بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    بعد حضور والده من المملكة.. جثمان التيك توكر السوداني جوان الخطيب يوارى الثرى بمقابر أكتوبر بالقاهرة ونجوم السوشيال ميديا يناشدون الجميع بحضور مراسم الدفن لمساندة والده    شاهد بالفيديو.. الفنانة رؤى محمد نعيم تعلن فسخ خطوبتها من شيخ الطريقة (ما عندي خطيب ولا مرتبطة بي أي زول)    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناير محمد: لكي لاننسي (ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
نشر في النيلين يوم 24 - 05 - 2019


لكي لاننسي (ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
(1الي12)
1/ مذبحة بيت الضيافة التي ارتكبها الحزب الشيوعي السوداني
22 يوليو 1972م، الساعة 9:30 صباحا
كان مخطط لإنقلاب الشيوعيين الدموى المشئوم الذى نفذه كوادر الحزب الشيوعى بالقوات المسلحة بقيادة الرآئد/هاشم العطا،ضد نظام مايو (1969 1985) برئاسة المشير/جعفر محمد نميرى (رحمه الله)و سمى الشيوعيون إنقلابهم الدموى و المشئوم ب(الثورة التصحيحية) و مرد ذلك أن إنقلاب مايو (1969) هو فى الأصل إنقلاب خطط له الحزب الشيوعى فرع السودان و نفذه كوادرهم بالجيش بقيادة المقدم/بابكر النور،و الرآئد/هاشم العطا، و الرآئد/فاروق حمد الله،و لأغراض التمويه و التعمية تم إختيار العقيد أ.ح/جعفر محمد نميرى،رئيسا لمجلس قيادة الثورة،أولا لأنه معروف بمهنيته و كفاءته و شجاعته فى أوساط الجيش و ثانيا للرتبة و إختياره سيكون سببا فى تقبل الجيش للحركة الإنقلابية و نجاحها
دواعى إنقلاب الشيوعيين فى 1969 ضد الديمقراطية الثانية (حكومة الصادق المهدى) دواعيه أولا: هو حل الحزب الشيوعى و طرد نوابه من البرلمان فى أعقاب ندوة كانت قد أقيمت بمعهد المعلمين العالى سابقا (كلية التربية) جامعة الخرطوم و ذكر فيها طالب شيوعى إسمه /شوقى حسين،أن الدعارة كانت تمارس فى بيت النبوة (حادثة الإفك)!!فثارت ثورة عارمة فى الشارع السودانى المسلم رفضا لذلك إنتهت بحل الحزب الشيوعى و طرد نوابه من البرلمان.و ثانيا:تقديم مشروع الدستور الإسلامى منصة الجمعية التأسيسية.
عقب نجاح إنقلابهم فى 1969 حاولوا و فى عدد من المواقف إضعاف سلطة جعفر نميرى الشىء رفضه الأخير و أنتهى به لفصل الشيوعيين من مجلس قيادة الثورة (بابكر النور هاشم العطا فاروق حمد الله) و إبعادهم تماما من الحكم!! و فى ردة فعل غير محسوبة قام الرآئد/هاشم العطا،بالمحاولة الإنقلابية (الثورة التصحيحية) و على غير ما عهد أهل السودان فقد إتسمت المحاولة بالدموية و الإستفزاز إذ خرجت كوادر الحزب الشيوعى برايات حمراء فى الخرطوم و مدن البلاد المختلفة و شعارات و هتافات غريبة على آذان الناس،منها :(سائرين سائرين فى طريق لينين) و (الخرطوم ليست مكة)
و على الرغم من أن الإنقلابيين كانوا قد إعتقلوا الرئيس جعفر نميرى و غالب قادة نظامه إلا أن الهتافات و الشعارات إستفزت جميع أهل السودان فقاموا بمناهضة الإنقلاب و خرجوا إلى الشوارع و هم عزل إلا من إيمان بالله ألّا يحكم الشيوعيين الملحدين السودان المسلم..و أستطاع الشعب الوفى و الشجاع إزاحة الشيوعيين و إعادة الرئيس جعفر محمد نميرى إلى السلطة فى 22 يوليو 1971..و سمى ب(يوم العودة العظيم).
و لمّا تأكد الشيوعيون من فشل حركتهم الإنقلابية قاموا و بدم بارد بتصفية و قتل أكثر من 30 ضابطا من خيرة ضباط القوات المسلحة و هم عزّل و الذين كانوا قد إعتقلوهم فى بيت الضيافة بشارع الجامعة و التى عرفت فى التأريخ السياسى و الوطنى ب(مذبحة بيت الضيافة) و لا تزال تطاردهم لعنة تلك الحادثة البشعة و التى تنم عن جبن و خسة و نذالة فى طبع الشيوعيين و سلوكهم الإجرامى
إن محاولة الحزب الشيوعى اليائسة فى هذه الفترة إثارة الشارع السودانى و تحريكه ضد الحكومة الشرعية الآن هى محاولة للتغبيش و التعمية و الطمس حتى لا يتذكر السودانيون واحدة من أسوأ الأحداث فى تأريخهم المعاصر و التى تسبب فيها الحزب الشيوعى العميل!
