من ( يتلاعب) بالديمقراطية في العالم الثالث أو الدول الأقل نمواً في كافة النواحي اقتصادية واجتماعية وثقافية وعلمية وسياسية الخ هذه القائمة التي يحفظها الجميع عن ظهر قلب. .أقول إن من يتلاعب بالديمقراطية في هذه الدول يحصد مغبة الحرمان منها لعقود وعقود وربما لقرون ودونكم وما يجري في جارة الوادي ( مصر ) لقد قام الشعب المصري بثورة عظيمة في يناير 2011م واردفها ب/شبه إنتفاضة / بعد ذلك بعام أو عامين وكل ما كان يطمح إليه أهل مصر هو الحرية والعدالة والعيش الكريم لكن كان حصادهم صفرا كببرا فبعد أن خرج النظام القديم من الباب عاد مرة أخرى من الشباك واستعاد كل ما ضاع منه وأكثر وكأنك يا أبا زيد لا رحت ولا جيت كما يقول المثل المصري المعروف. .. لقد فرح خصوم الإخوان المسلمين من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وهيئات ونقابات بما حدث للإخوان من بطش وتنكيل ( وهنا لابد من الإعتراف بأنني قد كنت من الذين فرحوا بذلك عن جهالة وعصبية ونادم انا على ذلك أشد الندم ) ونسوا أن الدكتاتورية جوهرها واحد إسلامية كانت أو علمانية أو حتي دكتاتورية المراكسة – ديكتاتورية الطبقة العاملة – فكلها تقمع الحريات وتصادر كل أوجه الحياة الطبيعية وتفرض على الجميع اغنية واحدة ورقصة واحدة ومغني واحد ومن يفتح فمه معترضا فمصيره معلوم ويكون من المحظوظين لو أبصر النور مرة ثانية ولو بنصف عين. … تغدى قادة مصر الجدد نسبيا (5 أعوام ونيف ) بالإخوان المسلمين والآن حولوا كل مظهر ديمقراطي أتت به يناير إلى وجبة عشاء دسمة وعادت مصر إلى عهدها القديم فرعون يسيطر على الأوضاع بقبضة من حديد والجوغة وحارقي البخور يمجدونه ويعظمونه فكل قنوات الإعلام تغني الأغنية الواحدة التي أشرنا إليها سابقاً. . أتمنى لو نستوعب كلنا هذا الدرس القاسي والدامي ونتعلم منه إن الديمقراطية لا تقدر بثمن وحتى ولو حكمك الد اعداؤك بالصندوق فلا بديل لك سوى الصندوق الإنتخابي نفسه لكي تحل محلهم وبالمناسبة ما نعيشه الآن في السودان كانت بدايته على هذه الشاكلة ففي بداية عام 1989 م تقدمت قيادة الجيش بمذكرة إلى رئيس الوزراء المنتخب السيد الصادق المهدي وكانت تحمل في طياتها موقفاً معاديا للجبهة الإسلامية حليف المهدي في ذلك الوقت وفرح الجميع بهذا ( الفيتو العسكري ) كما أسمته صحيفة مستقلة في افتتاحية لها وهي صحيفة تميل يسارا وتشكلت حكومة الانقلاب السكوتي هذا على اسنة رماح الفيتو العسكري وفرشت الطريق بالورود والزهور والرياحين ليعطوا مبرراً وحجة للجبهة الإسلامية لتقوم بما قامت به في 30 يونيو 1989 لندخل جميعاً في هذا السرداب الطويل والمظلم. . أقول مرة ثانية وثالثة والف لا تتلاعبوا بالديمقراطية ففي عالمنا العاشر هي أكثر من كنز ثمين وثروة طائلة وطيف يجب أن نمسك بتلابيبه بقوة حتى لايفلت منا. والسلام ختام بقلم