د.حيدر معتصم الحکمة ليست في معرفة الأشياء فلسفيا أو على المستوى النظري و لکن في جعل تلك المعرفة واقعا يمشي بين الناس و تحويلها الي برامج عملية تهدي إلى تحقيق الأهداف و المقاصد التي من أجلها خلق الله الکون و خلق الناس ليعبدوه بالعلم والعمل و الشكر.. تلك هي العبادة في أبهي صورها.. و تتجلي تلك القيم والمعاني بشکل أوضح في نكوص الإنسان عن العهد مع الله في إحتکارالأشياء و تحديدا إحتكار السلطة و المال عن طريق السياسة و الاقتصاد و فلسفة كسب المال أو الرزق، و تلك في كثير من الأحيان مرتبطة بما يفتح الله به علي الناس من بصر و بصيرة و لا علاقة لها من قريب أو بعيد بکليات تعليمية أو وزارات أوم5سسات إقتصادية وإنما ترتبط في شقها الإعتقادي إرتباطا وثيقأ بعلاقة الفرد أو الجماعة او الناس بربهم مباشرة .... و الله سبحانه و تعالي هو الذي خلق الکون و هو الذي أنزل الرزق ليکون مشاعا بين الناس ولا يكون دولة بين الأغنياء و خلق السلطة لتكون هادياً للناس لطريق الحق المؤدي إلي الله، و لذلك حينما تأتي السلطة و التشريع لترسخ لمفاهيم إحتكار الرزق و السلطة لف7ة من الناس دون بقية الخلق فليأذن الناس بحرب من الله لأن ذلك يعد من الأفعال الشائهة و المشينة المؤدية إلى الإستبداد و الظلم و قديما قيل أن الملك يبقى مع الكفر و لايبقى مع الظلم لأن ذلك يعد خروجاً صريحاً و تعدياً علي حدود الله و نواميسه في کونه لأن الله هو الذي خلق الکون و هو المهيمن عليه و هو القاهر فوق عباده . تقع مدينة المفازة بولاية القضارف على ضفاف نهر الرهد كأحد أهم مراكز الإنتاج الزراعي و الحيواني التي مثلها مثل كثير من ربوع السودان و بواديه ظلت و لم تذل تعطي أهل السودان غذاءً يسد الرمق و فكرة تهدي الناس سواء السبيل في معاني الشهامة و المروءة و إغاثة الملهوف و قد وثق لتلك القيم و المعاني في حق أهلنا بمدينة المفازة الراحلين الشاعر عمر ود الحسين و الفنان سيد خليفة عبر كلمات القصيدة اللوحة.. إعصار المفازة.. في حق أهلنا بالمفازة و في حق رمزهم عمنا المرحوم العمدة حسن عبدالله ود طه، و رغم أن منطقة المفازة تذخر بكثير من الأعاصير الهادية إلى قيم الحق و الفضيلة إلا أننا نيابة عن أهلنا في المفازة و أهل السودان قاطبة نستميح شاعرنا الكبير عمر ود الحسين صاحب و ناظم رائعة إعصار المفازه والفنان القدير سيد خليفة الذي أشبعها لحنا وهما الآن في رحاب الله الفسيحة لإستعارة لقب إعصار المفازة بالأصالة لصالح إعصار آخر من أعاصير المفازة هو عمنا المرحوم محمد مصطفى الشهير بأحمودي دون أن ينقص ذلك أو يقدح في حق العمدة ود طه في إستحقاقه باللقب شيئاً، و أحمودي لمن لايعرفه فهو رحمه الله مزارع بسيط من أهل المفازة له قصة و حكاية يرويها أهل المنطقة و يوقنون بأنها هي السبب في تميزه و إنتاجه الوفير في كل موسم زراعي طوال حياته و تلك القصة في حقيقتها تصلح لأن تكون فكرة و برنامج وخطة لوزارة الزراعة و كل مناطق الإنتاج الزراعي و الصناعي ليس لشئ إلا لأنها تعمل على ربط الأسباب بالتوكل و ربط الأرض بالسماء. يااااا الله.. أدي أديني ما أدي ما تديني.. تلك کلمات ظل يرددها عمنا المرحوم أحمودي لسنوات طويلة و هو يزرع لتكون عهداً و مناجاة بينه و بين الله مع كل رمية حبة و دفنها في باطن الأرض لتخرج الأرض له بعد ذلك وعداً وتمنى و إيماناً بأن الله هو الرزاق و أن وعد الله حق.. و في السماء رزقكم و ماتوعدون.. ، وتلك الكلمات و ذلك العهد تعبران بصدق عن ذلك الانسان البسيط الذي يعيش في مکان بسيط ليس فيه کلية للاقتصاد و لا معرفة مکتسبة عبر خبراء أو مراکز بحثية بها عتاة العلماء و الباحثين و انما هو الفتح الرباني والبصيرة النافذة المرتبطة ارتباطا و ثيقا بمن خلق الرزق و خلق السلطة وجعلهما سلما لإرتقاء الإنسان لنجاحه و فلاحه و سعادته في الدارين نود أن نكون شهوداً عليها و نهديها كماركة مسجلة وصدقة جارية في دفاتر الفتح الرباني و ملكية فكرية بإسم إعصار المفازة عمنا المرحوم أحمودي إستحقاقاً عن جدارة إلى كل الباحثين عن الطريق القويم في الإنتاج و الإنتاجية بإعتبار أن ذلك يتسق مع ما ينتظم الكون من أوبه وعودة إلى الله وما تفتقده الانسانية من مفاتيح و قيم تهدي إلى الحق في صراعاتها الصفرية حول المال و السلطة و ما يدور من صراع بين ما يسمي بالدول العظمي والعظمة لله وحده في هرولتها وتجنيدها لجميع قدراتها من أجل إقتلاع لقمة العيش من افواه المساكين الذين يحتاجونها الآن حول العالم لصالح آخرين يعيشون في تخمة دائمة و ليس لهم بها حاجة و اقتلاع السلطة بالقوة الباطشة فوق اختيار الناس و ارادتهم و ليس أمامنا إلا أن ننظر الي ايات كتاب الله المسطور و إلي ما فيه من عبر و دروس من أجل إستقامة كتابه المنظور يقدمها أمثال أحمودي من البسطاء كعبر و دروس مجانية في فلسفة و نشوء الامم و تطورها و سقوطها و سنجد حينها بکل بساطة ان ذلك الرجل البسيط بما يحمل من أفكار أحق بالريادة و القيادة في العمل الزراعي و الإنتاجي من كثير ممن نالوا ذلك الشرف بلا بصر و لا بصيرة ممن درسوا الاقتصاد و العلوم السياسية و الاستراتيجية في اعتي الکليات و المعاهد العلمية الحديثة و لم يقدموا شيئاً.. عينيك يالصقر... في الحارة ما بتنوم صدرك للصعاب.. دايما بعرف العوم في وسط الفريق.. في الفارغة ما بتحوم لابتتلام.. لا بتعرف تجيب اللوم ود ناساً عزاز جمعوا المكارم كوم تفخر بيك بنات البادية و الخرطوم تحية حب و مودة و إعتزاز لأهلنا السمر في مفازة ود طه و أحمودي.. فهم فخر لنا و للوطن. صحيفة الانتباهة