مفاجأة من العيار الثقيل .. وحدث لم يكن يتوقعه أحد حتي أقرب المقربين وأكثر العارفين بملف ومشهد يوميات الحرب والسلام في قضية دارفور .. احتفت المحكمة الجنائية الدولية بوصول كوشيب إلي مقرها أيما احتفاء .. المدعية العامة أصدرت بياناً خاصاً بالمناسبة .. والسبب في هذا يعود لوصول صيد ثمين إلي مقرها هناك .. ومن المنتظر أن يكون علي كوشيب من أوائل الذين سيحلون ضيوفاً علي غرف السجن الجديد لمحكمة الجنايات والذي تم الفراغ من تشييده قبل أشهر فقط حيث سيكون مقر المحكمة في ذات موقع السجن الجديد!! وصول كوشيب إلي لاهاي مكسب كبير وصيد ثمين لكل القوي والدوائر التي ظلت تعمل منذ سنوات للإمساك بشاهد أومتهم أساسي تبني عليه خطة قضيتها التي كانت خاسرة وبلا أدلة كافية حتي قبل ساعات من وصول كوشيب إلي لاهاي . تسليم كوشيب لنفسه طواعية للمحكمة الجنائية قصة طويلة تصلح لفيلم وثائقي مدهش .. لم يكن وصول كوشيب إلي أفريقيا الوسطي أمراً ممكناً ولا متيسراً إن لم يكن الرجل قد قرر ذلك بعد مشاورات كثيرة مع أهله وعشيرته .. وليس سراً أن الخطوة بكاملها لا تنفصل عن خطة متكاملة بدأت منذ العام2010 حيث نشطت منظمة هولندية في ترحيل عدد من أبناء دارفور إلي لاهاي وتوثيق إفاداتٍ لهم حول مزاعم انتهاكات بحقهم في دارفور الكبرى وهي شهادات بطرف المحكمة لكنها غير موثوق بها .. فالنائحة الثكلي .. ليست كالنائحة المستأجرة !! الحقيقة الماثلة أمامنا اليوم أن كوشيب داخل حراسات محكمة الجنايات الدولية بلاهاي .. حدث سيكون له مابعده .. ستبدأ الان مرحلة جديدة من مراحل شد الحبل علي رقبة السودان كله بسبب قضية دارفور .. ليس سراً أن قيادات عسكرية وأمنية رفيعة سيتم جرها إلي هناك .. بذات طريقة الضغط التي سبقت وصول كوشيب .. والأمر سيبدأ باستجواب الرجل لتأسيس الاتهام علي قاعدة كبيرة من المتهمين الأساسيين لأن البينات المتوفرة للمحكمة حول قضية دارفور جلها مختلق وضعيف في طريقة العرض المرئ .. والمسموع .. والمكتوب !! لايمكن فصل الترتيب والتدبير الداخلي عن مسار التخطيط الخارجي لتسليم كوشيب ونقله الي لاهاي .. غداً سيبدأ مسلسل البث المباشر لقضية كوشيب .. وسنجدأنفسنا أمام حلقات جديدة من قصة بدأت فصولها من رهيد البردي بدارفور ولن تنتهي عند لاهاي خاصةً إذا أختارت المدعية العامة للمحكمة الجنائية تطبيق نظرية الChain of Command وتلك قصة طويلة لن تنتهي فصولها قريباً !!