استشاري نفسي: عدم تقدير الذات سبب انتشار ظاهرة التفتيح بلدو: إنفاق المال في الكريمات يكفي لسداد ديون السودان طبيبة جلدية: الكريمات تؤثر على الوظائف الحيوية بالجسم داعية: استخدام مواد للتبييض وزيادة الوزن محرم وتعد من باب تغيير خلق الله أصبحت ظاهرة انتشار الكريمات ومستحضرات التجميل متعددة وبصورة أكبر وسط الفتيات هروباً من اللون الأسمر وبحثاً عن اللون الأبيض بواسطة المساحيق والتركيبات والحقن . الآن أكثر من 90% من الفتيات يستخدمن حقن التبيض وازداد إقبال الشراء عليها يوماً بعد يوم ك(إدمان التبييض) مما أدى الى ازدهار تجارتها وبيعها بشكل عشوائي في مختلف الأسواق والمحلات التجارية في جميع أنحاء السودان، منها العطارات والبوتيكات وبعضهاً يتم تسويقه في الفراشات وتحت سخانة الشمس العالية على الطرقات. هناك العديد من المحاذير والمخاطر الصحية قصيرة، وطويلة المدى على الصحة العامة تهدد الحياة نفسها بسبب تلك الكريمات أو الحقن لأجل التبييض وأخرى يتم أخذها لأجل زيادة الوزن، ووفق شهادة المختصين تعد معظم هذه المستحضرات محظورة بواسطة السلطات الا أنها نجدها في الأسواق ويتم تداولها بكثرة. تحذيرات المجلس القومي للأدوية والسموم حذر من خطورة استخدام العقاقير المتداولة بين الفتيات بغرض تبييض البشرة لعدم مأمونيتها وعدم تسجيلها، مهدداً باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين، مؤكداً أن مثل هذه العقاقير غير مُسجّلة وغير معلومة الجهة المستوردة ومأمونيتها وأعراضها الجانبية وقد تؤثر وتؤدي الى مضاعفات خطيرة لمستخدميها. ونفّذ المجلس، حملات بالتنسيق مع نيابة ومباحث حماية المستهلك تمّت خلالها مُداهمة مُروِّجي المنتجات. تدوين بلاغات وكشف المجلس عن ضبط عدد من الشباب يقومون بتوزيع هذه المستحضرات عبر درّاجات بخارية، إضافة إلى ضبط شابة تقوم بتوزيع حقن تفتيح البشرة ومداهمة منزلها بواسطة الفريق المشترك، وتم تقديم المعروضات للنيابة تمهيداً لمحاكمة المُتورِّطين تحت المواد (15- 16 -31- 18) من قانون الأدوية والسموم، وتم تدوين العديد من البلاغات لسيدات يقمن بترويج مستحضرات تبيض البشرة عبر وسائط التواصل. عدم تقدير الذات وذكرت استشاري علم النفس دكتورة ابتسام محمود أن ظاهرة كريمات التفتيح أو التقشير ظاهرة منتشرة وخطيرة جداً بسبب عدم تقدير الذات وعدم قبول الشخص لنفسه منذ الطفولة، فتبدأ تشويه صورة الذات من آراء الناس حوله نتيجة بألقاب نابئة للطفل ومناداته بها مثل (الحلبي، الأزرق) مما تجعل هذه الألقاب صورة مشوهة بداخل الإنسان وعدم رضا لما هو عليه . وقالت ابتسام: الآن أصبحت معايير الجمال وثقافة المجتمع اللون الأبيض والسمنة مما يجعل بعض الفتيات ذوات اللون الأبيض أيضاً يستخدمن الكريمات وليس فقط ذوات البشرة السمراء والجميع يبحث عن زيادة الوزن واللون الأبيض وأصبح استخدام الكريمات والخلطات التي تقشر وجه المرأة أمراً عادياً عند كثير من النساء. وذكرت أن استعمال الكريمات دون استشارة طبيب يسبب كثيراً من الأمراض وهذه الكريمات تأتي مستوردة من الخارج، فهي غير ملائمة لأجواء السودان وأسوأ ما يباع هذه الأيام حقنة تبييض الجلد والكريمات وهذه كلها أمراض فقط لا أكثر. إرهاق مادي وفي ذات السياق ذكر الاستشاري النفسي الدكتور علي بلدو أن ما تنفقه المرأة السودانية من مال لأجل شراء الكريمات ومستحضرات التجميل للحصول على بشرة بيضاء وأخذ حقن لزيادة وزنها يكفي لسداد ديون السودان الخارجية . وأضاف بلدو أن المبالغ المالية للحصول على الكريمات والحقن تتحصل عليها المرأة عن طريق التوفير من المصاريف اليومية للأسرة مما جعل الأسر السودانية في إرهاق مادي وديون وظروف اقتصادية طاحنة. فرص عمل وقال بلدو إن الرجل السوداني هو السبب الأساسي لاستخدام الفتاة مستحضرات التجميل معللاً أن الرجل السوداني ينظر الى أشكال معينة ويؤدي ذلك الى إدمان الفتاة للكريمات خوفاً من النظر لغيرها . وقال إن 90% من الفتيات يستخدمن حقن التبييض لاعتقادهن وجود فرص عاطفية ووظيفية أكثر من غيرهن معللاً ذلك للنظرة النمطية للجمال عند الكثيرين بأن الجمال باللون الأبيض وزيادة الوزن . مرض الزهان* وقال بلدو: هناك العديد من المخاطر النفسية مثل الشعور بالاكتئاب والتوتر والأرق الليلي وأكثر حالات الاضطراب عند المتزوجات حديثاً تتم إصابتهن بمرض يسمى (زهان شهر العسل) وأعراضه تأتي نتيجة تناول حبوب التسمين والكريمات قد تصل