الأنباء التى ترددت عن إتساع دائرة النشاطات الإجرامية لجيش الرب اليوغندى لتصل تخوم دارفور بعد أن عاثت الحركة قتلاً وتشريداً واختطافاً للأطفال فى شمال يوغندا وجنوب السودان والكنغو الديمقراطية وافريقيا الوسطى ، تثير هذه الأنباء فى حال تأكيدها مخاوف من تصاعد عمليات العنف فى دارفور التى تعانى أصلاً من الحرب وتوابعها، وجيش الرب اليوغندى بعد أن ضاقت به مسارحه التقليدية فى شمال يوغندا وجنوب السودان، يريد التوسع غرباً أو هناك جهات تدفعه الى هناك لأن حالة الفوضى التى عاشها الاقليم فى السنوات الماضية تغرى زعيم جيش الرب جوزيف كونى الرافض للتوقيع على معاهدة سلام مع الحكومة اليوغندية بعد محادثات مارثونية فى جوبا برعاية حكومة جنوب السودان، ذلك الرفض الذى ترتب عليه قيام حملة عسكرية مشتركة بين الحكومة اليوغندية والكنغولية وحكومة جنوب السودان خلال هذا العام لمطاردة عناصر جيش الرب التى باتت تمارس لعبة الاختباء ثم الهجوم على القرى القاصية للحصول على المؤن ، فدارفور من الناحية النظرية وفقاً لخبراء مكان مناسب لنشاط جيش الرب وتواجد عناصر جيش الرب فى بحرالغزال ومنطقة راجا المتاخمة لجنوب دارفور تجعل تسلل هذه العناصر الى عمق الاراضى الدارفورية احتمالاً ممكناً وخطيراً فى الوقت نفسه لان هذا الجيش يعد من اكثر الحركات المسلحة وحشية فى العالم ومتخصصاً فى خطف وتجنيد الاطفال ، وتسلل اى عناصر من هذا الجيش المثير للفوضى فى الاقليم من شأنه وفقاً لخبراء في الجيش اليوغندي ان يضرب جهود التسوية السلمية لنزاع دارفور فى مقتل ويفتح المنطقة على احتمالات هى الأسوأ من حيث الخطف والقتل والسلب والنهب ويعطل كلياً الجهود الدولية لتحسين الأوضاع الإنسانية والأمنية . وتواترت هذا الاسبوع أنباء عن تدشين جيش الرب نشاطه بدارفور فى ظل نفي تلك الانباء رسمياً من قبل الجهات المسئولة بالبلاد ، حيث نشرت وكالة رويترز للانباء ان جيش جنوب السودان (الجيش الشعبى) قال إن متمردين يوغنديين في حاجة ماسة الى الامدادات هاجموا نازحين من دارفور في الجنوب وقتلوا خمسة أشخاص. وقال كول ديم كول المتحدث باسم جيش الجنوب الهجوم وقع في 21 أكتوبر واستهدف نازحين من دارفور في معسكر وأضاف أن الهجوم وقع في غرب ولاية بحر الغزال وهي ولاية لها حدود طويلة مع دارفور. وقال كول ان ثلاثة من رجال الشرطة الذين يحرسون المعسكر واثنين من النازحين قتلوا خلال الهجوم وأضاف أن عدداً من الاشخاص اختطفوا. وفى استعراض موقع ال (بى بى سى) للصحافة البريطانية حذر تقرير في صحيفة (الاندبندنت) حمل عنواناً مثيراً دارفور: فصل جديد قاتل من ان جماعة جيش الرب احدى اكثر جماعات حرب العصابات المرهوبة في إفريقيا انتقلت الى دارفور مما يهدد باشعال اعمال عنف في الاقليم المضطرب. وتنسب الصحيفة هذه الانباء الى مصادر استخباراتية في السودان. وتقول الصحيفة ان هذا التطور يأتي في وقت تتراجع فيه دارفور من عناوين الاخبار العالمية وبعد ان اعلنت بعثة الاممالمتحدة انتهاء القتال مبدئياً هناك.وتضيف الصحيفة. ان احتمال وصول جماعة دينية اشتهر عنها القيام بمذابح ضد المدنيين والاغتصاب واستعباد الاطفال يهدد هذا السلام الهش.وتنقل (الاندبندنت) عن مسئول رفيع في الجيش الشعبي لتحرير السودان قوله ان جماعة جيش الرب بثت الرعب في شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية وان الجزء الاكبر من قواتها انتقل عبر الحدود الآن الى دارفور. فقد أكد اللواء كول ديم كول للصحيفة إن الجيش الشعبي أرسل سرية لتعقب عناصر جيش الرب الذين هاجموا معسكرات اللاجئين في راجا . وأكد ل «مرايا اف ام» أن مقاتلي جيش الرب غادروا المنطقة وتوجهوا نحو جمهورية أفريقيا الوسطى. وأضاف الناطق باسم الجيش الشعبي أنه لا تتوافر لديه معلومات دقيقة حول قوات جيش الرب المتواجدة في جنوب السودان، غير أنه أشار إلى أن التقديرات تشير إلى أن هناك ما بين ألف وألف وخمسمائة مقاتل من جيش الرب للمقاومة في مختلف مناطق جنوب السودان، وقال إن جوزيف كوني ونائبه ربما كانا قد دخلا جنوب دارفور. وفي تصريحات صحافية، نشرتها (الشرق الاوسط) اللندنية حذر سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان من «خطورة نشاط جيش الرب »، وقال إن «جيش الرب» أصبح مهدداً أمنياً في الإقليم، وأضاف أنه خرج من يوغندا ويوجد الآن في مناطق غرب الاستوائية والكونغو وأفريقيا الوسطى وهو في طريقه إلى تشاد ودارفور. ومع تواترالأنباء التى تؤكد ظهور جيش الرب فى دارفور والاخرى التى تنفى ذلك يظل جيش الرب عنصراً فى المعادلة الامنية والسياسية لدول السودان، يوغندا، الكنغو، وافريقيا الوسطى، ولابد من استراتيجية شاملة تشارك فيها هذه الدول لاستئصال جيش الرب الذى لم تسلم دول فى الاقليم من فظائعه منذ تشكيله فى ثمانينيات القرن الماضى للاطاحة بالحكومة المركزية فى كمبالا وتطبيق حكم الوصايا العشر.