يقتلونك، ثم يعلنون لوفاتك إقامة جنازة رسمية ! السياسة قذرة ، وخير من يفهم السياسة هو من يعرف كهوفها ، ويتعامل معها بقوة وحنكة معا ، فلا يعرف السياسي الأخلاق ، ولا يعترف القيم إلا قليلا ، ومن السذاجة أن تصدِّق السياسي ، ذلك لأن الأصل فى السياسة الإحتيال . ذكر ابن تيمية رحمه الله بأن عمر بن عبد العزيز قد توفي مسموما ، وهذا بالنسبة لى سليم ، فهو قاد دولة فسدت من الداخل ، وأراد إعادتها إلى زمن الراشدين ، فواجه طغيان الثورة المضادة بقوة الفهم والإيمان ، ثمّ تخلٰصوا منه ، ومنهم بلا شك من بكى فى جنازته . هناك من الكبار من مات فى السجن ، وهذا ما تعمل السلطات المصرية ضد الدكتور مرسي ، وربما من إخوانه من خطّط مع شياطين الحكم فى مصر ، فالسياسة قذرة ، وخير من يفهم فى هذا الزمن هو أوردوغان ، فلا رحمة مع القتلة . من قتل مهندس سد النهضة فى إثيوبيا ؟ ما الظروف السياسية التى تم فيها اغتيال المهندس ( سمنجو بقلي ) ، الأب الروحي للسدود الإثيوبية ، وصاحب المشروع الأساسي فى سد النهضة ؟ من هو صاحب المصلحة فى إغتياله ؟ الخبر اليقين عند السلطات الأمنية ، والمخابرات الإثيوبية ، ولكن ثمة ملابسات حول القضية يجب ملاحظتها ، بل ورصدها بشكل دقيق حتى لا نبتعد عن الحقائق . — تعمل الدولة العميقة فى إثيوبيا فى إفشال مساعى الدكتور أحمد آبي ، ومن هنا فهي قد تكون ممن يجب إشارة الأصابع إليها ، ذلك لأن المشروع كان وراءه الفساد المالي ، وتربّح من وراءه عشرات الشخصيات من النظام الحاكم فى إثيوبيا ، ويعتبر المهندس الصندوق الأسود فى هذا ، ولهذا تم التخلص منه سريعا . — قد تكون جهة أمنية فى الدولة تخلّصت منه ، ذلك لأن بعض الجهات الأمنية تشعر بأن البلد متجه نحو السلام مع المحيط ، ومن هنا ، فهي تشعر بأن حاجة السياسي إليها سوف ينخفض ، وبالتالى فلن تكون لها أولوية فى المستقبل ، ومن هنا تسعى مثل هذه الجهات فى تضخيم دورها من خلال صناعة القلاقل ، وهذا أول الغيث . — ربما ، وراء هذه العملية القذرة جهات خارجية ، وخاصة من دول المحيط ، بل ومن دول الطوق ، والذين يَرَوْن فى السد ضررا ماليا وحياتيا ، ولهذا نرى بأن هذا الخيار ممكن الحصول ، وفيه مصلحة حقيقية لبعض الدول ، ويتم الإستغلال من المناخ الداخلي حيث تمر الدولة فى إثيوبيا مرحلة ( بينية ) . — وأخيرا ، قد يموت الرجل بسبب خاص ، ومن الأسباب الخاصة مراعاة حالاته النفسية والإجتماعية ، وعلاقاته مع الآخرين ، والعاملين معه فى السلك الخاص به ، ويضاف إلى ذلك أجنحة الدولة ، وخاصة بعد التغيير . فى العالم الثالث ، هناك ألف ملف فى القتل ، ولكن كلها تذهب نحو الفناء ، وتدخل كل الملفات فى عالم النسيان ، وتبدأ الشعوب حياتها من جديد ، وتنسى ما جرى ، وتعيش كعادتها فى دولاب الحياة ، ويتحدث فى يوم الجنازة القاتل ، ولكن بلغة العواطف ، وهكذا تنتهى الصفحة ، ويموت الرجال ، والأحرار ، والأبطال ، والعلماء بصمت فى بلادنا فى القارة الأفريقية ، والعالم العربي ، وما أمر علماء العراق عنا ببعيد !! أكرر فأقول ، يقتلونك ، ثم يعلنون إقامة جنازة رسمية ، لكِ الله يا شعوبنا البائسة ، ونرسل تعازينا من هنا إلى الأسرة الكريمة ، والعائلة الإثيوبية فى وفاة هذا العقل الجبار فى مثل هذه الظروف الغامضة ، ونرجو من حكومة الدكتور آبي العمل فى كشف الخونة بسرعة . الشيخ عبد الرحمن بشير