بعيداً عن شائعة وفاة (السر قدور) باتت النسخة (17) في فهرست البرنامج الشهير (أغاني وأغاني) على المحك، وربما تختفي أجزاءٌ مهمة من الظهور هذا الموسم، بسبب مرض مقدمه الذي يعد العمود الفقري في تحقيق نجاحه المنقطع النظير، منذ انطلاقته في رمضان 1427 هجرية الموافق عام 2006.. وبحسب الصفحة الرسمية للصحفي سراج الدين مصطفى، على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك أن (قدور) يرقد طريحاً بمقر سكنه في حي المعادي بالعاصمة القاهرة، يعاني آلام المرض، بينما ترقد زوجته رفيقة دربة بالعناية المكثفة وسط الإهمال، ولم يجد راعي البرنامج الناجح من يرعاه سواء من الوسط الفني أو المسؤولين بالدولة، رغم أنه يعد ثروة فنية طائلة ورقماً لا يمكن تجاوزه في الثقافة والشعر.. وبعد ذلك بساعات حملت الأسافير شائعة كاذبة بوفاة السر قدور، إلا أن شقيقه كذب الأخبار، وأكد أن الشاعر الكبير حي يرزق، ووجد العناية من المسؤولين في السفارة السودانية بالقاهرة، فيما أكدت ابنة السر قدور "ثريا " في رسالة عبر الواتساب قالت فيها بابا كويس جدا في أمانة الله وكل ما في الأمر التهاب في القولون العصبي بسبب زعله الشديد على الوالدة لكن الحمدلله هو بخير والوالدة في تحسن .. وسيادة السفير والقنصل والمستشار الطبي وبعض أصدقاء الوالد متابعين معنا أول بأول من بداية تعب ماما.. نرجو منكم عدم تصديق هذه الشائعات).. هذا الوضع من شأنه أن يبعثر (أغاني وأغاني)، يربك الإعداد و يعيق عملية التسجيل التي بدأت بالفعل للحاق بشهر (رمضان)، موسم الفن والمسلسلات التي يستعد لها مقدم ومعد البرنامج السر قدور مع المخرج مجدي عوض صديق، بالترتيبات واختيار الفنانين – الأغاني والراعي وغيرها من التفاصيل التي ساهمت في إنجاح البرنامج الذائع الصيت، ولكن مرض السر قدور في هذا التوقيت الحرج قد يكون مؤشراً من شأنه أن يسمح بإجراء جراحة على أعضاء حيوية ربما تترك آثاراً على البرنامج، وإن فشلت العملية ربما تؤدي إلى توقف بث أغاني وأغاني.. ويعد – السر قدور – تميمة النجاح والمحور الذي يدور عليه البرنامج بما يتمتع به من قدرات هائلة في التقديم – أسلوب ممتع في السرد – إمكانيات كبيرة في التعامل، بالإضافة إلى مخزون المعلومات التي تحصل عليها؛ ليس بالاطلاع والبحث وإنما عن طريق المعاصرة ومجايلة كبار الفنانين – والشعراء والممثلين، لذا كان له الملكة في تقديم جميع حلقات البرنامج التي وصلت مجملها إلى (480) حلقة تقريباً خلال 16 موسماً.. ويجمع (قدور) في أطرافه عدة مواهب؛ رغم أن رحلة تعليمه توقفت عند الخلوة، ولكن مدرسة الحياة علمته ومنحته درجة رفيعة في الشعر الغنائي، وكتابة النصوص المسرحية والتمثيل، وتعلم من التجارب التلحين والتنقيب في التراث، كما استطاع أن يحفظ شعر وغناء الحقيبة، وظل يرفد الساحة الفنية والثقافية بالأعمال ولم يتوقف حتى وصل عمره الآن 88 عاماً ولا زال يعطي بسخاء. ووجدت النسخ الأولى من برنامج (أغاني وأغاني) الذي تبثه حصرياً قناة النيل الأزرق، نسبة مشاهدة عالية بعدما هجرت العيون القنوات الأخرى، كانت فكرة البرنامج باهرة ومدهشة، بيد أنه ساهمت في شهرة عدد من مبتدئي الغناء وأصبحوا نجوماً ، ولكن مع مرور السنوات وتكرار الفكرة تراجعت مستوى المشاهدة قبل أن يوجه النقاد سهامهم نحو قلب البرنامج، أصابوه ولكنهم لم يوقفوا نبضه، بيد أنه لا زال حياً يعيش بين بقية البرامج.. قد ينهض السر قدور وينقذ النسخة الجديدة لبرنامج (أغاني وأغاني)، وربما لا يستطع، وفي كلا الحالتين فإن الجميع ينتظر ويترقب الجديد على أفق الأخبار.. ** عمار شيلا: السر قدور بخير وفي تمام صحته النفسية والجسدية الخرطوم: اليوم التالي نفى المدير العام لقناة النيل الأزرق الأستاذ عمار شيلا خبر وفاة الأستاذ والشاعر ومقدم برنامج أغاني وأغاني السر قدور، وقال إنه بخير وفي تمام صحته النفسية والجسدية فقط هو حزين على مرض زوجته مشيراً إلى أن قدور مدرسة متفردة ومتميزة وحامل التراث والأمانة الثقافية والغنائية السودانية ويقدم واحداً من أهم البرامج التلفزيونية في تاريخ السودان وقال إن عمر برنامج أغاني أغاني أكثر من 17 عاماً سلم خلالها الأستاذ السر قدرور الإرث الثقافي والفني والغنائي من الأجيال السابقة للأجيال الجديدة من الفنانين والموسيقيين والشعراء واستطاع قدور إنهاء قطيعة عدد كبير من السودانيين لتراثهم القديم ونحن في انتظاره لإمتاع المشاهدين من خلال نسخة جديدة من برنامج أغاني وأغاني خلال شهر رمضان المقبل. تقرير – علي الطاهر