و…ستبقى (مذبحة بيت الضيافة) فى ذاكرة الأمة تثبت عار الشيوعيين الأبدى و تحدث عن جبنهم و خستهم و نذالتهم و خوّرهم،و فى مجملها تشكل الموقف الفاصل و الحازم و الحاسم برفض الشعب الذكى و الأبى للشيوعية و الشيوعيين و قدرته فى التصدى لهم و هزيمتهم فى أى معترك و موقف…
المجد و الخلود لشهداء بيت الضيافة البواسل و الخزى و العار للحزب الشيوعي السوداني الذي يعود اليوم للمشهد السياسي ليمارس ذات الأساليب .، نواصل…… فتح الملفات
لكي لاننسي (ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
(2 الي12)
2/ مذبحة عنبر جودة فبرائر1956
أشار المفكر محمد أبو القاسم حاج حمد في كتابه (السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل) إلى دور الصهيوني هنري كوريل والمخابرات الغربية – والتي تحورت إلى الحزب الشيوعي السوداني لاحقاً – في تخريب الاقتصاد السوداني حتى قبل أن يصل أفرادها إلى سدة الحكم عبر الانقلاب في 25 مايو 1969م. فكتب عن أحداث عنبر جودة (فبراير 1956م) التي مات فيها حوالي مئتي (200) مزارع اختناقاً في أحد عنابر حامية كوستي بعد الفتنة التي قادها الحزب الشيوعي السوداني والتي ادت الي اشتباك المزارعين مع البوليس مما ادي لقتل عدد من رجال البوليس وتتلخص المساحة في الآتي :
السبب المباشر هو الحزب الشيوعي أو ( الجبهة المعادية للإستعمار – حستو ) ، التي بدأت تأجج نار الفتنة ، بكلمة حق ، أرادت بها باطل،، مذبحة عنبر جودة 16. 8. 1956 ، هى واحدة من ابشع االجرائم التى *ارتكبها الحزب الشيوعي السوداني .
تعتبر ماساة بشعة المت باهل منطقة جودة جنوب كوستى.
جودة مشروع زراعى يتبع لشركة ابوالعلا ومزارعيه هم اهل المنطقة ولكل نصيبه من عائدات الانتاج وفقا لإتفاقات محددة بين الاطراف المتشاركة . فى الثلاثة اعوام الاخيرة التى سبقت الكارثة لم يقبض المزارعون حقوقهم المشروعة ، وكل الذى فعلوه هو ان طالبوا الإدارة بصرف مستحقاتهم وقد تجمعوا من كل القرى التابعة للمشروع ، ارسلت الحكومة قوة من الشرطة بقيادة صول مع محاولة للوصول لحل ، تطور التجمهر الى ملاسنات تارة وتهدئة تارة اخرى غير ان الامر تطور بسرعة كبيرة الى اشتباك بين الشرطة والمزارعيين بعد ان قادهم الحزب الشيوعي الي هذه المواجهة كما ظل يفعل خلال تاريخه الدموي سقط فيه قتلى من الجانيب بما فيهم قائد قوة الشرطة .
حين وصلت اخبارالاشتباكات القتلى الى كوستى ، سارعت الجهات الحكومية بإرسال قوة كبيرة تتبعها مجموعة من الشاحنات الثقيلة (قندرانات) ، بعد وصول القوة لموقع الحدث القت القبض على مجموعات كبيرة من المزارعين تم حصرعددهم بمايزيد عن ثلاثمائة . تم الزج بهم على ظهور الشاحنات تحت حراسة نيران اسلحة فتاكة ، فى اليوم التالى 17 فبرائروعند العاشرة ليلا وقفت الشاحنات فى داخل حامية كوستى ، تم انزال الشحنة البشرية امام مخزن للمبيدات الحشرية (جمكسين ) تم دفعهم للدخول بقوة السلاح ، اكتظ بهم ذلك المستودع بل تكدسوا وتلاصقوا بمالايدع حتى مجالا للتنفس وليس هناك فتحات لدخول الهواء ، لم تستجيب قوة الحراسة لمناداتهم بالإستغاثة ،
بعد مرور ساعتين بدأت الانفاس تخمد ، عند الصباح مات الجميع عدا ثلاثة وضعوا انوفهم عند فتحات صغيرة فى حائط الزنك ، احد الناجين قال : انه ظل يطرق الزنك بيده وعمل الحارث على زجره بأن خرق الجدار بالسنك ( سكين فى مقدمة البدقية) الشى الذى مكنه من وضع انفه على الفتحة .
