مضى عامان وشهران منذ آخر زيارة لرئيس الجمهورية لولاية النيل الأبيض وكان أيضاً د.عبدالحميد موسى كاشا والياً لبحر أبيض، في ذاك الوقت وطلب البشير من أهل الولاية ضرورة ربط كاشا حتى لا يفارق ولايتهم- وقصد البشير بالربط منح كاشا زوجة من بحر أبيض-، ومضت أعوام وحقق كاشا مشروعات عجز من سبقه في حكم الولاية عن تحقيقها على الرغم من أن أهل الولاية فشلوا في تحقيق طلب البشير بربط كاشا.. مضى عامان من آخر زيارة لرئيس الجمهورية لربك وبالطبع اختلفت الكثير من الأحداث من عام 2016 و 2018 وخلال هذه الفترة نجحت حكومة الولاية في تفجير الكثير من الطاقات والمشروعات التي يحتاج إليها إنسان بحر أبيض. زيارة الرئيس لربك في هذا الظرف تحمل العديد من الدلالات والإشارات، وبدت هذه الملامح واضحة والبشير يصل مطار كنانة وهو بزيه العسكري ليبدأ رحلة افتتاحات في النيل الأبيض كانت بدايتها من حيث هبطت طائرته لتستمر في عدد من محليات الولاية، ضاحداً عدداً من الشائعات حول تأجيل الزيارة التاريخية لرئيس الجمهورية لولاية النيل الأبيض. كنانة وسر الضحكات منذ أن هبطت طائرة الرئيس وتوقف محركها ،حتى تحرك والي النيل الابيض عبدالحميد موسى كاشا نحو باب الطائرة ليستقبل رئيس الجمهورية، الذي قابله بتحايا حارة ومعها مع بعض الضحكات التي لم ينجح الكثيرون في تفسيرها .عدد من الحضور أبدى استغرابه من حضور الرئيس «بالميري»ولكن التفسير كان حاضراً من خلال افتتاح المرحلة الأولى لمطار كنانة، وافتتاح قاعدة كنانة الجوية ثم تجسيد المعركة الحربية في الجزيرة أبا، خلال تواجده بكنانة وجد الرئيس استقبالاً كبيراً من كافة القطاعات خاصة طلاب الخلاوى الذين قدم لهم تحية خاصة. الأزمات وحب الرئيس ساعتان وربما تزيد قليلاً انتظرالمواطنون بمن فيهم الاطفال تحت الشمس الحارقة وهم في انتظار المشير البشير ووفده قادماً من ربك، ساعات الانتظار في ساحة معركة الجزيرة ابا كانت اصعب الاوقات بالنسبة للكثيرين،على المنصة الرئيسة كان يجلس وزير الدولة بالزراعة الصادق فضل الله والى جواره وزير الدولة بالتربية لفترة طويلة تحت اشعة الشمس الحارقة ،وقال لنا الصادق ان زيارة رئيس الجمهورية لولاية النيل الاببض تأتي في اطار التواصل مابين القمة والقاعدة وتفقده للجماهير ومواطني الولاية واشار الى افتتاح عدد من المنشآت والمشاريع التنموية والاجتماعية وبعض الصرو ح الرياضية وعدد من المراكز الصحية بالولاية. وأكد أن كل جماهير النيل الابيض تبادل الرئيس العزيمة وتؤكد عزيمتها على زيادة الانتاج والانتاجية، وبعد انتظار طويل وصل موكب رئيس الجمهورية وسط تهليل وتكبير الجميع وعلق من كان يجلس بجواري قائلاً«رغم الازمات التي تمر بها البلاد الناس تستقبل الرئيس بكثافة وقوة..حب سااااكت». معركة الجزيرة أبا الفقرة الاول في احتفال الجزيرة أبا كانت تجسيد معركة انصار المهدي مع القوات التركية وقصة ابوالسعود وهزيمة الاتراك رغم عتادهم .. هذه المعركة تشير الى قوة وشموخ الجندي السوداني ممثلاً في جيش الامام المهدي هذه الفقرة وجدت الاعجاب والاشادة من الحضور خاصة وانها تحكي عن تاريخ تلك الحقبة ومجاهداتها ضد المستعمر. حفيد المهدي والعودة للتاريخ بدت نبرات وزير تنمية الموارد د.