ليس ثمة شخص يجادل أو يستغرب أو حتى تسيطر عليه الحيرة بشأن المكانة المرموقة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة عالميا ويكسبها تضامنا عالميا ويعظم جهودها في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف أمنها واستقرارها وسلامتها أرضا وشعبا . في ظل قيادتها الرشيدة وشعبها المتوحد تظل تلك الدولة الخليجية الصامدة الشامخة لا تتودد جهة ولا تستجدي موقفا مهما واجهت من المواقف والأزمات لأنها أي الإمارات هي دولة المبادرات وتمتلك سجلا مشحونا بالمساعدات التي لا تخطئها العين ولا يتجاهلها السمع خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمواقف الإنسانية سواء الموجهة إلى الأشقاء أوالأصدقاء بل تكون في متناول كل محتاج و مستغيث بالنحو الذي يغري كل صاحب نخوة بأن يكون عاشقا للإمارات . الإمارات التي انطلقت مسيرتها قبل 50 عاما كدولة موحدة بطموح مؤسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان استرعت الانتباه ونالت اعجاب العالم عندما أطلت بنهضة حضارية عصرية تفوقت بها على الكثير من الدول لاسيما التي نتبرع بتسميتها الكبرى وقد تعززت أهمية تلك الانجازات بتبني الإمارات الابتكار كعنوان لرؤية تركز على الاقتصاد المعرفي الذي جعلها مفخرة لشعبها ولغيرها من الأشقاء العرب . غير أن ما يلفت الانتباه في هذه المسيرة السياسية الناجحة التجربة العصرية القائمة على تحويل مفهوم الابتكار إلى ثقافة عمل مؤسسية دائمة هدفها الاستثمار في تنمية أبناء الوطن بكفاءة علمية ومهنية عالية الشيء الذي أهل الكثيرين للجلوس على سدة قيادة المرافق بكفاءة واقتدار- وهذا هو الأمر المهم – ويضاف إلى ذلك الاستراتيجية الاقتصادية المحفزة التي تتبناها الدولة وقد أثبتت جدواها بتطوير مختلف القطاعات و بالنحو الذي جعل الإمارات منصة استثمارية جاذبة ودولة تمتلك الجاهزية العصرية عنوانها الرخاء والازدهار والسعادة لمواطنيها وأيضا للمقيمين على أرضها . من الواضح تماما أن الإمارات التي ترفل في احترام العالم عندما صنعت لنفسها بيئة تتمتع بالاستقرار الأمني والاقتصادي والتلاحم المجتمعي شكلت قبلة للعديد من المستثمرين ورجال الأعمال الذين قدموا إليها من كل فج بعيد وقريب ليربحوا مكاسب أعمالهم وينعموا بحياة تكون السعادة من صميم طموحاتهم . ويفيد التذكير كثيرا بأن دولة الإمارات العربية المتحدة التي تغيث ولا تغاث كانت في زمن الكورونا صاحبة السبق في دعم المبادرات الإنسانية الهادفة لدرء خطر جائحة كوفد – 19 عن كل العالم فقدمت مساعدات طالت 135 بلدا حول العالم وتشكل نسبة 80 % من حجم الاستجابة الدولية للمتضررين جراء الجائحة وللسودان نصيب من تلك المساعدات التي اشتملت على المساعدات الدوائية ، مجموعة من الأجهزة التنفسية ، أجهزة الفحص ، معدات الحماية الشخصية وقد بلغت تلك المساعدات ذروتها بإنشاء ست مستشفيات ميدانية . بالنسبة لأبناء السودان فإن دولة الإمارات العربية المتحدة يعرفونها جيدا ولا نبالغ اذا قلنا معرفتهم بها تكون لبعضهم أكثر من وطنهم فقد اكتسبوا تلك المعرفة من اقامتهم فيها لسنين عددا وهم يشغلون الوظائف في شتى المجالات المهنية في ذلك البلد العربي الشقيق ولا نبالغ إذا قلنا إن لكل أسرة سودانية فردا أو أكثر من فرد أقام أو يقيم فيها ويضاف الى ذلك أن الإمارات بحكم سمعتها التجارية تمثل بالنسبة للسودانيين ساحة ترفيهية وسوقا مزدهرا يجدون فيه كل احتياجاتهم الشخصية والتجارية . والحال كذلك أن الإمارات العربية المتحدة التي حباها الله بمزايا طبيعية خلابة تتشكل من البر والبحر والجبل لمن يراها أول مرة يحسبها من عالم آخر لكن الصحيح أكثر أن من يقيم فيها ولو لفترة محدودة يكتشف سر تميزها المتمثل في القيادة المحبة لبلادها والساعية لتحقيق طموحات شعبها العربي الخليجي الذي يمتاز بالكرم والشهامة والتكافل وطيب المعشر وبذلك تكون الإمارات محل احترام العالم أجمع . صحيفة الانتباهة