فى صباح 18 فبرائر1956 امرت السلطات بحفر مقبرة جماعية كبيرة وتم تجريد الجثامين من الملابس والاحذية ثم رموابهم فى تلك الحفرة ومن ثم اهالوا عليهم التراب وانتهى كل شى . بجانب مرقدهم الاخير تم حرق ملابسهم واحذيتهم الجلدية (مراكيب) قال شهود عيان ان النيران طلت تلتهمها لمدة ثلاثة ايام بلياليها .
الناجين الثلاثة رووا حكايات مرعبة عن اللحظات الاخيرة لرفاقم احدهم مازال حي يرزق بمدينة ربك .
مابين الحزب الشيوعي السوداني والتاجر الاول فى السودان ، مالك مشروع جودة فى ذلك الزمن تتكدس سجلات ووقائع تلك المذبحة الرهيبة ، وفى الدار الكبيرة فى شارع الموردة بام درمان والتى تعود ملكيتها فى الاصل لاسرة مالك مشروع جودة يكمن سر آخر ، فقد تحولت فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى الى مقر للحزب الشيوعي السوداني لطالما رفع اهل جودة رايات الولاء له .
ظلت جودة لعنة تطارد الحزب الشيوعي السوداني وقد مضت دون محاسبة ، ومالم يفتح ملفها ويرد الحق لاهله فإن الذنب يظل ينهش جسد هذا البلد . وعلى قدر اعمالكم تحاسبون .
معا لرد الحقوق لاهلها لاجل وطن معافى لا علو فيه لأحد.، ،نواصل…
لكي لاننسي( ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
(3 إلي 12)
3/ مجزرة ودنوباوي
في مارس من العام 1970م وصل ضباط الحزب الشيوعي السوداني بمدرعاتهم وسلاحهم وعساكرهم وأوامرهم، إلى مسجد السيد عبد الرحمن في ودنوباوي. وحدث الصدام الدامي غير المتكافيء بين عسكر الحزب الشيوعي والأنصار، فاستشهِد (261) شهيداً من الأنصار، وسقط (53) جريحاً. وسقط (81) شهيداً من المواطنين، لتصبح جملة القتلى في مسجد السيد عبد الرحمن بودنوباوي (081) قتيلاً. وقبضت وزارة الداخلية بقيادة فاروق حمد الله، على (872) من الأنصار في تلك الأحداث وأودعتهم السجون. واحتسبت القوات المسلحة أربعة ضباط وثلاثة وثلاثون من الرُّتب الأخرى. كان من الذين احتسبتهم القوات المسلحة الضابط الملازم معاوية صالح سبدرات (شقيق الوزير والمحامي عبدالباسط سبدرات)، كما احتسبت الرقيب أول (رابح دودو) شقيق حارس مرمي الهلال ومرمي الفريق القومي السوداني (سبت دودو). كانت مجزرة ودنوباوي هي الفصل الأول الدامي للحزب الشيوعي السوداني. حيث كان الحزب يشارك في ثورة مايو الحمراء بضباطه، كما كان ستة من قياداته الحزبية وزراء في الحكومة.
حيث كانت فصول المأساة كالاتي :-
( 1 ) ديكتاتورية مايو التي قادها الشيوعيون قادتهم لضرب خصومهم من الأنصار حلفا اليوم بالدبابات في ودنوباوي،، مئات المصلين فى مسجد ود نوباوي فى نهار يوم حار من ايام الجمعة حيث تساقط فى الحال المئات حتى اختلط العرق بماء الوضوء وبدماء المصلين فى باحة المسجد العتيق فسالت الدماء قانية حمراء تظللها فى السماء حمم حمراء من جحيم القاذفات التى تلتهم الارواح قبل الاجساد .
وحصدت ذات الحمم وتلك الرصاصات الاطفال الدارسين والحيران فى خلوة المسجد وعشرات منهم من حفظة القرآن، وكذلك افواج من عشرات الاطفال ممن احبوا ذلك المسجد وزاروه مع امهاتهم واقرانهم لاداء صلاة الجمعة وهم يرتدون ازياءهم الزاهية البيضاء وصلاً بتاريخ كان ناصعا كبياض سرائرهم وعمائمهم الصغيرة المربوطة على رؤوسهم والموصولة بتاريخ اجدادهم وامتارها تكفى لتكون كفنا لشهيد . وحصد ذات الموت ) الغادر ) الشيوخ والنساء وذوي الحاجات الخاصة ممن تباطأت بهم قدراتهم وتأبت نفوسهم على الفرار حيث قد اختاروا خيار الاصرار .