الصادق الهادي المهدي حزينة وهو يقف بالقرب من المكان الذي دارت فيه مع معركة جده مع الاتراك، وذكر المهدي تلك المعركة وهو يتحدث لاهله في الجزيرة أبا وحيّا رئيس الجمهورية وهو يشهد تجسيد المعركة وقال المهدي في اللقاء الجماهيري، إن ذكرى معركة الجزيرة أبا تمر بملامح وعبير الخالدين رغم حزن الجزيرة بمجذرة الجزيرة الثانية في سبعينيات القرن الماضي. وقال المهدي انه رغم المحن التي مر بها اهل الجزيرة أبا ،إلا أنهم لم يخونوا العهد أبداً وحافظوا على الوطن ولم يبيعوا المواقف والمواثيق، وهم اليوم يستقبلوك واضاف ان أبا التي قدمت الشهداء تنظر اليك حتى تصبح مثل المدن الحديثة وبدأت عملها واوضح ان انسان الجزيرة ابا يترقب منكم المشاريع المقدمة والتي توفر لهم الخدمات واثنى المهدي على الحوار الوطني ومخرجاته. مابين الميثاق ووعد الرئيس قبل أن يصعد والي النيل الأبيض عبدالحميد موسى كاشا لمنصة الخطابة ،كانت أحزاب الولاية المختلفة تقدم وثيقة عهد وميثاق لرئيس الجمهورية أكدوا من خلالها أنهم سيكونون سنداً وعضداً لرئيس الجمهورية. فيما لم يتحدث كاشا في اللقاء الجماهيري ،ربما تقديراً للجمهور الذي انتظر تحت الشمس الحارقة طويلاً وقال كاشا موجهاً حديثه لرئيس الجمهورية «هؤلاء هم أحفاد المجاهدين والشهداء وهم أهلك جاءوا ليستقبلوك»وأضاف كاشا اليوم أنا ماعندي كلام..الكلام كلامك وهم أمامك. فيما شكر البشير كاشا وقال لأنه أتاح لنا أول لقاءاتنا الجماهيرية في رحلتنا للنيل الأبيض تبدأ بالجزيرة أبا وأوضح رئيس الجمهورية أن ناس بحر أبيض التفوا حول الإمام ونصروه،. نشكركم على هذا اللقاء الحاشد والحماس لأنو جينا بنفس راية الإمام المهدي وهي” لا إله إلا الله” وبشّر الرئيس أهل الجزيرة أبا بالعديد من المشروعات، وقال رغم المشاكل المحيطة سنحوّل الجزيرة ابا لمدينة نموذجية، كما شكر جهاز الأمن الوطني على صيانته الاستاد، وقال سنتبنى نحن الكشافات وعايزين فريق في الجزيرة أبا يلعب في الممتاز، وأكد سعي الدولة لرفع مستوى المواطن المعيشي فيما بدا واضحاً ارتياح الرئيس لتجسيد معركة الجزيرة أبا ضد التراك، وقال “أعادت لينا ذكرى معركة الجزيرة أبا وهي محل مبروك وبدأ منها المهدي الثورة المهدية واختار بحر أبيض لأنهم التفوا حوله ونصروه، ما جعل كل أهل السودان يبايعوه “. ووجه البشير كاشا بالمزيد من الاهتمام بمشروعات التعليم والصحة والكهرباء وتسجيل الأراضي وتقنينها ،وأكد أن المرحلة المقبلة لتجميع المشروعات الزراعية من اجل زيادة الإنتاج والإنتاجية في إشارة إلى أن الزراعة هي سلاح السودان الاقتصادي ،وأكد البشير أن السودان لن يركع لجهة أو ينكسر، مشيراً إلى استمرار مشروعات التنمية في كل السودان وبحر أبيض على وجه الخصوص، موضحاً أن هناك خمسمائة كيلو من الطرق ستُنفّذ خلال الفترة المقبلة في بحر أبيض، مؤكداً أن هذا وعد منه وليس من أجل الحملة الانتخابية. وقال “الراجل بمسكوه من لسانه” وزيارتنا القادمة إن شاء الله نفتتح كل هذه المشروعات .