تغمد الله أرواح ضحايا احتجاجات التظاهر السلمي بآمدرمان أمس بواسع رحمته، وأسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. *(إنا لله وانا إليه راجعون)* قبل كل شيء لا بد من التأكيد على الثوابت مثل حق التظاهر السلمي، ووجوب عدم إفراط الشرطة والأمن في استخدام القوة المسلحة ضد المتظاهرين. من الواضح المعارضة تحمل ذات جرثومة الحاكمين، نفس العقلية الانتهازية وذات النفسية الإقصائية، ومع ذلك تطرح نفسها بديلاً…؟!!! أغلب الأصوات التي تُحرِّض بصوت ٍمرتفعٍ على الخروج للشارع وترسم المسار، موجودة إما خارج البلاد أو داخل منازلهم؟! تُحرِّض الشباب والأطفال والنساء للوقوف أمام آلة الدولة العسكرية التي تفتقد لقياسات استخدام القوة، الجالسون في منازلهم ومن هم خارج السودان يسترخصون دماء الشباب، تُحرِّكهم رغبة عارمة في الحصول على قائمة شهداء لإحراج الخصم واستعداء المجتمع الدولي عليه، تحت شعار الدماء وقود الثورة!!! استغلال للأطفال في الدعاية السياسية بصورة بشعة وبذيئة في بعض الفيديوهات. إضراب الأطباء عن معالجة الفقراء وامتناع الصيادلة عن بيع الدواء (كيتن في الحكومة)!!! الاحتماء بالمستشفيات في التظاهرات وجعل المرضى دروعاً بشرية، أمام آليات الحكومة الطائشة والباطشة، أو للحصول على إدانة إعلامية باعتبار أنها تطلق البمبان والرصاص داخل المستشفيات.. للأسف ثقافة النادي السياسي لا تعرف في فنون المعارضة غير استخدام المواطن كوسيلة ضغط ضد الحكومات، الجبهة الإسلامية حينما كانت في المعارضة ضد حكومة الصادق المهدي، كانت تمارس ذات الأساليب إلى أن سقطت الديمقراطية في أيديهم، تتغيير المواقف بتغيّر المواقع، من يؤيد التظاهر اليوم هو ضده غداً، حينما يكون خارج السلطة، والصور ذات المشاهد والرقم لسه واحد. نحن في حاجة للانتقال من مربع البطان السياسي لمربع جديد وسياسيين جدد بأفكار نيرة وأدوات معقمة، حكومة عادلة ومعارضة أخلاقية ، يجعلون من المواطن غاية وليس وسيلةً، يتقربون إليه بالتنمية والرخاء، لهم استقامة أخلاقية واتساق في المواقف، استقامة تكف أياديهم عن أذى المواطن.