حملتم على والي النيل الأبيض أكثر مما ينبغي في أمر الاحتفالية التي فرضت عليه في الطريق العام.. لم يقل للمواتر المصاحبة احيطوا بعربيتي.. ولم يدع هؤلاء المهرولين خلفه وأمامه" تعالوا اتهابلوا".. – ثم إن الوالي كان أمام خيارين: يجلس في سيارته المظللة أو ينهض إلى فتحة السقف لتحية المهرولين.. لو جلس في المظللة لوصفتموه بالتعالي على جماهير الشعب.. وحين أطل عليكم من فتحة سقف البرادو تزمزغتم عليه زمزغة الجاهلية الأولى.. – هذه الهرولة ميراث عجيب لا أعرف من أين أتى للسودانيين. في جامعة القاهرة رأس اتحاد الطلاب في التمانينات اخونا الكوز محمد عوض البارودي.. وفي مخاطبة طلابية قدمه كوز آخر وقال: يخاطبكم المجاهد محمد عوض البارودي.. المتواضع الطيب الذي يأكل الفتة مع اخوانه الطلاب في الكافتريا.. على أساس المجاهد مفروض يأكل في الهلتون.. وراق ما غلطان.. غلطان الجراي.