القوز يقرر السفر إلى دنقلا ومواصلة المشوار    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موعد المولد النبوي الشريف 2020 فلكيا وشرعيا
نشر في النيلين يوم 15 - 10 - 2020

موعد المولد النبوي 2020 .. الاحتفال بميلاد الرسول الكريم عمل من الأعمال الجليلة، ومظهر من المظاهر الطيبة، وبرهان يتجلى فيه حب هذه الأمة لنبيها وتعلقها برسولها الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وحدد علماء الفلك موعد المولد النبوي 2020 أن غرة شهر ربيع الأول للعام الهجرى الجاري 1442 ستوافق فلكيًا يوم 18 أكتوبر الجاري، وبهذا يكون المولد النبوى الشريف 2020 يوم 29 أكتوبر الجاري.
المولد النبوي 2020 فلكيا
وقال علماء الحساب الفلكي، إن عدة شهر صفر ستكون 30 يومًا، حيث سيولد هلال شهر ربيع الأول في تمام الساعة التاسعة والدقيقة 31 ليلًا بتوقيت القاهرة المحلى يوم 16 أكتوبر «يوم الرؤية»، وإن المولد النبوي الشريف 2020، يوم 29 أكتوبر.
وطبقًا للحسابات الفلكية في القاهرة وجميع العواصم والمدن العربية والإسلامية بعد غروب شمس ذلك اليوم «يوم الرؤية»، وبذلك يكون يوم 17 أكتوبر الجاري هو المتمم لشهر صفر، وتكون غرة شهر ربيع الأول فلكيا يوم 18 أكتوبر الحالى، ويتم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 2020، فى اليوم التالى له.
المولد النبوي 2020 شرعيًا
تستطلع دار الإفتاء المصرية، هلال شهر ربيع الأول لعام 1442ه يوم الجمعة 29 صفر 1422ه الموافق 16-10-2020م.
وأوضحت، دار الإفتاء، أنه سيتم إعلان نتيجة استطلاع الهلال على الصفحة، محذرة من استقاء الأخبار من مصادر مجهولة، ويستحب عند رؤية هلال شهر المحرم أو أي شهر آخر ، أن نقول دعاء رؤية الهلال، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا رأى الهِلالَ، قال: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ» (سنن الدرامي؛ برقم: [1697]).
متى ولد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-؟، اتفق الفقهاء على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وُلِد في يوم الاثنين، واتفقوا أيضًا أنه وُلد في عام الفيل، ورجَّح جمهور العلماء أنه ولد في شهر ربيع الأول.
واختلف الفقهاء في رَقْم ذلك اليوم الذي وُلد فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من شهر ربيع الأول، ونقل الحافظ ابن كثير، العديد من الأقوال المتباينة في تحديد ذلك اليوم؛ فذكر منها: اليوم الثاني، واليوم الثامن، واليوم العاشر، واليوم الثاني عشر، واليوم السابع عشر، واليوم الثاني والعشرين.
وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل في رقم يوم ميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: ذكرى المولد النبوي الشريف – على الرأي الراجح – يوم السبت 12 ربيع الأول، وسيوافق ذلك هذا العام السبت 9-11-2019م.
تاريخ ميلاد النبي الميلادي
ذكر الشيخ صفي الدين المباركفوري في كتاب الرحيق المختوم: ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571م.
ويُقدِّرُ أهل السِّيَرِ ميلادَ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِشهرِ نيسان أو أبريل لعام خمسمئةٍ وواحد وسبعينَ ميلاديَّة.
متى ولد النبي محمد
قال الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتى الجمهورية، إن المولد النبوى الشريف هو أعظم إطلالة للرحمة الإلهية على البشرية جميعها؛ وهو ما عبر عنه القرآن الكريم فى قوله سبحانه وتعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وهذه الرحمة لم تكن محدودة، فهى تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان؛ بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره قال تعالى: «هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم».