تبارى القتلة من الحزب الشيوعي السوداني – بدم بارد – فى مهارات التصويب فى الراس ام فى القلب ام فى الخاصرة ( او الخاطر ) وهم يلاحقون ( ركلا ) لتكملة اجراءات الموت للذين سقطوا او انهاروا من هول الرصاصات القاتلة ( اثناء الصلاة ) ومن ازيز الدبابات.. طيش القيادة قد اختار ان تكون ( ارض القتل ) هى بقعة مسجد ود نوباوي فى ( البقعة ) ام درمان — مسكينة هذه المدينة التى اصبح قدرها المحتوم هو الموت والتقتيل علي يد الحزبدالشيوعي السوداني.
يقول الأستاذ محمد أبوالقاسم حاج حمد في كتابه : « السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل » إن : ( السياسة المصرية قد دفعت بمايو التي صنعها الحزبدالشيوعي السوداني ليخوض أكبر أزمتين لا مبرِّر لهما : الأزمة الأولى مع الأنصار المهدويين، في ابا وود نوباوي والأزمة الثانية مع أنصار الخيار المستقل داخل مجلس قيادة الثورة.
يروي محمد أحمد المحجوب في كتابه « الديمقراطية في الميزان » تحت عنوان : مجزرة الجزير أبا، عن المجزرة وآثارها : ( وفي 17 مارس أمر
النظام المايوي طائرات الميغ بقصف الجزيرة بالصواريخ . وفي ذلك الوقت لم يكن السودان يملك طائرات ميغ ولا طيَّارين يستطيعون قيادتها . مما جعل الكثيرين مقتنعين بأن القصف جرى بطائرات مصرية وطيَّارين مصريين . وجاء بيان صادر عن وزارة الخارجية الليبية في وقت لاحق ليؤكد هذا الاقتناع…. الحلقة القادمة في سلسلة ملفات الحزب الشيوعي السوداني الدموية ،، مجزرة الجزيرة ابا. نواصل…..
لكي لاننسي( ملفات الحزب الشيوعي السوداني )
(4 الي 12)
4/ مزبحة الجزيرة أبا
بزغت شمس الجمعة 27 مارس 1970 على الجزيرة أبا وهي تبدأ ذلك اليوم من التاريخ في هدوا مخيف تحسبا الاعتداء الدموي الرهيب الذي دبره واحكم حلقاته الحزب الشيوعي السوداني للتخلص من ازيال الرجعية والطائفية كما سماها، حيث كانت مواجهة بين أبناء الوطن الاتقياء الأطهار الذين ارادوا اعلا راية الحق والدين وبين الخونة الماجورين الذين يسعون الي إقامة دولتهم الفاشية علي أشلاء البشر
وقرابة الساعة العاشرة صباحاً أبلغت نقطة المراقبة خارج الجزيرة عن ظاهرة غريبة لم تحدث من قبل، فقد لاحظ المراقبون شيئاً غير عادي في حركة المرور من وإلى ربك وكوستي، فمنذ الصباح لم تخرج منها أي عربة أو لوري كما إن جميع السيارات التي تدخلها لا تخرج مرة أخرى عائدة ..! وكان التفسير الوحيد لهذه المعلومة أن هناك نشاطاً ما حول كوستي وربك على درجة عالية من الأهمية ويتطلب قدراً كبيراً من السرية مما يتطلب حظر الخروج من المدينتين حتى لا تتسرب أنباء ما يجري هناك .
فطلب من نقطة المراقبة في « حجر عسلاية » إرسال مجموعة استطلاع لمدينة ربك لإستجلاء الحقيقة، وصدرت التعليمات لقوات الأنصار بأداء صلاة الجمعة في مواقعها، وأدى الإمام صلاة الجمعة في الساحة المواجهة للسراي من الناحية الغربية .
في الثانية والأربعين دقيقة وصلت إشارة من نقطة الرصد بحجر عسلاية تفيد بأن قوة مدرعة قد تحركت في إتجاه الجزيرة …
صدرت التعليمات للأنصار المرابطين شرق الجاسر والمكونة من 10 أفراد بالدخول إلى الجزيرة حتى لا تتعرض للإبادة، ونقل إحتياطي المدافع الخارقة للدروع والذخيرة إلى الموقع .
في الثالثة والخمس والعشرين دقيقة ظهرت أول مدرعة أمام الجاسر، بينما احتمت بقية القوة « 7 مدرعات » خلف تل يقع جنوب شرق الجاسر، توقفت المدرعة للحظة ثم بدأت في إطلاق نيران مكثفة من مدفعها على الجزيرة ، فصدر على الفور أمر للمجاهدين بالإحتماء داخل الخنادق وخلف السواتر وعدم الرد على النيران، فلقد كانت المدرعة على مسافة تزيد على ألف و 500 متر ، أي خارج مدى نيراننا، هذا بجانب أن الرد على نيران المدرعة سيجعلها تكتشف المواقع ومن ثم تدميرها .