مراحل متأخرة من حالة هذا المرض تؤدي بنفسها الى الانتحار ونسمي ذلك (من الجمال ما قتل)، وأضاف أن هناك العديد من الأمراض الجلدية منها تسلخات الجلد والالتهابات الجلدية والتشوهات والسرطانات الجلدية وأن الكريمات والحقن التي تستخدم غير آمنة وتؤخذ دون إرشاد الطبيب وغير مستوفية للشروط الصحية. شعارات وأضاف بلدو أنه بالرغم من معرفة الكثير من الفتيات لهذه المخاطر والأمراض إلا أن كثيراً من النساء أصبح شعارهن: (أموت بيضاء خير من أعيش سمراء)، وقال بلدو: لمعالجة هذه الظاهرة لابد من التوعية والإرشاد للمرأة. تأثير على الوظائف الحيوية وأكدت دكتورة الجلدية (ع. س) التي فضلت حجب اسمها ل(اليوم التالي) انتشار استخدام مستحضرات التجميل لتفتيح البشرة بصورة كبيرة وسط الفتيات، وقالت إن معظم هذه التركيبات التي تؤخذ من البوتيكات لتفتيح البشرة تدخل في تركيبها مجموعة من المواد الكيماوية السامة التي يمتصها الجلد بشكل مباشر، وتؤثر على وظائف بعض الأجهزة الحيوية في الجسم مثل الكليتين، والكبد لاحتوائها على الزئبق، أو الكورتيزون، ومواد كيماوية أخرى تُفتِّح البشرة عبر إزالة صبغة (الميلانين) التي تنتج اللون الأسمر، لحماية البشرة من أشعه الشمس، وبإزالتها، يُصبح الجلد مكشوفاً، ما يضاعف من فرص التعرض للإصابة بسرطان الجلد، الذي عادة ما يبدأ ببقعة حمراء صغيرة وسرعان ما ينتشر في كل الجسم. وقالت إن جميع الكريمات والحقن التي تفتح البشرة، تعتبر غير آمنة صحياً، ولا بد من استخدامها عند الضرورة فقط بإشراف طبيب مختص وتكون لفترة محددة بمدة العلاج. واختتمت(ع . س) حديثها بأن استخدام الكريمات بالطريقة العشوائية لمجرد الرغبة في تفتيح اللون يخلّف آثاراً ضارة على المدى القريب مثل التشققات، والتسلخات، والالتهابات الجلدية، إلى جانب الحروق، والتشوهات، وظهور الهالات، والبقع الداكنة على الوجه واليدين". ضبطيات وفي وقت سابق ضبطت قوات مكافحة التهريب بشمال دارفور كمية ضخمة من الكريمات ومستحضرات التجميل المحظورة والمقيدة وذلك بضبط عربة هينو (ZS) مخبأة بها كريمات داخل تنك وقود تقدر المضبوطات بقيمة (35) مليون جنيه. وتعود تفاصيل الضبطية إثر معلومات توفرت للمكافحة، وعلى إثر ذلك تم الضبط خلال طواف ليلي طويل غرب مدينة الفاشر بضبط عربة هينو(ZS) تحمل على متنها عدد (200) كرتونة كريمات وجدت داخل هاوزر الوقود. مشيراً إلى ضبط عربة أخرى هينو (ZS) بالتنسيق مع شرطة الولاية تحمل عدد (638) ستمائة ثمانية وثلاثين كرتونة كريمات مختلفة بالإضافة الى أدوية بشرية وحقن تخدير وحبوب تسمين، مبيناً أن القيمة السوقية للمضبوطات بلغت حوالي (35) مليون جنيه. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المهربين. إفشال تهريب وفي السياق ذاته في وقت سابق أفشلت فرعية مكافحة التهريب أمدرمان التابعة للإدارة العامة لمكافحة التهريب محاولة توزيع كميات كبيرة من مستحضرات التجميل كريمات إلى داخل الأسواق المحلية وذلك بضبط المضبوطات بإحدى المخازن بالخرطوم والذي يحتوي على كميات كبيرة من الكريمات غير المطابقة للمواصفات والمقاييس والاشتراطات الصحية. وتعود تفاصيل الضبطية حسب متابعات ورصد لفرعية أم درمان وتكللت بالمداهمة بعد اكتمال الإجراءات اللازمة وضبط المعروضات عبارة عن (60.000) علبة كريمات محظورة تم ضبطها بأحد المخازن تتبع لتجار بسوق أم درمان. اعتداء على الجسد وفي السياق ذاته قال الداعية السني مصطفى الحميدي ل(اليوم التالي) إن استخدام الكريمات ومستحضرات التجميل المتعددة لأجل التبييض واستخدام مواد أخرى لزيادة الوزن هي محرمة وتعد من باب تغيير خلق الله عز وجل ومخالفة لصريح القرآن الكريم لقوله تعالى: "ولا تلقوا بأديكم الى التهلكة" وأضاف في حديثه أن هذه الكريمات والحقن تعتبر مواداً كيميائية ضارة وتتسبب في كثير من الأمراض والتشوهات الجلدية، وقال إن ما تفعله المرأة في جسدها من تغيير لون وتسمين كيميائي يعتبر اعتداء على الجسد. وأضاف أن الناس أمانة في عنق الحاكم المسؤول عنها أمام الله سبحانه وتعالى لذلك يعتبر استيراد الكريمات الى داخل الدولة خيانة للأمانة. وفي ختام حديثه قال: نوصي المرأة السودانية بتقوى الله والخوف من عقاب الجبار وعدم طاعة الشيطان الذي قال: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله).. والله جل جلاله يقول: (ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً). الخرطوم: فايزة أباهولو
