ولك أن تعجب مثلي من دهشة وربما إعجاب وثناء بعض من يكتب في شبكة التواصل الاجتماعي، من فعل قائد يكسر البروتوكول بين جنوده فيسلم عليهم ويبتسم في وجوههم، ويقف لالتقاط صورة وهو بينهم. ورجعت بذاكرتي لزمان ليس بالبعيد كان القائد فيه يومذاك يستدعي الجماهير لمنصة المخاطبة كاسرا -بشجاعة- الدائرة الحساسة لحمايته الشخصية… بل ويقف أمامهم وبينهم بلا سترة واقية أو حواجز أمنية. وتذكرت كيف كان هذا القائد مع المجتمع في أفراحه وأتراحه.. وفي الصف الأول للصلاة على جنائزهم وفي ليل دامس ومكان مظلم يصلي معهم على ميتهم ويدعو له، ثم يأكل من طعامهم، ويشرب من شرابهم، بلا خوف أو شك أو تردد. وكان هو في كل هذا الحراك الاجتماعي النشط يتحرك بعربتين أو ثلاث، وبلا "سرينة" تفتح له الطريق .. وكثيرا ما كان الناس يشاهدونه عالقا بسيارته في الطريق بسبب مرور مسؤول أو بفعل ازدحام مروري. تعجب د. منصور خالد -رحمه الله- من تواضع البشير الإنسان وبساطته رغم جلوسه الطويل حاكما .. وقال لي: (الزمن الطويل ده كله يا الطاهر، وما طارت ليهو في راسه) أو كما قال بتعبير عامي بسيط. خالص الدعاء للرئيس البشير بعاجل الشفاء وتمام العافية.