، كما أنه يحدد المتحرشين في المنطقة التي تسير فيها الفتاة بحسب المبلغ عنهم في السابق. كما تنتشر عشرات التطبيقات في بعض الدول العربية الأخرى. من جانبها قالت لطيفة بوشوة رئيسة فيديرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، إن المبادرة التي أطلقت للمرة الأولى في المغرب هي مبادرة إيجابية خاصة بعد التصديق على قانون العنف ضد المرأة في المغرب وهو ما يساعد في رفع الوعي لدى النساء اللاتي يتعرضن للتحرش. وتابعت أن التطبيق وسيلة جيدة وهي الأولى من نوعها التي تطلقها جمعية مدنية ويمكن أن يكون لها أثرا إيجابيا بشكل كبير وأن الرابطة ستتواصل مع اتحاد النساء الحر لبحث تعميم التطبيق، وبحث ملائمته مع النساء في المغرب. فيما قالت سارة أحمد إحدى الفتيات المهتمة بحقوق المرأة في مصر ومواجهة عمليات العنف والتحرش ل«سبوتنيك» إن التطبيقات قد تساهم في فضح المتحرش والإمساك به والتوعية إلا أنه لا يحد من عملية التحرش بشكل كبير نظرًا لعدم الوعي الكامل به بالنسبة للفتيات أو الشباب وأن الأمر يحتاج إلى انتشار إعلامي كبير للتأكيد على أهمية التطبيقات وخطورتها في فضح المتحرشين وهو ما قد يشكل تخوفات لدى الشباب وبذلك يتراجعون عن التحرش.