تقدمت مجموعة من المجاهدين من الجاسر وسط أفراد قلائل وبدأوا في إطلاق النار على المدرعة من مدافع « البرن » ورغم عدم جدوى ذلك فإن الهدف كان في الأساس إبعاد نظر المدرعة عن الكمين الذي نصب لها .
فلقد تم تجهيز وتوجيه مجموعتين من مجموعات البازوكا وال « آر . بي . جي » بالتقدم إلى شرق الجاسر حيث المدرعة لتدميرها .
سكاي هوك
وفي نفس اللحظة كانت هناك طائرتان من طراز « سكاي هوك » تحلقان على الجزيرة وتقصفانها، فردت عليها مدفعية المجاهدين بنيران كثيفة، وحلقت طائرتان فوق السراي وقامتا بقصفه فتهاوت المنازل وأعمدة الكهرباء من حولها .
وبينما الكل يقف على الجاسر يتابع كل ذلك فجأة قام أحد الأنصار ممتطياً صهوة جواده يسابق الريح بهجمة استشهادية على المدرعات .
لحظات مرت كالخيال، فارس بحربة وسيف ومدرعة بمدفع رهيب والفارس مندفع يهاجم جبل الحديد !
أمتار قليلة قطعها الفارس بفرسه، ثم وصل إلى هدفه « الله أكبر تعالت ثم الشهادة في سبيل الله » .
في هذه اللحظة وصلت مجموعة ال « آر . بي . جي » إلى الضفة الشرقية للنهر، وأخذت موقعها داخل الغابة في وضع الإستعداد لإطلاق النار ثم انطلقت القذيفة الخارقة، وبدلاً من أن تدمر المدرعة دمرت إستراحة خلف المدرعة، إنه ضعف التدريب على هذا السلاح الحديث .!
وكان لابد أن تكتشف المدرعة موقع المقاتلين؛ وجهت مدفعها الثقيل ورشاشها المتوسط في إتجاه الغابة ..
وفي هذه اللحظة – تماماً – تقدمت مجموعة البازوكا دون إنتباه من المدرعة وأصابتها إصابة مباشرة فسكتت حركتها وتوقفت عن إطلاق النيران، فتقدمت بقية القوة المدرعة مطلقة وابلاً من نيران قذائفها على منازل الجزيرة ومنطقة السراي ، بينما قام جنود سلاح المهندسين بسحب المدرعة خارج أرض المعركة .
أصابت قوات المجاهدين إحدى الطائرتين فإنطلقت شمالاً تتبعها سحابة كثيفة من دخان أسود .
ازدادت المعركة ضراوة بعد إصابة المدرعة والطائرة فإنضمت الطائرتان اللتان كانتا تقصفان وسط الجزيرة والسراي إلى رفيقتهما الثالثة ليشارك الجميع في قصف جموع الأنصار بغرب الجاسر، بينما سرية كاملة من المدرعات تدك الأرض دكاً بمدفعيتها الثقيلة .
مواقع الأنصار ما تزال ساكنة تنفيذاً للأوامر، فلم تشترك في المعركة حتى الآن غير مجموعات بعينها .
لقد كان بعد المسافة بين الأنصار والقوات المدرعة هو الحائل الوحيد دون مشاركتهم بفاعلية في المعركة .
وكان الحل الوحيد هو التقدم والإلتحام بالمدرعات .. ولكن كيف الوصول؟
إن أية محاولة لعبور الجاسر انتحار مؤكد، فعبور مسافة ألف و 500 متر في خط مستقيم على جسر مكشوف وفي مواجهة سبع مدرعات وثلاث طائرات نفاثة هو المستحيل بعينه .!
لم يكن الوصول يحتاج إلى شجاعة هي في رجال الأنصار، بل وفي نسائهم هبة من السماء .
لكن الوصول كان يحتاج إلى تدبير وتقدير صحيح .
وفجأة حدث ما قلب الموقف رأساً على عقب ، ظهرت مجموعات كبيرة من أنصار الله المقيمين على الضفة الشرقية من النهر مندفعين وسط أشجار الغابة وانقضوا على المدرعات كالضواري ، عشرات الرجال يهاجمون المدرعات بالحراب والسيوف، يتسلقون أبراجها الفولاذية في محاولة يائسة للوصول لمن هم بداخلها ..
المدرعات من جانبها ترد الهجوم بضراوة متناهية تسحق الرجال تحت إطاراتها ..
ارتفعت سحب الغبار والدخان وإختفى مشهد المأساة عن ناظرينا، وكانت تلك فرصتنا الوحيدة للإلتحام بالعدو، فلقد انشغلت المدرعات بالهجوم المفاجئ وحجبت الأتربة والدخان الرؤية .
