هذه الأيام كل من هب ودب يتحدث عن الجيش ويفتي دون علم ولا هدى ولا كتاب منير وللأسف ليس عبر رؤى شخصية وكتابات من جُعبته وإنما عبر بوستات منقولة مجهولة النسب يتناول فيها الجيش بكثير من التطاول مختزلا دوره في نطاق جغرافي ضيق كضيق عقله الذي صور له ان الجيش هو تلك المجموعة من الجند داخل القيادة العامة ناسبا لهم جريرة فض الاعتصام ناسيا ومتناسيا الجيش الذي يتمدد وينتشر على كل حدود السودان في احراشه وادغاله وصحاريه ووديانه وجباله حاميا لحدوده مدافعا عن أمنه واستقراره لا يثنيه عن واجبه برد الشتاء ولا حر الصيف ولا ذخات الرصاص ودوي المدافع التي لم يسمع صوتها الكثيرون ممن يتطاولون على الجيش ولم تصبهم الملاريا في الاحراش في الخريف حيث لا دواء ولا إخلاء بسبب قفل الطرق ولم تلدغهم الافاعي ليلا وهم يفترشون الأرض ورغم ذلك يجدون في أنفسهم الجرأة للحديث عن جيش لا يدركون ما يقدمه للوطن متمشدقين بساقط القول ان الشعب هو من يدفع مرتبات الجيش اذا ما هو ثمن الارواح التي استشهد اصحابها لديكم يا من تدفعون الأموال وما ثمن الأيدي والارجل التي بُتِرت بسبب الألغام وخلافها يا من تدفعون الأموال من منكم على استعداد الان ليقبض المليارات الان على أن تؤخذ روحه او تقطع يده او رجله مالكم كيف تحكمون هذا الجيش هو جيش السودان لم يكن ولن يكون في يوم من الايام تبعا لتنظيم او لحزب هو من هذا السودان ولهذا السودان ان لم ينل منكم الاحترام والتقدير لدوره وما يقوم به فهو ليس في حاجة لذلك ولن يزيده ذلك عزا وفخرا لانه يؤدي واجبه ولا ينتظر من احد جزاءاََ ولا شكورا يؤدي واجباََ ارتضاه ضباطه وجنده لأنفسهم واختاروه طائعين غير مكرهين وكما لن يزيده شكركم عزا وفخرا لن ينقص من قدره جحودكم وتطاولكم فهو اكبر من أن تناله سهام المرجفين ولغو حديثهم وساقط قولهم ان الذين يحاولون النيل من الجيش بهذه الكتابات لا يعدون ان يكونوا إحدى الفئتين عملاء يقف الجيش سدا منيعا بينهم وما ولغوا فيه من معين العمالة الآثن او مغيبون لايدرون في اي غي يسدرون احلموا ما شئتم من اضغاث احلام تتراءي لكم في سكرات غياب الوعي وحين تستفيقون من ثباتكم ستجدونه في كل شبر من أرض السودان وهو اكثر عزا واقوي شكيمة ونصلا حادا في خاصرة كل عميل وخائن لا يثنيه ولا يفت من عضده قول المرجفين في المدينة يمضي شامخا بتاري. عميد (م) قوات مسلحة بدر الدين محمد على