ازدادت في الآونة الأخيرة الحوادث المرورية في كل ولايات السودان، خاصة الشوارع القومية، وفي الأسبوع الجاري حدثت عدة حوادث لم تسلم منها قوات الشرطة نفسها، حيث راح ضحية القيادة بطيش، عدد من منسوبيها، وشهد طريق الفاشر – أم درمان عدداً من الحوادث، آخره أمس حادث بص أبو سارة، وحادث آخر في طريق شريان الشمال، وحادث غرق المركب، حيث فقدت أسرة واحدة 17 شخصاً، والنماذج كثيرة، وشرطة المرور تُركِّز في السيارات المظللة وتترك السيارات التي تعمل في خط المواصلات وهي غير مستوفية لشروط العمل، ولاحظت بعض السّيارات العاملة في خُطوط المواصلات ليس لديها نور عاكس من الخَلف والباب لا يُغلق، ولا أدري كيف يتم ترخيصها وكيف تمر على جهاز الفحص والفحص الدوري للمخدرات؟! والكحول والتقيُّد بالسُّرعة وتحديد السُّرعة معروفٌ عالمياً كل منطقة لها سرعة مُحدّدة مثلاً School Zone speed limit والسرعة داخل الأحياء السكنية وطرق المرور السريع وشرطة المرور، وإدارة الطرق السريعة مُقصِّرة في وضع العلامات، والحكومات الولائية مطالبة بتنظيم السرعة على الطرق لتحسين السلامة المرورية وتقليل الحوادث والإصابات، والآن بالسودان ازدادت عمليات القيادة بطيش. والملاحظ، هنالك أيضاً نقصٌ في كادر شرطة المرور العامل في الطرق السريعة، كما نُطالبهم بوضع علامات المرور وتحديد السرعة، وقانون المرور في السودان يحتاج إلى تعديل ومُواكبة، وربط المُعاملات بالسيستم وتحسين الشّبكة ووضع كاميرات في الشوارع لرصد المُخالفات، والصُّور يُمكن أن تقلل من العنصر البشري، والمواطن أيضاً يجب أن يُساعد ويتعاون في إرساء ثقافة التعامل مع القانون واحترام قواعد المرور وعدم تخريب علامات المرور. قبل فترةٍ شاهدت مواطناً في شارع المطار يحمل لافتة الاستوب وهو مُتّجه نحو السوق المركزي، فهذا سلوكٌ مرفوضٌ يجب على الجميع محاربته، وأن تقوم المباحث بواجبها في صيانة وحفظ الممتلكات العامة. ومعلومٌ أن الحوادث المرورية ضحاياها أكثر من الحروب والصراعات القبلية ولها أضرارها الاقتصادية والاجتماعية، ووزارة الداخلية عليها العمل بجدية في تنظيم حركة المُرور وضبط السيارات المُخالفة، والسائقين، وتفعيل فحص المخدرات والكحول Drug Test. الرحمة والمغفرة لضحايا الحوادث المُرورية وعاجل الشفاء للجرحى، ونأمل أن يكون حادث بص أبو سارة أمس بطريق الفاشر – الأبيض آخر الحوادث. كل عام وأنتم بخير ورمضان كريم ومبارك عليكم وعلينا وتقبّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الدعوات.