وأضاف المفتي ردًا على سؤال ما هو الرأى الراجح فى تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم؟، أنه وقد ولد النبى المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- فى يوم الاثنين بلا خلاف، والصحيح أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، والراجح الذى عليه الأكثرون من المؤرخين وأهل العلم: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم كان لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى مولد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان ذلك فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وكانت ولادته فى شعب أبى طالب بمكة المكرمة.
واستدل بما روى الإمام مسلم فى «صحيحه» عن أبى قتادة الأنصارى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت -أو أنزل علي- فيه».
واستند إلى ما قاله الإمام محمد بن إسحاق -كما حكاه عبد الملك بن هشام "السيرة النبوية" (1/ 158، ط. الحلبي)-: [ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل]، وقال الحافظ ابن كثير فى "البداية والنهاية" (3/ 374، ط. دار هجر): [وهذا ما لا خلاف فيه أنه ولد صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين.
وتابع: الجمهور على أن ذلك كان فى شهر ربيع الأول؛ فقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لثنتى عشرة خلت منه؛ نص عليه ابن إسحاق، ورواه ابن أبى شيبة فى "مصنفه" عن عفان، عن سعيد بن مينا، عن جابر وابن عباس رضى الله عنهما أنهما قالا: "ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفيل، يوم الاثنين، الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعث، وفيه عرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات". وهذا هو المشهور عند الجمهور].
هل ولد النبي وقت الفجر
وأوضح: وأما توقيت ذلك بطلوع الفجر: فرواه الزبير بن بكار -ومن طريقه الحافظ ابن عساكر فى "تاريخ دمشق" (3/ 70، ط. دار الفكر)- عن معروف بن خربوذ وغيره من أهل العلم قالوا: "ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفيل، وسميت قريش آل الله، وعظمت فى العرب، ولد لاثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول ... يوم الاثنين، حين طلع الفجر".
وواصل: وهذا هو الذى صححه الحافظ الدمياطى فى "سيرته"؛ كما نقله عنه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقى فى "جامع الآثار فى السير ومولد المختار" (2/ 492، ط. أوقاف قطر).
وأكمل: ويدل لولادته مع طلوع الفجر: قول جده عبد المطلب رضى الله عنه: "ولد لى الليلة مع الصبح مولود" أخرجه أبو جعفر بن أبى شيبة فى "تاريخه" ومن طريقه الحافظ أبو نعيم فى "دلائل النبوة" والحافظ ابن عساكر فى "تاريخ دمشق" عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما.
توقيت المولد بالتقويم الميلادي
التحقيق والصواب الذي تدل عليه كتب التوفيقات بين التاريخين الهجرى والميلادى: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم وافق يوم الثانى والعشرين من شهر أبريل عام 572 ميلادية، وهذا الشهر الميلادى هو أول شهر ربيعى كامل، فوافق ربيع مولده القمرى فصل الربيع، واستدار الزمان ليوم ميلاده الشريف، والربيع هو الموسم الذى تتفتح فيه الزهور، وتغرد الطيور، وتحلو الحياة.
ولخص فتواه: وبناء على ذلك: فقد ولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وقت طلوع الفجر، فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وهذا هو الذيجرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى المولد النبوى الشريف على صاحبه أشرف الصلاة وأتم السلام، ووافق ذلك يوم الثانى والعشرين من شهر نيسان أبريل عام 572 ميلادية، وذلك فى فصل الربيع
أين ولد النبي محمد:
وُلد النَّبي محمّد عليه الصلاة والسلام فجرَ الإثنين الثَّاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل في دارِ عقيل بن أبي طالب، وكانت قابِلَتُه الشِّفاء أم عبد الرحمن بن عوف، فسقَطَ ساجدًا بينَ يَديها، ثمَّ رَفَعَ رأسهُ وأصبعيهِ إلى السَّماء.