تحركت إثر ذلك مجموعة القنابل اليدوية والرشاشات المتوسطة بالإندفاع في سرعة لعبور الجاسر قبل أن تفيق المدرعات وتقضي على المهاجمين ولم يشترك في الإندفاع مجموعات المدافع خارقة الدروع رغم الحاجة إليها نظراً لثقل حركتها مما سيعرضها للدمار، فيما وجهت كل القوات المتبقية غرب الجاسر نيرانها الكثيفة على الطائرات لحمايتهم أثناء العبور .
المعركة بين المدرعات والأسود المجاهدين على أشدها .. وفي ثوان معدودة عبروا الجاسر وإلتحموا بالمدرعات ..
أصوات الرصاص والإنفجارت تصم الآذان وعاصفة من تراب ودخان تعمي الأبصار، صراخ جرحى، زفرات قتلى، هدير محركات، دعاء وتكبير .
فجأة انسحبت المدرعات، ومن خلفها جنود المورتر، ولكن لم تحاول مدرعة واحدة الإنتظار لثوان قليلة من أجل التقاط رفيق سلاح، فقد تضخمت قلوبهم رعباً وتركوارفاقهم لمصيرهم المحتوم ..
دم ولحم !..
مئات الطلقات تلاحق هؤلاء التعساء .. بقايا من دم ولحم ممتزج بحصى الأرض هو كل ما تبقى من رجال كانوا منذ دقائق قليلة حياة وحيوية، غروراً وصلفاً .
تقهقرت المدرعات تاركة خلفها وحدة المورتر غنيمة للأنصار .. بجانب ناقلة جنود ضخمة بسلاحها ..
تولى العم « تيراب » رئيس الميكانيكية بالجزيرة أبا قيادة الناقلة رغم إصابة إطاراتها بالنيران، فسارت على الجاسر متقدمة نحو الجزيرة وهي محملة بصناديق ذخيرة ورشاشات متوسطة وخفيفة .. وقنابل يدوية وأصابع ديناميت .
غربت شمس الجمعة 27 مارس 1970 وغربت معها أرواح مئات الرجال والنساء والأطفال، ومن قوات الأنصار المدربة استشهد ثما نون وجرح واحد وعشرون، ومن سكان الجزيرة وما جاورها استشهد 73 وأكثر من مائة جريح .
وقتل 11 من قوات الحزب الشيوعي السوداني . إنتهت معركة القوات وبدأنا معركة إنقاذ الجرحى .. الطبيب الوحيد بمستشفى الجزيرة أبا خرج منها هارباً مع بداية القتال ناسياً المبادئ التي تحكم مهنته نسى كل شئ إلا نفسه وترك هؤلاء البؤساء للألم والعذاب والموت .
الظلام الحالك يغطي كل الجزيرة بعد أن تدمرت خطوط الكهرباء وحرائق هنا وهناك حيث سقطت القنابل وقذائف الدبابات .
شابة في عمر الزهور ملقاة على الأرض بعد أن أنفصلت ذراعها عن جسمها وتمزقت أحشاؤها .. تمد يدها الباقية طالبة العون، ولا معين غير الله !
لم يكن أمامنا من سبيل لإنقاذ هؤلاء الجرحى، كانوا يتعذبون وكنا في عذاب أشد، عذاب العاجز الذي وقف يشاهد أحب الناس وأعز الصحاب يصارعون الموت والألم أمام ناظريه ينادونه فلا يجيب !
قمنا بنقل الجرحى إلى المستشفى الذي لم يكن به في تلك اللحظة غير ممرضين اثنين فقط، نقلنا المصابين بإصابات طفيفة، أما أصحاب الإصابات الخطيرة فلقد احتسبناهم شهداء عند ربهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
بمعاونة من الأخ محمد محمد صادق الكاروري تمّ تأمين إحدى قذائف الطائرات التي لم تنفجر ونقلناها إلى خارج السرايا بعيداً عن المساكن .
الإمام المجاهد وسط رجاله يتفقد الدمار يواسي الجرحى لم يغادر السراي رغم تركيز القصف عليه من الطائرات والدبابات، ورغم المحاولات التي بذلها الكثيرون لإقناعه بالخروج .
قام مجاهدون بمعاونة الشيخ الكاروري بتوزيع مجموعة مدافع المورتر على المواقع بعد تركيبها وشرح طريقة إستخدامها لشباب الأنصار .
تبادل النيران مستمر طوال تلك الليلة وأطواف الحكومة تنتشر حول الجزيرة، وقام بعض من الرجال من موقع « طيبة » بقصف مطار ربك بمدافع الهاون لمنع الحكومة من تعزيز قواتها بالمنطقة .
إنتهى اليوم الأول من المعركة بسقوط 83 شهيداً وأكثر من 121 جريح ، وانسحبت مدرعات الحكومة بعيداً، وعاد الأنصار ينظمون صفوفهم ويرعون جرحاهم ويدفنون .
