الخرطوم تتعرض حاليا لما تعرضت له بغداد من غزوِِ غادرِِ أجنبيِِ ولأن الخرطوم تشبه بغداد في موقعها كبوابة جنوبية للعالم العربي فهي معرضة لأطماع أعراق وأجناس وقوميات على امتداد العمق الأفريقي كما هو حال بغداد مع التتر والخزر والفرس والمغول في العمق الآسيوي . جحافل الغدر تحينت الفرصة وغزت الخرطوم وكما هو حال بغداد عبر مجموعات من قوادين محليين عرفوا في العراق والسودان بجماعة (تعالوا احتلونا) . وبنفس الحقد الممنهج الذي خُطط ونُفذ في بغداد كانت الخرطوم على موعد مع النسخة الشبيهة والتي تمثلت بإعداد وحشد سبعين ألف عنصر إلى داخل الخرطوم بمعدات متكاملة وخطة مدروسة وتحت اسم (الدعم السريع) ولهذا العدد الضخم أسند الرعاة نفس الأهداف التي أُسندت لأمثالهم سابقا فيما يخص بغداد والمتمثلة بالآتي : 1/قتل رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن ثم تصفية ضباط الجيش والأمن والشخصيات المهمة في الدولة واعتقال بقية أفراد الجيش 2/احتلال كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وإتلاف الأرشيفات وقواعد البيانات والوثائق ونهب كل شيئ 3/نهب البنوك والمؤسسات المالية المختلفة سواء العامة أوالخاصة واحتلال مبانيها ومرافقها 4/إحتلال المستشفيات والمراكز الصحية والسيطرة على كل شيئ له علاقة بالصحة من ادوية ومعدات طبية وغيرها 5/إعتقال رجال الدولة والشخصيات الوطنية وقادة الرأي والأكاديميين والتجار والصحفيين ورجال الأمن وتصفيتهم عبر جماعات يتم توصيفها فيما بعد ب (المنفلتة) 6/إحتلال منازل المواطنين ومصادرة ممتلكاتهم وإتلاف وثائقهم الشخصية المتعلقة بهوياتهم وانتهاك حرماتهم واتخاذ جزء منهم دروعا بشرية واعتقال وتعذيب آخرين وتهجير من تبقى 7/إحراق المكتبات وبيوت الثقافة ودور النشر ونهب المتاحف والمخطوطات 8/إتلاف السجل المدني والسجلات الأكاديمية وإتلاف كل ما له صلة بالمعلومات والإحصاءات والبيانات الجمعية للدولة السودانية 9/إطلاق السجناء والمجرمين مقابل تجنيدهم وفق مخطط الغزاة 10/توطين الغرباء القادمين من الخارج وإحلالهم بالخرطوم بديلا عن السكان الحقيقيين وفق خطة ديموغرافية مدروسة – كما حصل ببغداد – وبعد أن تم تزويدهم بوثائق هويات مزورة 11/تعميم ما حصل في الخرطوم على بقية ولايات ومناطق السودان حسب خطة مدروسة وممولة وممنهجة وبالتقسيط ووضع السودان في اكبر ازمة إنسانية عالمية على امتداد القرنين العشرين والحادي والعشرين 12/ وكما كانت بغدادالعراق منطلقا لمجاميع الغجر الشعوبيين نحو الشام والجزيرة العربية فالخرطوم السودانية يراها أولئك منطلقا نحو مصر والدول العربية في شمال وغرب أفريقيا ولعل القارئ الحصيف يستذكر الانقضاض المفاجئ ومن اليوم الأول على قاعدة مروى الجوية شمال السودان والقريبة من الحدود المصرية وأسر وإهانة افراد الكتيبة المصرية التي كانت في مهمة تدريبية في إطار العلاقات بين الجيشين العربيين الجارين . خلاصة القول هي أن نصف خطة العدو هو ما تم تنفيذه فقط إلى الآن بينما أفشل الجيش السوداني بمعجزة عظيمة افشل النصف الآخر منذ الوهلة الأولى ولعل ابرز ما في ذلك هو نجاة رئيس الدولة القائد الأعلى من التصفية بعد مقتل ثمانية وأربعين من عناصر حراسته وأقاربه . فأي عاصمة في العالم يمكن ان تصمد أمام هذا العدد الكبير والجيش الجرار والسيل المتدفق من مجاميع غجرية وحشود شعوبية أعدها ودربها الراعي المبرز في مجال التكنولوجيا وأساليب الفناء ؟! وقد رأينا كيف ترتعش باريس وبون وواشنطن ومدريد أمام مجاميع مثلية وملثمة هدفها الاحتجاج لا غير !! والجميع رأى موسكو كيف كانت قاب قوسين او ادنى من السقوط أمام مجاميع من فاغنر كانت تقطع الف كيلو متر في طريقها لموسكو لولا تدخل رئيس بيلاروسيا عبر الهاتف والذي استطاع بمعجزة إثناء تلك المجاميع عن هدفها ومنع سقوط الامبراطورية الروسية وما ادراكم ما الامبراطورية الروسية ف/ لك الله يا الخرطوم !! لقد انتصبت قامتك في زمن الانحناءات وارتفعت رايتك في زمن الانتكاسات وثبت أبناؤك في زمن السقطات وأسقطتِ ودحرتِ واحدة من اكبر وأهم وأقذر المؤامرات !! بقي السؤال : أكو عرب ؟ ! سلطان مشعل نقلا عن موقع عدن الغد مواضيع مهمة علاج الحمى في الطب النبوي مشكلة مص الإصبع التفاح الأخضر .. فوائد الضغط في العمل كيف نتناول الكزبرة؟ ميكب خدود البشرة الداكنة