أغاني و أغاني – 2022 (7) الفنانة هدى عربي و الفنان مأمون سوار الدهب حرمنا إنقطاع البث و الخلل التقني الذي ظل يلازم البرنامج لمواسم عدة من أن نستمع إلى ما قدماه من غناء في ختام حلقة الأمس ، و كنت أتمنى الإستماع إليهما و الإستمتاع بما قدماه فهما من أميز الأصوات التي قدمها البرنامج و من أبرز نجوم الغناء في الساحة الغنائية منذ ظهورهما حتى اليوم ، فلهما و لمحبيهما العتبى ، خاصة الصديقة الأستاذة إنعام حيمورة رفيقة درب الفنانة هدى عربي و صديقتها الوفية و أكثر الداعمين لمشوارها وفاءً . فيما يلي حلقة هذا المساء فقد أراد لها الأستاذ مصعب الصاوي و فريق إعداد البرنامج أن تكون حلقة خاصة بالاحتفاء بغناء الحماسة و الفروسية . من كلمات سحر ميسرة و ألحانها قدمت لنا الفنانة هاجر كباشي إحدى أغنيات الحماسة ذات الكلمات الحديثة و التي حافظت من خلالها على اللحن و طريقة النظم و المفردات و التي مزجت بيتها و بين أسلوب غناء الحماسة و قصائد المديح النبوي الشريف . الفنان الشاب الدكتور محمد دفع الله محمد الطيب قدم لنا من غناء التراث الحماسي ( عشميق الأصم ) و هي من كلمات شاعرة الكواهلة ( العامة بت حسان ) التي نظمتها في مدح الشيخ عبد الله ود جاد الله ود بليلو ناظر عموم قبيلة الكواهلة و هي إحدى الأغنيات التي تمجد صقر الكواهلة و حادثة نفيه إلى منطقة ( الشقيق ) عقب تحديه للسير هارولد ماكمايكل و كسره لقلمه ، و الشيخ عبدالله ود جاد الله إقترن بالسيدة أمسلمة إبنة الإمام المهدي و أنجب منها بنين و بنات ، كما تزوج السيد عبدالرحمن المهدي من كريمته السيدة سكينة و تزوج إبنه السيد الصديق من كريمته السيدة رحمة ، كما أنجبت شقيقته رحمة بت جاد الله العمدة ود هباني الذي أصبح ناظراً لفرع الكواهلة الحسانية فيما بعد . و تصحيحاً لما أورده الأستاذ مصعب الصاوي فمناطق الكواهلة تبدأ من جبل الحسانية جنوب شندي و هي أولى مواطنهم في السودان كما أن إمتدادهم في جنوب مصر و شمالها الشرقي فهم أصل سكان شرم الشيخ و ما حولها ، و هم أصل سكان مدينة ( قنا ) في صعيد مصر و ما حولها ، و حسب توثيق البريطانيين لقبيلة الكواهلة فهي تمددت خلال 900 عام إلى داخل العمق السوداني بحثاً عن المراعي حتى كردفان و بحر الليس ( بحر كيوات ) الذي أطلق عليه الأتراك إسم النيل الأبيض و بحر العاديك الذي أطلق عليه الأتراك أيضاً إسم النيل الأزرق بينما يسميه الأثيوبيين ( أباي) ، و منطقة الجزيرة و البطانة و لديهم عموديات حتى منطقة الفاو شرقاً . من كلمات أحمد العمرابي و ألحانه قدم لنا الفنان مأمون سوار الدهب ( أخوي تومي ) و هي في ذات سياق الحماسة و الفروسية و مدح الفارس الكريم ، و يبدو أن مأمون سوار الدهب في تطور ملحوظ و مرحلة نضوج فني قد تتوج بميلاد فنان كبير . الفنان شكرالله عزالدين و من كلمات الشاعر أشرف على الله قدم لنا أغنية ( حبابو الموت ) ، و أعيب عليه فقط إستخدام إيقاع سريع لا يناسب لونية غناء الحماسة ، و هو أداء شابه تسرع لا يعبر عن الحماسة و الفروسية و هي قيم تجافي الخفة و التسرع في كل شيء ، لا نستثنى من ذلك الإيقاع و النم و الدوبيت و هي الضروب التي أنبثق عنها الغناء حديثاً . الفنانة إنصاف فتحي قدمت لنا هذا المساء من كلمات مثاني حسن الحاج و ألحان إنصاف فتحي أغنية ( الدخري ) و هي عمل خاص يحسب للشاعرة إختيارها لمفردات تراثية ، كما يحسب لإنصاف فتحي إختيارها للحن المستلف من التراث . في ختام الحلقة قدم لنا الفنان محمود درير إحدى أغنيات إيقاع الدلوكة لفنانة الجعليين الشعبية الأولى ( حميرا ) أو ( حميراء ) وحاة أبوي ، و هي من تراث البطان و الفروسية و ( حميرا ) ملكة غناء الدلوكة و الشتم تركت لنا تراثاً فنياً ثرياً يستحق إعادة تقديمه للأجيال المعاصرة و القادمة . و الملاحظ أن الأستاذ مصعب الصاوي يخطئ في نطق إسم ( دِرِير ) فأهلنا في شرق السودان ينطقونه بكسر الدال و كسر الراء و تشديد الياء و تسكين الراء ، و كان لزاماً على الفنان محمود دِرِير نفسه تصحيحه . الفنان الكبير خلف الله حمد غنى لنا من أغنياته الحماسية التراثية من كلمات الفارسة رقية بت مسمار ( الالاف درجن) الفنان الشاب عمار فرنسي بمشاركة الفنان الشاب أحمد عوض ، و قد إستطاعا تقديمها بمستوى راق يحترم غناء الكبار و لونية الحماسة . غداً إن شاء الله نلتقي ،،،