سَبَقَت ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- رؤى لأمِّه آمنة بنت وهبٍ «كَانَتْ تُحَدِّثُ أَنَّهَا أُتِيَتْ فِي مَنَامِهَا لَمَّا حَمَلَتْ بِرَسُولِ الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقِيلَ لَهَا: إِنَّكِ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَإِذَا وَقَعَ بِالْأَرْضِ قُولِي أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، ثُمَّ سَمِّيهِ مُحَمَّدًا».
وكانت تَصِفُ حملَها فَتنفي عنهُ الشُّعور بما تَشعُر به النِّساء إذا حملن، فليسَ في حملِها تعبُ النِّساء ولا ما يَجدنهُ من ألمٍ وضعف، ومن ذلك أنَّها رأت أثناءَ حملِها بهِ كأنَّ نورًا خَرَجَ منها فأنارَ لها حتَّى رأت قُصورَ بُصرى من أرضِ الشَّامِ، فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أخبرت جَدَّه عبد المطَّلِبِ بأمرِهِ، فأخذهُ فدَخَلَ بهِ إلى الكعبةِ وعوَّذهُ ودعا له، ثمَّ أسماهُ محمَّدًا، ولم يَسبِقهُ أحدٌ إلى اسمِهِ؛ ليكونَ محمودًا في العالمين.
نسب الرسول عليه الصلاة والسلام
هُوَ أَبو القَاسِم محمَّد بن عبد الله بن عبد المطَّلب بن هَاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّةَ بن كَعْب بن لُؤَيّ بن غالِب بن فِهْر بن مالِك بن النَّضْر بن كِنَانَة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلْيَاس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عَدنان، ويختِمُ اسمُ قبيلَتِه قُريش، وممَّا وَرَدَ في أصلِ قُريشَ قيلَ إنَّهُ فِهرٌ وهو الأكثر صحَّة، وقيلَ إنَّ قُريشًا هو النَّضَرُ بن كنانة وفي هذا النَّسبِ إجماعُ الأمَّة، ويزيدُ البَعضُ في نَسبِهِ لآدَم بعدَ كِنانة آباء أوَّلهم عدنان من نسلِ إسماعيلَ عليهِ السَّلام، ثمَّ إلى نبيِّ الله هود، ثمَّ إلى نبيِّ الله إدريس، ثمَّ إلى شيث بن آدمَ ثمَّ إلى نبيِّ الله آدم عليهم جميعًا صلواتُ الله وسلامه.
أمُّ الرسول محمّد هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن كلاب، وبهِ يَلتَقي نَسَبُ آمنة بنسبِ عبد الله، وجدُّها عبدُ مناف بن زهرة سيِّد بني زهرة وأطيبهم شرفًا وأكرمهم نَسَبًا، ومنهُ خَطَبَها عبدُ المُطَّلب لابنِهِ عبد الله، ليجتمِعَ كريما النَّسَبِ في زواجٍ كانت ثَمرَته مولِدُ سيِّد الخلقِ محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام.
ورَضعَ الرسول الكريم بعد ذلك من حليمة السَّعديَّة أمّ كَبشة حليمة بنت أبي ذُؤَيْب عبد الله بن الْحَارِث السَّعْديّة، فَلَبِثَ في رِعايَتِها حتى أتمَّ رِضاعَتهُ، وفي رِضاعتِه منها أقوالٌ مختلفة، فقيلَ في ذلك عامين وشهر، وقيل أربع سنين، وقيل خمسٌ وشهر، فكانت تروي ما أصابها وقومها من قحطٍ وضعفٍ وجدب، حتَّى كانوا لا يجدونَ ما يَكسر ضعفهم ولا ما يُشبع عيالهم ولا مواشيهم، ثمَّ تغيَّرت حالُهم بقدومِ الرَّضيعِ محمد عليه الصَّلاة والسَّلام، فحلَّت بهم وبأرضهم بركة ورزق وخير لم يعهدوه، فأرضعت معه ابنَ عمِّه أَبَا سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب بلبَن ابْنهَا وعبد الله أخي أُنيَسةَ، وَقيل: حُذَافة وهِي الشَّيماء، أَوْلَاد الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى بن رِفَاعَة السَّعْدِيّ، وعندها كانت حادثةُ شقِّ صدره.
