تبدو الرؤية التي تحتل حيز التفكير في منطق الأحداث غير واضحة المعالم مع اختلاف التفاصيل ما بين شد وجذب خطوط تماس المعاني المادية والمعنوية وعمومية رجع الصدى وتردده على مدى الداخل والخارج وفاصلها المداري الذي يتمدد شاملاً كافة تفاصيل الحياة اجتماعية واقتصادية وسياسية في صدام المنخفضات والمرتفعات الحرارية لشقي السيادة المدنية والعسكرية. فالرؤية تتبلور في سياق السلطة وجذور مرحلة البناء التأسيسي وفق اتجاهات متعددة المشارب ونقطة توازنها ترتكز على محاولة انتشال الهوية من دائرة العقوبات وإجلاء الصورة الوطنية بذات ملامح وشبه الثورة التي خرجت من رحم معاناة سنصبر ونعبر وننتصر. إذ لم تكن الرؤية واحدة انبثقت من أفكار ذات طبيعة الخلاص وإنما جاءت امتداداً وتطويراً لما سبقها من فلسفات بنيت بإرادة التغيير وفق جدلية اقتسام السلطة وسط تناقضات ألاعيب السياسة على فكرة اختيار الطرق في بنية ترتيب المشهد وتهدئته وتهيئته نحو مواكبة متغيرات النظم العالمية الجديدة وإرضائها بغير تناقض والواقع يرفض تغيير جلده بين ليلة وضحاها برغم أشواق الحرية والسلام والعدالة. وللرؤية خصوصية تنطلق من فكرة الانتقال وسياق عوامله أمام شواهد مؤثرة جد التأثير على إطار الصورة التي تكاد ترفض مزج الألوان والأنامل التي تمسك بالفرشاة باعتبارها بينة أساسية من بنيات رؤية المشاهد المتناثرة على صفحة الوجدان الوطني التي تحمل عبء فواتير باهظة الثمن وبأشكال متعددة مباشرة وغير مباشرة تخرج كل حين على صفحات الواقع بالألم. حينها ينهزم الفكر ليعكس واقعاً مريراً من تباين تيارات الصراع انطلاقاً من نمط إنتاج الأزمات ورؤى ونظريات لها طابع يتماوج ما بين النفي والإثبات لفعل أيادي القدر التي تدلل على نمط الآراء المختلفة في سوق المزايدات وهي تنتج تفرعات لا تكاد تخرج من أصولها بذات استقامة العود القديم لتختلف الرؤية ويتغير الواقع من حيث النمط الذي يدلل على حالة رفض الفقر والمرض والجوع إنتاجاً لثقافة العداء. وهنا تبحث الرؤية عن بوابة الخروج من نفق الأزمة ليكون الثقب احتجاجاً بالطرق على الرؤوس عودة للدرس القديم ومبادئه العامة قفلاً للطريق بما يثقل كواهل الناس وحدوث شرخ جديد يضع الخنجر في الخاصرة ويمزق أحشاء المجتمع ويتبدد تماسكه بكافة أبعاد الصراعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في سياق جدلية واقع الرؤية التي تحتل حيز التفكير. صحيفة اليوم التالي