* المقاومة .. أساليبها .. كيف كانت؟
حوالى الساعة الثالثة فجراً تحركت مجموعة قتالية مكونة من 35 شاباً مجهزة بخمسة مدافع خارقة للدروع و 15 رشاساً متوسطاً، بالإضافة إلى مجموعة من الرشاشات الخفيفة والقنابل اليدوية، خرجت حتى منطقة « حجر عسلاية » وقامت المجموعة بالإنتشار وسط الصخور في وضع الإستعداد .
سرية مدرعة
عند الرابعة والعشر دقائق وصلت سرية مدرعة مكونة من تسع مدرعات وتوقفت في موضع تستطيع أن تطاله نيران المجاهدين الذين أطلقوا النار فوراً وفي الحال أصابوا مدرعتين .
اندفعت إثر ذلك بقية القوة المدرعة وإلتفت حول موقعهم من الناحية الجنوبية الشرقية وفتحت نيرانها الكثيفة عليهم وبادلوها إطلاق النار بالمقابل فأصبنا مدرعة أخرى .
في هذه الأثناء تقدمت من ربك مجموعة من الدبابات « ت 55 » وشاركت سرية المدرعات الهجوم على مواقع الأنصار .
صدرت الأوامر للقوة بالإنسحاب تجاه النهر حيث الغابة كثيفة والأعشاب عالية، وقد احتسبت القوة حتى ذلك الوقت ثلاثين شهيد وعدد من الجرحى. نواصل.
لكي لا ننسي( ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
(5الي 12)
5/ دخول ابو القاسم محمد ابراهيم جامعة الخرطوم علي ظهر دبابة لقتل الطلاب المحتاجين علي سياسات الحزب الشيوعي السوداني
مدخل :تلخيص للأدب الشيوعي في تمجيد قتل المتظاهرين السلميين
تلك أيادي المتشدقين بالحرية و السلام ألان …
ارادوها كمجازر استالين القذرة …
فقتلوا الأنقياء الابرياء ..
وقالو هذا قضاء على الرجعية …
!!!!.
ولوحوا بأيديهم الراعفة ..
ثم غنوا؛
أنت يا مايو الخلاص …
يا جداراً من رصاص ..
و .
. يا فارسنا وحارسنا …
لينا زمن نفتش ليك …
.. وجيتنا الليلة كايسنا !!….
ثم دون خجل وبكل صفاقة ..
عادو ليقولوا ..
حنبنيهو …
وطن للسلم أجنحتو
ضد الحرب أسلحتو ..
مكان الطلقة عوصفورة ..
تحلق فوق نافورة ..
تداعب شوفع الروضة ..
!!!!!
دا ما حزب ..
.. دا نهر من الدماء و الضحايا و التناقض و الاكاذيب القديمة المنقرضة …
بت النيلين ..
حتى التوثيق لهذا الجرم ..
قضوا عليه …
لم أجد صور لهذا الأمر الى ألان …
اجرام …. صاح … ممنهج ..
كانت الحركة السياسية في الجامعة إبان حكومة مايو في قمتها بعدما استولى الحزب الشيوعي السوداني وحلفائه من قوي اليسار الاخري على السلطة بانقلاب عسكري في 25 مايو 1969. فقد تمايزت الصفوف بعد ضرب الأنصار، ونفر من الإسلاميين في الجزيرة أبا بقيادة الإمام الهادي المهدي – رحمهم الله جميعا رحمة واسعة.
وكانت (آخر لحظة) جريدة الإسلاميين، و(الميدان) جريدة اليساريين في تنافس محموم كعادتهما بالإضافة إلى جرائد الأحزاب الحائطية التقليدية الأخرى: حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والمستقلين وغيرهم.
بعد ضرب الأنصار، اتجهت مايو لدك حصون الرجعية كما كانت تسميها. لسوء الحظ اعتبرونا أحد هذه الحصون بإيعاز من الطلبة اليساريين آنذاك.
أصدر وزير التربية والتعليم الجديد آنذاك قرارا بضم جامعة الخرطومم إلى وزارته بشرعية الثورة. ويبدو أن لهذا الوزير أغراض أخرى منها تصفية حسابات قديمة مع جامعة الخرطوم. فقد علمنا وشاع بين الطلاب أنه فصل منها في الماضي ووضع في القائمة السوداء وعندما جاءها دكتورا وطلب العمل فيها رفض طلبه بحجه أنه رفت منها. لذا قرر أن يخضعها لسلطانه بعدما أصبح وزيرا.