ويُذكرُ في رِعايتِه أنَّه عاش يتيمًا؛ وفي موتِ أبيهِ عبد الله أقوالٌ منها: إنَّ أباهُ ماتَ والرسول الكريم جنينٌ بِبطنِ أمِّهِ، وقيل: وهو ابنُ شهرين، وقيلَ ابن أربعةِ أشهرٍ، ومنهم من زادَ إلى سنةٍ ونصفٍ أو سنتينِ من عمرِ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، وماتَ عبد الله شابًا وهو ابن خمسٍ وعشرينَ سنةً، فَرعتهُ أمُّهُ أعوامًا قليلةً، ثمَّ ماتَت عنهُ وعمره أربع أو ست سنينَ في رحلة عودَتِها من المدينة، فماتت في الأبواءِ قبلَ بلوغِ مكَّة، فحَضنتهُ أمَةُ والدِهِ عبد الله واسمُها أمُّ أيمن بركة الحبشيَّة، حتَّى إذا كَبُرَ أعتَقَها، فكَفِلهُ جَدُّهُ عبدُ المُطَّلب وكانَ مُعمِّرًا، وماتَ عن عمر يُناهز مئة وعشر سنين عندما بلغ رَسولِ الله ثماني سنينَ من عُمرِه، فكَفِلهُ عمُّهُ أبو طالب فضمَّهُ لأبنائه، وسارَ به في تجارتِه إلى الشَّام.
الرسول قبل البعثة ثمَّ اشتَغَلَ رسول الله في تجارةِ خديجة مع غُلامِها ميسرة، فلمَّا رأت ما كانَ من بَركتِه وأمانتِه عَرَضت عليه فتزوَّجها، وكانت تَكبُرهُ بخمس عشرة سنة، إذ كانت تبلُغُ الأربعين من عُمرها فيما كان عمره خمسًا وعشرين، وشَهِدَ بنيانَ الكَعبة وهو في عمر الخامسة والثلاثينَ، واستُحكِمَ في وضع الحجر الأسود وكان أهل مكة على خِلافٍ فيه، حتَّى إذا كانَ حكمه رضوا.
بعثة الرسول الكريم وبُعِثَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ نبيًا لمَّا أتمَّ الأربعين، فآمَنت به خديجةُ، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصِّديق، وزيد بن حارثة، ومعهم عثمانُ بن عفَّان، وطلحة، والزُّبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن وقاص، وأبو عبيدة بن الجرَّاح، فأسرَّ دعوتَهُ ثلاثَ سنينَ، ثمَّ أذِنَ اللهُ لنبيِّهِ أن يُجاهِرَ دعوتَه، فلَقيَ من أذى الكفَّارِ وتصدِّيهم لِدينِه أمرًا عظيمًا، فكانَ أبو طالبٍ يذودُ عنهُ، وتخفِّفُ خديجةُ من حزنه، وتشدُّ من عزيمتِه، وما زالوا على ذلكَ حتَّى ماتا في عامِ الحزنِ.
بركات ميلاد الرسول
صاحب ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بركاتٌ ومبشراتٌ أصابت من حوله في زمانه.
بركة النبي على قومه:
بركته -صلى الله عليه وسلم- على قومه تمثلت في الكشف عن بئر زمزم، الذي طمر قبل ميلاده بسنين عديدة، فكانت تتحمل قريش خلالها المشاق في حمل الماء وجلبه إلى الحرم وما حوله، خاصة في موسم الحجيج الذي تفد فيه قبائل العرب وزوار البيت، وهذه المهمة كانت تسمى بالسقاية.
وعبد المطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- شاهد رؤيا وهو نائم في الحجر تأمره بحفر زمزم، وفيها تحديد لمكانها الذي دفنت فيه عند منحر قريش.
