أعتقد الان سيفهم الجميع وخاصة الشباب ان العقوبات الامريكية على السودان ليس المقصود منها نظام الانقاذ او حكومة يترأسها البشير. وانما المقصود بها السودان كدولة بالرغم من أن العالم اصبح يعلم تماما ان السودان ليس دولة ارهابية وما كان يوما دولة ارهابية. ليس هنالك حل خلاف توحيد الجهود والعمل المشترك لانجاح الفترة الانتقالية والعبور جميعا ومعا بهذا الوطن الى بر الأمان وليس بما تريده احزاب قوى الحرية والتغيير فهي لا تمثل الا احزابها وعضويتها وليس الشعب السوداني. الشارع العام ليس ملك لقوى الحرية والتغيير او احزاب محدده وعندما خرج ضد حكومة البشير خرج لضيق العيش وغلاء الاسعار وندرة الوقود والنقود، وخرج غاضبا من استفزاز القوات الأمنية بقتل طلاب الجامعات والشباب بطلقات في الرأس والصدر وليس لهدم الدين. وجب الأن قيام مؤتمر لمصالحة وطنية شاملة يضم الجميع بلا استثناء حركات مسلحة الاحزاب بما فيهم حزب المؤتمر الوطني والاتفاق على ثوابت وطنية، والتأكيد من الجميع لتحول ديمقراطي في السودان. حزب المؤتمر الوطني لن يشارك في الحكومة الحالية او حتي المجلس التشريعي الانتقالي ، ولكن بكل تأكيد سنشارك في الانتخابات البرلمانية لإعداد دستور دائم للبلاد ، وبعدها الانتخابات النيابية للفوز بمقاعد البرلمان، والحزب الذي يفوز بغالبية مقاعد البرلمان يتم اختيار رئيس الوزراء منه ويجب أن توزع الحقائب الوزارية على الاحزاب كل حسب حجمه في البرلمان واهمية الوزارة. المؤتمر الوطني يقترح أن يكون منصب رئيس الجمهورية منصب سيادي بدون دور تنفيذي بنص الدستور الدائم يشغله ممثل من القوات المسلحة السودانية ويتم اختيار رئيس الجمهورية عبر رئيس البرلمان السوداني المنتخب ورئيس مجلس الوزراء المختار من الحزب صاحب الغالبية في مقاعد البرلمان المنتخب ورئيس القضاة المنتخب، لتكتمل اركان الدولة المنتخبة في برلمانها ورئيس وزراءها وقضاءها فالعدل اساس الحكم وبالانتخابات التشريعية والعدلية والتنفيذية ستنفصل السلطات الثلاثة بشكل تلقائي وتلعب كل واحده دورها الوطني المنوط به لتطوير ورفعة السودان. هذا هو الطريق السليم للتحول الديمقراطي في البلاد ولاعداد دستور دائم يكون مراءاة السودان الكبير والكل يجد نفسه فيه، اما الانفراد بالسلطة بدون انتخابات والعمل على عكس شعار الثورة ( حرية سلام وعدالة ) فهذا يعني فشل مبكر للحكومة الانتقالية وهذا ما لا نتمناه ولا نريده فالسودان يحتاج الى انتقال سياسي بإرادة وطنية من الجميع وسنعمل على انجاح حكومة حمدوك على شرط قيامها بواجبها الوطني المنوط به والابتعاد عن استفزاز الشعب السوداني والغالبية المسلمة بتصريحات وزراءها في اجهزة الاعلام المختلفة فهذا الاتجاه خصما عليهم جميعا. لابد لي أن اشكر الدور الكبير الذي تقوم به القوات المسلحة السودانية وكافة القوات العسكرية التابعة لها من الدعم السريع وقوات الدفاع الشعبي وكافة الاجهزة الأمنية الاخري التي تحفظ السودان في الحدود وفي الداخل وهي التي لعبت ادوار عظيمة من قبل الاستقلال الى يومنا هذا وهي ركن اصيل من سلامة الوطن. كما اترحم على شهداء الثورة من الشباب الذين فاضت ارواحهم من اجل سودان ديمقراطي يحترم فيه الانسان وتحفظ كرامته ويجد فيه العيش الكريم وهي مطالب مشروعه يجب أن نتحمل جميعا حكومة ومعارضة المسئولية التاريخية التي حملنا لها هؤلاء الشباب ببذل ارواحهم وانفسهم رخيصة من اجل (السودان). فرسالة الشهداء والشباب الثوار واضحة يريدون حرية سلام وعدالة هذا الشعار لن تستطيع مجموعة احزاب محدده أن تنجح في تحقيقه لوحدها لو كان هذا ممكنا لقام به حزبنا وهو في الحكم والذي شارك الحكم مع جميع الاحزاب والحركات المسلحة بما فيها احزاب توجد اليوم في قيادة الحكومة الانتقالية الحالية. مالم نترفع عن تحزبنا ومصالحنا الضيقة وجعل السودان وإنسانه في اولي اولوياتنا لن ننجح في مهمتنا جميعا حكومة كانت او معارضة كنا، وعلينا أن نستخلص خلاصة تجارب الحكومات من الاستقلال وحتي تجربتنا فكل ذلك رصيد للسودان لنمضي قدما في بناء دولة عدل وقانون ومؤسسات والحكم متاح لمن يجد ويجتهد ويقدم برنامج مقنع لعامة الشعب ، والشعب وحده هو الذي يختار من يحكمه من خلال صناديق الانتخابات. بقلم