حزين أنا لاني اليوم سأفارق السودان فراقا قد يطول نوعا ما لعلاج ابنتي ومن ثم الاستقرار في بلاد أخرى ولذلك قررت أنو اعمل لي حاجة تجعلني مطمئنا على بلدي ووطني واخلاق بني وطني فقلت اخرج واختبر الناس البقابلهم في سودانيتهم لسة موجودة ولا راحت…. فخرجت من منزل نسابتي في الفتيحاب قرب الافطار قبل ساعة ونصف تقريبا من الآن ثم ذهبت الى المحطة القديمة في أول الشقلة وقلت لي بتاع الهايس انا ماعندي خمسة جنيه للمواصلات …. قال لي يا زول بي بدلتك دي وما عندك فضحك ثم قال لي اركب ساي يا زول حرم لو عايز نوصلك لي برش فطورك شكرتو وركبت ولمن وصلنا السوق العربي شكرتو واديتو حقو وقلت ليهو انا بختبرك بس انا قصدي ما عندي خمسة لكن عندي خمسين…وطبعا ما كذبت عليهو لانو انا قصدي انو جيبي ما فيهو خمسة جنيه فكة ….. شلت الباقي الاداني ليهو واشتريت بيهو رصيد علشان اقول للبعدو نفس الكلام…. وركبت الهايس البعدو وكررت نفس السيناريو ورد علي بي نفس الكرم ونفس الاريحية..وقال لي اركب يا ابن العم ساكت هي بقت علي الخمسة بتاعتك كتيرة وقليلة رايح يا حبيب…. وفعلا ركبت وفي الطريق دخل علينا الفطور فلقينا شباب زي الورد في صينية شارع المطار فطرونا في عرباتنا بهمة وروح جميلة ونزلت من الهايس في جنب مستشفى القلب علشان امشي مركز الثريا اها عزموني ليك بروش كتيرة في الشارع وانا بعتذر ليهم ووقفت في جنب مستشفى القلب ثانية واحدة بس جاني بتاع عربية بيكانتو ولعة ومكيفة ماشاء الله ربنا يزيدو وبدون ما أأشر ليهو قاللي اركب ووصلني لحدي تقاطع البلابل وقال لي وصلت ولا أوصلك قلت ليهو لا شكرا ليك انا وصلت واديتو دعوة كاربة بتاعة صائم مقطوع في الطريق وهناك مشيت بي رجليني لحدي الثريا وسط عزومات البروش لحدي ما وصلت الشباب التحت المركز ناس مخبز سماح حلفو علي فجلست كملت فطوري معاهم…وانا في الافطار اتصل علي الصديق مدرب الثريا القدير أبوبكر حرزاوي قال سمعنا يا باشمهندس انك مسافر هسة قلت ليهو اي قال من محلك ما تتحرك باقي مشاويرك كلها علي لحدي السفر انا جاييك هسة ……. أنا غايتو من الرحلة دي طلعت بالآتي…… مهما يكونوا البحكمونا والناس الخلونا نفارق البلد دي سيئين ولكن يظل الشعب السوداني شعب معلم ويستحق أن يحيا بكرامة … ارفع راسك فوق لانك سوداني…. رسالة أخيرة لمن يحكموننا : أنتم لا تستحقون شعب كشعب السودان الماستر كوتش