وفي ذلك ربط بين إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله عليهما السلام، فإسماعيل ظمئ وهو صغير فالتمست له أمه ماء فلم تجده فتفجر عند قدمه ماء زمزم فكان بداية أمره، وكذلك فإن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم كان بداية أخرى لهذه البئر المباركة، فكان مولده بركة على قومه.
بركة النبي على أبويه:
إن للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بركة على أبويه إسماعيل بن إبراهيم وعبد الله بن عبد المطلب، فقد كانت نجاتهما من الذبح بإذن الله بمعجزة، وذلك حتى يخرج من نسلهما رسول الله سيد الخلق، فدى الله تعالي إسماعيل بذبح عظيم، قال تعالى: «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ» [الصَّافات:107]، وكانت نجاة عبد الله من الذبح آية أيضا، حيث كان سيذبح في وفاء عبد المطلب بنذره، فألهم الله القبائل أن تفديه بمائة ناقة، فلما كبر وتزوج آمنة بنت وهب، أنجبا محمدا عليه الصلاة والسلام، فهو ابن الذبيحين.
ولم يلبث أبوه عبد الله أن توفي بعد أن حملت آمنة وترك هذه النسمة المباركة، ودفن بالمدينة عند أخواله بني عدي بن النجار، وكأن القدر يقول له: قد انتهت مهمتك في الحياة, وهذا الجنين الطاهر يتولى الله عز وجل بحكمته ورحمته تربيته وتأديبه وإعداده لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور.
بركة النبي على الكعبة المشرفة:
في عام مولده الشريف أتى أبرهة الحبشي منتقما من العرب وحالفا أن يهدم لهم بيتهم المعظم الكعبة، وسار بجيش جرار بكل العتاد الممكن، وأحضر معه فيله لأجل هدم البيت، فجاء عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة، والتحرز في شعف الجبال والشعاب، ثم قام عبد المطلب، فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده، مضيفا: وجاء أبرهة وتهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله وعبى جيشه، فبرك الفيل فضربوه ليقوم فأبى، فضربوه في رأسه فأبى فأدخلوا محاجن لهم في مراقه ليقوم فأبى، فوجهوه راجعا إلى اليمن، فقام يهرول ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى مكة فبرك.
إن الله تعالى أرسل عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحدا إلا هلك وليس كلهم أصابت, فخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا.
ونزلت بشأن هذه الحادثة سورة باسم الفيل تذكر قريشا بفضل الله عليهما ورحمته، فقال تعالي: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ» [الفيل:1-5].
بركة النبي في بيت أبي طالب:
لما مات عبد المطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان قد عهد إلى أبي طالب برعاية ابن أخيه محمد، وكان أبو طالب رجلا فقيرا وله أولاد كثر ولا يكادون يشبعون جميعا من طعام، فلما كفلوا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بينهم صارت البركة في بيتهم وفي حياتهم وفي كل شيء حتى الطعام، وأحس أبو طالب ببركة محمد فكانوا لا يأكلون إلا وهو بينهم، لأنهم حينئذ فقط يأكلون ويشبعون ويفيض الطعام عليهم.
في حادثة أخرى لما أقحطت مكة سنة من السنين وواجه الناس جفافا شديدا، فأهرع الناس إلى أبي طالب يطلبون منه أن يستسقي لهم، فأمرهم أن يأتوه بابن أخيه محمد، فأتوه به وهو رضيع في قماطه، فوقف تجاه الكعبة، وفي حالة من التضرع والخشوع أخذ يرمي بالطفل ثلاث مرات إلى أعلى ثم يتلقفه وهو يقول: يا رب بحق هذا الغلام اسقنا غيثا مغيثا دائما هطلا، فلم يمض إلا بعض الوقت حتى ظهرت غمامة من جانب الأفق غطت سماء مكة كلها، وهطل مطر غزير كادت معه مكة تغرق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.