قرر الطلبة الإضراب والوقوف في وجه هذا القرار الجائر. فكانت هتافاتهم " جامعة حرة أو لا جامعة "، واعتصموا بمباني الجامعة. اتي الطلاب على البوابات الرئيسية وحاصروا السيارات وافرغوا اطاراتها من الهواء، فبركت بلا حراك. ثم عمدوا إلى إفراغ خزاناتها من البنزين، واستخدموا قنابل (ملتوف) بتعبئة البنزين في زجاجات وغلقها بخرق قابلة للاشتعال في أي وقت.
عمد بعض من طلاب كلية العلوم إلى المختبرات واستخدموا سلاحا فتاكا آخر كان هو مادة الفسفور التي تحترق تحت الماء. أزعج هذا الأمر البروفسير الهمام مصطفى حسن، فقدم إلى الجامعة في عجلة من أمره. أعتلى السور وقفز إلى داخل الجامعة، وقصد المختبرات ليسيطر على مادة الفسفور وغيرها.
خرج الطلبة الشيوعيين من الجامعة. كانوا في الجانب الآخر مع شرذمة مايو التي اعتبرت ماجونهم رجعيون يجب القضاء عليها، وألبوهم ضد الطلاب بهتافات قبيحة. كان موقفا يندي له الجبين خجلا وعارا.
ومما يجدر ذكره أن حكومة مايو نفسها – التي دافع عنها الطلاب الشيوعيون – انقلبت عليهم لاحق الأيام وأوجبت القضاء عليهم واستئصال شأفتهم عندما فشل انقلاب هاشم العطا وسقوهم بالكأس نفسها.!!
لم تكن ثقافة الإقصاء، والقضاء المبرم، واستئصال الشأفة معتمدة اعتمادا كاملا في أدبيات مجتمع السودان السياسي خلال تاريخه الطويل فقد ادخلها الحزب الشيوعي في الحياة السياسية.
ولإحقاق الحق فقد اعتمد اليساريون هذه السنة القبيحة لكان أبو عاج (النميري) – رحمه الله رحمة واسعة – لم يكن كذلك الذي اعتقله هاشم العطا ورفاقه – لثلاثة أيام في القصر الجمهوري اوشكوا ان يقتلوه بدم بارد كما فعل لاحقا حينما ظفر بهم. ولكن عندما تحرر (أبوعاج) من الاعتقال رأينا العجب العجاب. فلم يرقب في اليساريين إلا ولا ذمة!! فرد الصاع صاعين.
فقد أوسعهم ركلا وهم مقيدون لا حول لهم ولا قوة في القيادة العامة قبل أن يساقوا إلى حتفهم. وحثته السلطات المصرية آنذاك على الإسراع بالقضاء عليهم عندما ظهرت بوادر شفاعات من دول كبرى.
ثم فجأة يطل علينا أبو القاسم محمد إبراهيم مهددا ومتوعدا، ويقوم بتحريك الدبابات في شارع الجامعة وشارع النيل بسبطاناتها (تلك المواسير الطويلة التي تطلق القذائف) إلى داخل الجامعة قائلا بأنه سيدخلها كما دخل الجزيرة أبا.
فقد دخل الجزيرة أبا بعدما قصفتها له بالطائرات أياد مصرية خبيثة آثمة ومهدت له الطريق لدخولها وهو يعلم – من دون الناس – معدن رجال الجزيرة أبا. فهم الأسود الضارية التي شتت كتل الغزاة الباغية حين كان الآخرون عسكر وجواسيس وعيون وخدم أذلاء للغزاة.
انبرت له إحدى الطالبات الجريئات وردت عليه قائلة بأن جامعة الخرطوم (بيدخلوها بالشهادات) ولا مكان للفاشلين فيها.
ازداد أبو القاسم محمد إبراهيم غيظا وهم بعمل عسكري لولا تجمع حشود الجماهير من كل أنحاء الخرطوم حول الجامعة والتي كانت ترقب الوضع عن كثب وفي وجوهها علامات الغضب من هذه الخطوة الغبية والعنتريات الفارغة في قلبالخرطوم.
– أسد علي وفي الحروب نعامة ربذاء تجفل من صفير الصافر
ظهر بعض قادة حكومة مايو أمثال زين العابدين محمد أحمد عبد القادر (الزينكو). ثم ظهر أخيرا نائب الرئيس آنذاك اللواء الباقر الذي كان حكيما وعمل على تهدئة الوضع.
ظل الطلاب داخل الجامعة حيث استعانوا ببعض الطلاب في الحصول على الغذاء بمغافلة العسكر من جهة شارع النيل. ويبدو أن صغار العسكر لم يكونوا متحمسين لمعركة غير متكافئة كتلك، فخففوا قبضتهم حول الجامعة.
وانفرج الوضع بعد حين وخرج الطلاب، وكنوا يتميزون غضبا على الطلبة اليساريين الذين خذلوهم ، وخذلوا جامعتهم، وخانوا تاريخها المشرق. نواصل..
بقلم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.