(لقد ضاقت جدا على جوزيف كوني وجيش الرب)، الانطباع الاول الذي يتسرب اليك عندما تقرأ خبر تشكيل حلف عسكري اقليمي بدعم دولي لمحاربة جيش الرب بلا هوادة، فى حرب لا تعترف بالحدود، او تضع اوزارها الا بالقضاء الكامل على جوزيف كونى المتمرد على حكومة موسيفيني اليوغندية. فقد كشف الميجر بادي انكوندا المتحدث العسكري باسم اوغندا امس إن دول اوغندا والسودان (حكومة الجنوب وجيشها) وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبعثة الاممالمتحدة في الكونغو (مونوك) اتخذت بعد اجتماع عقد يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين في كمبالا بين قادة القوات العسكرية. على تكوين تحالف عسكرى بدعم أقليمي ودولي لمحاربة متمردي جيش الرب إذا فشلت محادثات السلام مع زعيمهم جوزيف كوني. واضاف انكوندا انه تقرر خلال الاجتماع ان يقود جيش جمهورية الكونغو العملية ضد جيش الرب للمقاومة بدعم من بعثة الاممالمتحدة دون ان يوضح متى ستشن العملية. فى الجانب الآخر وفيما يبدو رداً على قرار الدول الثلاث وصف زعيم وفد جيش الرب للمقاومة جيمس كونى القرار بأنه سييء بالنسبة للسلام، وطلب من المشاركين في اجتماع كمبالا فرصة اخيرة. وكان كوني قد خذل المفاوضين في ابريل بعد اثارة امال بأنه سيوقع اتفاق سلام بجنوب السودان تحت رعاية حكومة الجنوب وبإشراف د. رياك مشار كبير وسطاء السلام اليوغندي لانهاء أكثر من عقدين من الحرب في شمال اوغندا تسببت في قتل عشرات الآلاف ونزوح مليوني شخص آخرين. إضافة لإقلاق مضاجع المنطقة بإثرها (شمال شرق الكنغو، وجنوب السودان، وشمال شرق يوغندا، وجنوب شرق افريقيا الوسطى). وقد اكدت مصادر امنية في كمبالا ان كوني اقام قواعد في الكونغو وجمهورية افريقيا الوسطى جديدة، بدلا عن قواعده الاساسية السابقة بجنوب السودان. وتشدد الحكومة اليوغندية فى ذات الوقت على انه لا امل فى التفاوض مع كوني، ويقول انكوندا ان زعيم جيش الرب استخدم عملية السلام لتجنيد وخطف اطفال قصر واعادة تسليح نفسه لمواصلة القتال، مما يظهر نيته فى مواصلة القتال الى ما لا نهاية. ويجئ هذا الحديث بعد رفض كونى لقاء العشرات من الشيوخ ورجال الدين وزعماء القبائل والمشرعين في أوغندا منتصف مايو الماضى بعد وصولهم إلى قرية نائية على الحدود بين السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية للقاء كوني، الذي رفض مقابلتهم. ومهاجمته فى ذات الوقت قرى فى افريقيا الوسطى. لتجنيد المزيد من المقاتلين. وقد ندد مجلس السلم والأمن في الإتحاد الإفريقي فى حينه بما حدث. وقال الإتحاد الإفريقي فى بيان صحافي إنه يندد بشدة بالفظائع التي يرتكبها ذلك الجيش بزعامة كوني في إفريقيا الوسطى.. معرباً عن قلقه الشديد من خطر زعزعة الإستقرار الذي يشكله وجود تلك الحركة في جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد. ويرى محللون ان تكوين الحلف العسكري المشترك الاخير يجئ لتحقيق حلم كمبالا الذى طالما حلمت به، خاصة انها قد دعت الى تشكيل قوة إقليمية متعددة الجنسيات منذ سنوات. ويضيفون ان الحلف تحقق خاصة بعد ارتكاب جيش الرب لفظائع أخيرا فى افريقيا الوسطى. والمحادثات بين جيش الرب للمقاومة واوغندا بدأت بشكل جدي في العام 2006 في جوبا، كانت فى مجملها متعثرة، نتيجة انسحابات جيش الرب والحكومة اليوغندية المتكررة والخلافات بشأن الترتيبات الامنية، والاتهامات فيما يختص بجرائم ضد الانسانية المنسوبة لقيادات جيش الرب من قبل محكمة العدل الدولية التى تنظر لكوني وعدد من كبار قادته باعتبارهم أسوأ جماعة مسلحة فى الفترة الاخيرة. وفى الجولة الماضية حدث تفاؤل بحدوث انفراج نسبي، بعد توقيع مفاوضي جيش الرب لسلسلة من المعاهدات بشأن صياغة وثيقة سلام، غير ان تعنت كونى، اضافة لمشاكل تنظيمية داخل جيش الرب نفسه، ادت فى النهاية لتصفية (فينسنت اوتي) الرجل الثاني في القيادة ورئيس وفد التفاوض وكاد جيش الرب يوشك على التوصل لإكمال الاجندة التفاوضية بجوبا بعد اعادة تشكيل كونى لطاقم التفاوض بعد مقتل اوتى بدفع رئاسة الوفد التفاوضى للدكتور ديفيد نياكروج. ويرى محللون أن زعيم الحركة المتمردة (جيش الرب) يرفض توقيع معاهدة السلام النهائية لأنه يخشى تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت أوامر باعتقاله مع عدد من قادته العام 2005م بتهم ارتكاب جرائم حرب، من بينها القتل والخطف والاغتصاب وتجنيد الأطفال . ويبدو أن إعلان وزير الخارجية اليوغندي دانييل أتوبو نهاية مايو بإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة زعماء حركة جيش الرب، في إطار اتفاق السلام، يأتي للخروج من هذا المأزق، خاصة بعد اشارة الوزير إلى أن الحكومة لا تزال ملتزمة بعملية السلام. وأوضح أن تلك المحكمة تتيح لزعماء جيش الرب «الإفلات من محكمة الجزاء الدولية التي يرفضونها»، مشيراً إلى أنه بعد انتهاء محاكمتهم أمام القضاء فإن حكومته ستطلب من المحكمة الدولية سحب مذكرات التوقيف التي كانت أصدرتها. وقد أعلن كونى استعداده للمثول أمام محكمة أوغندية. فى وقت طلبت الكاتبة الجديدة لمحكمة الجزاء الدولية سيلفانا اربيا من السلطات الاوغندية بذل كل ما في وسعها للاسراع في اعتقال قادة جيش الرب.