وفى ستين إن قالها السوداني فاعلم انه قنع من خيراً في من يتحدث عنه وإن قال بعدها (داهية) فقد اكمل المعني وما يجعلنا نستخرج الجملة فى هذا المقال هو حالة الضبابية التى وصل اليها الوطن و سبب الضبابية هما حمدوك والبرهان و سببها هو ان ما يكتبه البرهان يتبعه حمدوك (بالاستيكة) والرجلان يقولان انها متوافقان ! والسودان ملئ بالرجال وحمدوك والبرهان يقولان (نحن و بس) ! وعزم حمدوك تقديم الاستقالة هو ما يجعلنا نقول (فى ستين) وحمدوك ان سُئل لمن يقدمها لعجز عن الاجابة وإن سُئل لم لا يقدمها دون التلويح لتوقف وإن سُئل لم يهربها (لرويترز) عبر مقربين ولا يصرح بها شخصياً لسكت ! والبرهان يقول انه لن يتدخل فى تشكيل الحكومة ولكنه يريدها حكومة كفاءات لا حزبية والبرهان بذلك يقول ان القلم الاحمر عنده هو وحده ! وحمدوك الذى بدأ يدخلهم بالشباك واحداً تلو الاخر . كأنما يقول للبرهان (حكومة الكفاءات تشموها قدحة) و بالامس كان لقمان آخر من قذف بهم حمدوك عبر نافذة الاذاعة والتلفزيون . وما يحدث من تجاذب يقول ان التصحيح الثالث قادم لا محالة سواء من البرهان او من غيره . وإن صدقت التحليلات ان حمدوك لا يرغب فى اضافة وزراء شركاء السلام ! فهذا يعني ان مرحلة هدم السودان من الداخل قد بدأت . و عودة الحركات المسلحة لمربع الحرب هو مسألة وقت ليس إلا . والبرهان إن ظل (راخي القاش) ضاع الوطن وإن وضعنا حمدوك على كفة الميزان والسلام على الكفة الاخري لرجّح السلام و لقلنا لحمدوك فى ستين داهية . و كلام (فولكر) بالامس الاول انه يؤيد انتخابات نزيهة ولو اتت بالكيزان ولا ان يستمر حكم عسكري الى ما لا نهاية يفهم منه ان كرسي حمدوك بدأ يهتز من تحته وان الوقت الان هو للبحث عن البديل . ومصلحة الوطن تقتضى ان لا يُرهن مستقبل وحياة اربعين مليون سوداني ببقاء رجل فى السلطة وإن تقدم المجلس السيادي بالبديل لوجد التأييد الدولي والداخلي . وما دعي حمدوك للتلويح بالاستقالة هو حالة الجمود من كل الاطراف وحمدوك وهو يقول ذلك انما يريد العودة لشلة المزرعة ويريد ان يقول إما ما اري واما شوفوا غيري و (حواء والده) ! وذاك يظل كرتاً محروقاً بعد ان فشل الشارع الشيوعي فى تحقيق المنخفض الجوي حول القصر الجمهوري يوم ذاك و ما مليونة يوم امس السبت الا اضافة لحالات ضياع البوصلة السياسية بالسودان . وعلى كل حال سنظل نرصد ونتابع فالسناريوهات كلها واردة بما فيها إستلام الجيش للسلطة بالكامل فالسيسي لم يكن منتخباً من الشعب المصري ( و أهو ممشي البلد زي الساعة) ! قبل ما انسي : صدقوني لو ان الجيش شكل حكومة عسكرية بالكامل استكمل بها الفترة الانتقالية لكان اصدق واقرب للانتخابات من حالة التوهان التى نعيشها !