معليش حاقول كلام حار شوية. لكن لابد يتقال. لابد أن يكون هناك ضغط شعبي على حمدوك للإنسحاب من الإتفاق أو لتقديم استقالته! ليس بسبب أن حمدوك "خذلنا" أو "كنا متوقعين منه أكثر" أو "زعلانين عشان أخد جانب العسكر" السبب ان اتفاق حمدوك مع الإنقلابيين سيضر الحراك ويضعفه للنقاط التالية: أولا.. بعودة حمدوك سيعتقد العالم الخارجي ان المياه عادت لمجاريها، وبناء على هذا سوف تتوقف الضغوط الخارجية مثل قرار العقوبات الفردية على الإنقلابيين والذي تم تقديمه للكونغرس قبل يومين. التلويح بهذه العقوبات كان يشكل وسيلة ضغط كبيرة على الإنقلابيين. ثانيًا... البرهان وأعوانه عاجزون تماما عن ادارة الدولة بمفردهم (وعجزوا حتى عن الإتيان برئيس وزراء قادر على ادارتها). علاوة على ان برامج الدعم الإقتصادي للسودان واعفاء الديون كلها توقفت، فقد خلق الإنقلاب وضعًا لا يمكن الإستمرار فيه لفترة طويلة (وقد يكون سببا مباشرا في انهيار الاقتصاد السوداني). وكان هذا يشكل نقطة ضغط أخرى على الإنقلابيين للإسراع بإيجاد الحلول. بعودة حمدوك للمشهد.. سوف يتواصل الدعم والبرامج الإقتصادية وسيصبح حمدوك غطاء يتدثر به العسكر أمام العالم الخارجي لتسيير عجلة الدولة. ثالثا... سيصطدم حمدوك بواقع انه فقد دعم الشعب ولن يستطيع أن يأتي ب "كفاءات" حقيقية مستقلة لإدارة البلاد، فليس هناك مواطن سوداني ذو وعي وخبرة سيرضى أن يعمل في ظل هذا الوضع الإنقلابي. كما أن تصالح حمدوك مع القتلة ووجوده في سدة الحكم سيجعل الحراك يبدو وكأنه ضد "حكومة مدنية"، وهذا شئ أبعد ما يكون عن الصحة فالجميع يعلم من العدو وماهي أسباب استمرار التصعيد. بالتأكيد هذه الأسباب ليست ضرورية لإستمرار الحراك، وأثق ان الشارع بإمكانه هزيمة جنرالات الدم حتى وان تخلى عنه العالم الخارجي تماما. أثق ايضا.. أن حمدوك فعل ما يعتقده هو صوابا، مخالفا في ذلك رأي الشارع السوداني. لكن اذا كان حمدوك تحت امرة الشعب كما صرح في مرات كثيرة، عليه ان ينحاز للشعب ويخدم أجندة الثورة التي تقضي بإبعاد الجنرالات من المشهد تماما والتأسيس لدولة مدنية حقيقية. وأفضل طريقة لإنحيازه للشعب تكون برفضه العمل مع الإنقلابيين. عدا عن ذلك فإن أي عمل يقوم به السيد حمدوك في هذه الفترة "ح يروح شمار في مرقة" وسيهدم العساكر كل عمل يقود الى تأسيس حكم مدني حقيقي ينزع السلطة عنهم. كسرة: قد يقول البعض أن وجود حمدوك في السلطة قد يصنع مناخا أفضل ويعيد حريات التظاهر والتنظيم من جديد. هذا طبعا ضرب من الخيال في وجود مجلس عسكري لازال يقبع في سجونه عشرات المعتقلين الى هذه اللحظة، ولن يتردد عن سفك الدماء مجددا وقطع الانترنت اذا احس بزحف الحشود تجاههم. هم العدو .. والعدو هم الشاعرة