لم يتوقف طيار إثيوبي عن تحذير مسؤوليه في الخطوط الجوية الإثيوبية من المخاطر الموجودة في طائرة "بوينغ 737 ماكس"، طيلة أشهر، قبل وقوع الكارثة سقوط الطائرة، التي أودت في مارس الماضي بحياة 157 شخصًا. وذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية في تحقيق لها، الأربعاء، أنها اطلعت على رسائل بريد إلكتروني بعثها الطيار بريند كاي فون هوسلين، ووثائق أخرى، حذرت من احتمال وقوع حادث جوي كارثي بسبب هذه الطائرة. وأبلغ هوسلين كبار المسؤولين في الخطوط الإثيوبية أن طواقم طائرة "بوينغ ماكس 737" بحاجة إلى مزيد من التدريب واتصالات أفضل، لتفادي كارثة طائرة شركة "ليون إير" الإندونيسية في أكتوبر 2018، علمًا أن الطائرة الإندونيسية المنكوبة من نفس الطراز الذي يتحدث عنه الطيار الإثيوبي. وحسب "بلومبرغ" فقد حث الطيار في ديسمبر 2018، مسؤوليه على تحسين التدريب الخاص بالطائرة "بوينغ ماكس 737″، وتحديدًا نظام التحكم، الذي يرجح أنه السبب الرئيس وراء سقوط الطائرة الإثيوبية. وفي إحدى الرسائل قال الطيار هوسلين: "ستتحطم بكل تأكيد (الطائرة)"، وذلك في حال واجه الطيارون عطلًا في نظام التحكم، مشيرًا إلى حادثة وقعت معه؛ إذ بعث بتحذير عندما حلقت الطائرة على ارتفاع منخفض للغاية بصورة خطيرة. وفي 10 مارس الماضي تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية بُعَيد إقلاعها من مطار العاصمة أديس أبابا؛ مما تسبب في مقتل 157 شخصًا، وكان يقود الطائرة طياران آخران غير هوسلين. وأظهرت التحقيقات أن تحذيرات هوسلين توقعت بدقة الفوضى وخطر الإنذارات التي تعامل معها طيارا "الإثيوبية المنكوبة". وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الوثائق بلغت 418 صفحة، لم يتم الإفصاح عنها سابقًا، ولم يعطها الطيار هوسلين للوكالة، بل حصلت عليها عبر شخص ثالث. ولفتت إلى أن الطيار أشار إلى مخاوف عدة قال: إنه يجب معالجتها في الطائرة، مثل الصيانة وإجراءات التشغيل واستراحة الطيار. ورفض هوسلين التعقيب على الأمر، كما قالت "بلومبرغ"، غير أن رسائله تسلط الضوء مجددًا على كارثة الطائرة الإثيوبية المنكوبة؛ الأمر الذي أدى إلى خسارة فادحة لدى شركة "بوينغ" الأميركية المصنعة. فقد كان طراز الطائرة المنكوبة من أكثر الطائرات مبيعًا، وتسببت الكارثة في انهيار مبيعاتها في أزمة هي الأشد في تاريخ "بوينغ". ورفض المتحدث باسم الخطوط الجوية الإثيوبية بنيام ديمسي، التعليق على الأمر، وقال عبر الهاتف: "لا يمكنني التعليق على أي شيء في الوقت الحالي". واكتفت الشركة بالقول: إن الطيارين تلقوا التدريب الذي أوصت به "بوينغ" وإدارة الطيران الاتحادية في أميركا.