يا لها من مُصيبة ان نصحى علي نُذر حرب مع الجارة اثيوبيا، بحجة السيادة الوطنية، والكرامة. قلناها مراراً وتكراراً نذير الشؤم الناطق بإسم الجيش كوز لا علاقة له بالمصلحة الوطنية، لا من قريب او بعيد، قلبه مع جماعته الإرهابية التي اتت به، وبامثاله من قاع المجتمع. كنت اجد لبيان المهرج الرسمي بإسم الجيش العُذر لو وجدت بيان مماثل له في الثلاثين سنة الماضية من عهد الذُل، والإنكسار، والخُذلان في الثلاثين العجاف يتكرر امر الشفتة" وهي عصابات اثيوبية تعمل في الشريط الحدودي بين البلدين" ويقع ضحية لهذه العصابات العشرات من المواطنين، و رجال القوات النظامية سنوياً بين قتلى وجرحى، وهم يؤدون واجبهم، ولم نسمع مثل خطاب المهرج الذي اعدته له جماعته المتربصة بالثورة، ومكتسباتها، لتُدخل البلاد في حرب لا طائل منها. يجب التفريق بين موضوع الفشقة و مليشيات الشفتة، الامر محسوم سياسياً ان الجارة اثيوبيا تحتل الفشقة، وهي ارض سودانية، ويجب ان لا يخرج هذا الامر من إطار الدولة، و الإرادة السياسية، وتوجهاتها في حل قضايا السودان القومية حرباً، او سِلماً. عصابة الشفتة تُعتبر مجموعة خارجة عن القانون حسب تصنيف الحكومة الاثيوبية، وطيلة عهد النظام البائد كانت في هذا الإطار، و النظام البائد كان يعمل عي هذا المبدأ. سبحان الله بين يوم وليلة ذات كهنة النظام البائد يصفونها بمليشيا مدعومة من الجيش الاثيوبي. اثيوبيا التي دعمت ثورة الشعب السوداني بكل حب، ورئيس وزرائها الخلوق الذي ذرف الدمعوع فرحاً لإنتصار الثورة السودانية، لا يمكن بأيّ حال ان تكون للأشقاء في اثيوبيا إرادة سياسية تعمل ضد مصلحة الشعب السوداني، او الإساءة له في هذا الظرف المعقد الذي تمر به البلاد في الفترة الإنتقالية. من الطبيعي دائماً يكون نشاط عصابات الشفتة في الموسم الزراعي، و هناك تداخل بين المواطنين حيث يقوم مواطنين اثيوبيين بتأجير اراضي زراعية من المزارعين السودانيين، واحيان بالشراء المباشر، واحيان بإكراه عصابات الشفتة، لعدم وجود امني كافي لمجابهة هذه العصابات، وغياب الدولة بشكل فعلي لفترة طويلة في هذه المنطقة. في السابق يتم مكافحة هذه العصابة بين جانبي الحدود، بإعتبارها مجموعات خارجة عن القانون، تعمل علي نهب المحاصيل، والمواشي، و ترويع المواطنين. الامر الواضح بعد الثورة هناك مؤامرة خبيثة لأجل الدخول في حرب مع اثيوبيا، برغم الوضع السياسي المُترهل، واصبح كل الإقليم الشرقي مسرح لعمل المخابرات الاجنبية، لتنفيذ مخططات لدول بعينها من مصلحتها الدخول في صراع، وحرب مفتوحة في المنطقة يقودها السودان بالوكالة. علي الشعب السوداني ان يعي خطورة المخطط الذي لا علاقة له بسيادتنا او مصالحنا، الامر صراع لا ناقة لنا فيه ولا جمل، بل يخدم مخطط وجد الكيزان فيه ضالتهم لإستنزاف الدولة، و إفشال الثورة. بيان الكوز المُهرج الناطق بإسم الجيش يصب الزيت علي النار، ويُفخخ الوضع بشكل خطير حين يقحم الجيش الاثيوبي في الامر. ايها المهرج القميئ اين كانت همتك، وخوفك، وغضبك المُصطنع علي سيادة السودان عندما كان الراقص اللص مجرم الحرب المخلوع ر ئيسك، وقائدك العام، و ولي نعمتك في المجون، واللصوصية، و الشذوذ. لماذا لم تحرروا الارض، وتقتصوا للعرض في الثلاثين العِجاف من حكم جماعتكم البائدة؟ يجب علي الشعب السوداني ان يعي ان جيشه لا يزال مختطف، وتسيطر عليه جماعة الاخوان المسلمين التي تضمر للشعب السوداني السوء، وتبادله العداء، وهي لا تؤمن في منهجها بالسيادة الوطنية، او الحدود القُطرية، فهي تنظيم دولي إرهابي لا علاقة له بالشعب السوداني، ومصالحه. ما تحتله جماعة الاخوان الإرهابية الدولية من اراضي سودانية، ومؤسسات اولى بالتحرير، قبل ان يقودونا إلي محرقة بإسم السيادة، والوطنية. إلعبوا غيرها ايها الاغبياء، فحربنا الاساسية هي إقتلاعكم اولاً، و تحرير جيشنا العظيم من نجاساتكم، و قاذورات صنيعكم الذي لا يشبه افعال الرجال. علي البرهان، وقادة الجيش ان يعوا، و ان لا يسمحوا لهذا المخطط ان يُنفذ، وان يدركوا ان إرادة الشعب التي خلعت الجماعة المجرمة، وذهبت بها الي مزابل التاريخ، كفيلة، و قادرة بتحرير الجيش، وكل مؤسسات الدولة، وإن طال الزمن، و تعثر المخاض. الامر يحتاج لفرض هيبة الدولة ببسط الامن، و إنفتاح القوات داخل الحدود، لأجل محاربة العصابات، و تأمين الاراضي الزراعية، و المواطنين، والعمل المشترك مع الإخوة الاثيوبيين كما في السابق لنزع فتيل الحرب، والمواجهة بعيداً عن الخطابات السياسية ذات الاغراض الخبيثة. خليل محمد سليمان