خلو الطرقات وأماكن الخدمة والمركبات العامة من المواطنيين بسبب مرض الكورونا كما هو واضح في بعض مقاطع الفيديو أو الصور ، يوضح بجلاء أن هناك عدد كبير ممن غيابهم عن العاصمة ليس له تأثير ملموس ، بل إن غيابهم قلل نسبة الاستهلاك بصورة كبيرة جدا … على الحكومات القادمة وضع هذا الأمر ضمن برامجها الاستراتيجية … أي مشروع كبير جديد في الولايات سيعمل على حبس المواطنين هناك ومنعهم من الوصول إلى العاصمة في هجرات جديدة في حالة توفير التعليم و الصحة و الخدمات الأساسية مع هذه المشاريع . عودة كل الوافدين من الخرطوم إلى الأقاليم هو أمر في غاية الصعوبة ، لكن كل من يعمل في أعمال هامشية في الخرطوم سيعود إلى إقليمه اذا وجد الحد الأدنى من الدخل و بالتالي الحياة الكريمة …. مشاريع التعدين الأهلي أخذت عدد كبير ممن كانو يعملون في أعمال هامشية في الخرطوم ، فأصبحوا منتجين في تلك المشاريع ، و بالتأكيد هناك عدد كبير غادروا من اقاليمهم إلى مناطق الذهب مباشرة دون المرور بالخرطوم أو على الأقل دون الإقامة فيها لفترة طويلة . على كل ، قد اوضح مرض الكورونا ان أكثر من 50% من سكان الخرطوم اليوم هم عالة على اقتصاد السودان ، و عالة أيضا على بقية الأقاليم التي تنتج في ظروف صعبة و قاهرة تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الأساسية ، و هم يستهلكون ما تنتجه الأقاليم بأعمال هامشية دون حتى دفع ضرائب حقيقية بيد انهم يستمتعون بالحد الأعلى من الخدمات التي تقدمها الدولة …. إذن قد أن الأوان كي نعدل الصورة المقلوبة ، بأن تتجه الخدمات الأساسية للأقاليم و الريف ، كي نزيد الإنتاج و يعيش المواطن هناك حياة مستقرة و آمنة . و يستعد مواطن الخرطوم ليدفع ضرائب الرفاهية التي يريدها ..