بعد أيام من توصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق يقضي بقيام إسرائيل بإطلاق سراح عشرين أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو حديث مدته دقيقة واحدة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لدى حماس منذ يونيو/حزيران2007 ، كشفت مصادر مصرية مطلعة السبت أن الوسيط الألماني بدأ في تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى والتي تقضي بنقل شاليط إلى القاهرة الشهر المقبل. ونقلت صحيفة "المنار " المقدسية الفلسطينية عن تلك المصادر قولها إن الصفقة ستستكمل بشكل نهائي قبل انتهاء شهر يناير/كانون الثاني القادم بعودة شاليط إلى إسرائيل والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين وفق القائمة المتفق عليها. وأضافت المصادر ذاتها أن المرحلة الثانية تقضي بإطلاق سراح المعتقلين الذين يعانون من أمراض خطيرة والمعتقلين القاصرين في السجون الإسرائيلية مقابل نقل شاليط إلى مصر. وتابعت أن حركة حماس ما تزال ترفض هذا الاقتراح الذي تؤيده إسرائيل لدوافع داخلية ، حيث أبلغت الوسيط الألماني خشيتها على حياة شاليط وتفضل نقله إلى مصر حتى استكمال الصفقة مع الاستعداد الإسرائيلي لدفع الثمن المطلوب. وأشارت المصادر أيضا إلى أن الاتصالات تجري بشكل جيد وهناك تقدم تم تسجيله، حيث نجحت "إشارة الفيديو" في إيجاد أجواء ايجابية وعززت الثقة بين الأطراف المعنية. وأوضحت أن رئيس الطاقم الإسرائيلي المفاوض حجاي هداس سيتوجه الأسبوع القادم إلى القاهرة لاستكمال الاتصالات والمشاورات وهو أكد لمقربين منه أنه في حال استمرت إدارة المفاوضات على الشكل الحالي وبالوتيرة نفسها ، فإنه من الممكن الوصول إلى إنهاء صفقة تبادل الأسرى قبل انتهاء شهر ديسمبر/كانون الأول القادم ، إلا أن إسرائيل تخشى حدوث اضطرابات في الساحة الفلسطينية تفشل هذه التوقعات والتقديرات الايجابية المتفائلة ولذلك تسعى لنقل شاليط إلى مصر. ونقلت المصادر عن مقربين من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو رغبته في إنهاء هذا الملف، ولا يرغب في الانتظار طويلا والبقاء تحت رحمة ما أسمته المصادر ب"الحسابات الحمساوية" لتحسين شروطها. واستطردت أنه في حال أصرت حماس على مطالبها فإن إسرائيل ستتمسك بضرورة تنفيذ المرحلة الثانية وهي نقل شاليط إلى القاهرة لضمان سلامته مقابل إطلاق أعداد من المعتقلين وهى على استعداد للاتفاق على جدول زمني لتنفيذ المرحلة الثالثة وعودة شاليط إلى إسرائيل. جدير بالذكر أن عدة فصائل مسلحة في غزة قامت بأسر شاليط (23 عاماً) فى قطاع غزة منذ عام 2006 ، وتلعب مصر وأجهزة الاستخبارات الالمانية دور الوسيط في تسوية القضية بين حماس وإسرائيل والتي بدأت في مطلع أكتوبر / تشرين الأول بصفقة الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية مقابل تسلم إسرائيل شريط فيديو يظهر فيه شاليط في صحة جيدة وذلك في مرحلة أولى من الصفقة. وكانت ألمانيا لعبت في 2004 دور الوسيط في المفاوضات التي أدت إلى عملية تبادل أسرى كبيرة بين حزب الله اللبناني واسرائيل ، كما لعبت برلين مجددا دورا مهما في المفاوضات التي اتاحت في 2008 استعادة جثتي جنديين اسرائيليين مقابل الافراج عن اسرى لبنانيين. وأسماء المحررات من سجون الاحتلال ضمن صفقة فيديو عن شاليط هن : جهاد أبو تركي، صمود خليل عبد الله، سناء صلاح، هيام يوسف البايض، ليلى محمد البخاري، نجوى عبد الغني، شيرين محمد حسن، لينان يوسف أبو غلمة، كفاح عمر محمد عفانة، نفين خليل دقة، براءة ملكي، ميمونة جبرين، ريمة أبو عيشة، آيات القيسي، ناهد فرحات، زهور عبد أبو غياض حمدان، فاطمة يونس الزق، هبة أسعد خليل النتشة، روجينا رياض محمد جناجرة ، ومنال زياد سباعنة.
